قال الْبَيْهَقِيُّ «شُعُبُ الإيْمَانِ» (5/ 9/5584): أَخْبَرَنَا أبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ثَنَا أبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ أَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن شُرَيْحٍ وَاللَّيْثُ بن سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بن يَزِيدَ عَنْ ثَابِتِ بْنِ يَزِيدَ الْخَوْلانِيِّ أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ لَقِيهُ، فَسَأَلَهُ عَنْ ثَمَنِ الْخَمْرِ، فَذَكَرَ حَدِيثَاً عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهً عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ اللهَ لَعَنَ الْخَمْرَ , وَعَاصِرَهَا , وَمُعْتَصِرَهَا , وَشَارِبَهَا , وَسَاقِيَهَا , وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ، وَبَائِعَهَا، وَمْشْتَرِيهَا، وَآكِلَ ثَمَنِهَا».
قُلْتُ: وَيُذْكَرُ تَخْرِيْجُ الْحَدِيثِ مُسْتَوْفَىً فِي الْكَلامِ عَلَى طُرُقِ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ.
[الطَّرِيقُ الثَّالثة] أبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ.
قَالَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ (205. بُغْيَةُ الْبَاحِثِ): حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ بْنِ قَحْذَمَ أبُو سُلَيْمَانَ الْبَصْرِيُّ ثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ قَالا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهً عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً قَبْلَ وَفَاتِهِ، وَهِيَ آخِرُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا فِي الْمَدِينَةِ حَتَّى لَحِقَ بِاللهِ، فَوَعَظَنَا فِيهَا مَوْعِظَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، وَاقْشَعَرَتْ مِنْهَا الْجُلُودُ، وَتَقَلْقَلَتْ مِنْهَا الأَحْشَاءُ، أَمَرَ بِلالاً فَنَادَى: الصَّلاةَ جَامِعَةَ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ، فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ، فَارْتَقَى الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ .... فَذَكَرَ خُطْبَةً طَوِيلَةً كَذَبَهَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ أَوْ دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهً عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ فِي ثَنَايَاهَا: «وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا سَقَاهُ اللهُ مِنْ سُمِّ الأَسَاوِدِ وَسُمِّ الْعَقَارِبِ شَرْبَةً يَتَسَاقُطُ لَحْمُ وَجْهِهِ فِي الإِنَاءِ قَبْلَ أَنْ يَشْرَبَهَا، فَإِذَا شَرِبَهَا تَفَسَّخَ لَحْمُهُ وَجِلْدُهُ كَالْجِيفَةِ يَتَأَذَّى بِهِ أَهْلُ الْجَمْعِ، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ، أََلا وَشَارِبُهَا، وَعَاصِرُهَا، وَمُعْتَصِرُهَا، وَبَائِعُهَا، وَمُبْتَاعُهَا، وَحَامِلُهَا، وَالْمَحْمُولَةُ إِلَيْهِ، وَآكِلُ ثَمَنِهَا سَوَاءٌ فِي إِثْمِهَا وَعَارِهَا، وَلا يُقْبَلُ مِنْهُ صِيَامَاً، وَلا حَجَّاً، وَلا عُمْرَةً حَتَّى يَتُوبَ، فَإِنْ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَتُوبَ مِنْهَا كَانَ حَقَّاً عَلَى اللهِ أَنْ يَسْقِيهَ بِكُلِّ جَرْعَةً شَرِبَهَا فِي الدُّنْيَا شَرْبَةً مِنْ صَدِيدِ جَهَنَّمَ».
قُلْتُ: وَهَذِهِ الْخُطْبَةُ مَوْضُوعَةٌ مُفْتَرَاةٌ، الْمُتَّهَمُ بِهَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ أَوْ دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، فَكِلاهُمَا لَيْسَ بِثِقَةٍ وَلا مَأْمُونٍ، وَضَعَ أَوَّلُهُمَا كِتَابَ الْعَقْلِ، وَسَرَقَهَ ثَانِيهِمَا، وَزَادَ فِيهِ بَوَاطِيلَ وَأَكَاذِيبَ.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[23 - 11 - 06, 09:11 م]ـ
شيخنا الفاضل أبو محمد الألفي أمدّنا الله وإياك بعونه، صبرك علينا فأنا لم أنته من التخريج وأرجو أن تقرّ عيناك بما ستراه، والذي لاشك فيه أنّ المصادر التي ذكرتها لم أبحث فيها ولم تخطر على بالي في تخريج هذا الحديث فجزاك عني وعن أهل الإسلام خير الجزاء.
4 - مرسل دويد بن نافع: قال عبدالله بن وهب المصري في كتابه الجامع (ح54): أخبرني عمر بن محمد بن زيد بن عبدالله بن عمر بن الخطاب، أنّ أبا رافع حدّثه عن دويد مولى سعيد بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لعن في الخمر عشرة: العاصر والمعصور له والبائع والمشتري والحامل والمحمولة له والساقي والشارب والمكارم بها والمائدة تدار عليها".
قلت: هذا أثر مرسل، بل معضل، دويد هو: ابن نافع القرشي، ذكره ابن حبان في الطبقة الثالثة (طبقة أتباع التابعين) وقال:"مستقيم الحديث إذا كان دونه ثقة "، والراوي عنه أبو رافع وهو: إسماعيل بن رافع بن عويمر الأنصاري، قال فيه ابن معين:"ليس بشئ "، وقال أحمد بن حنبل:"ضعيف منكر الحديث"، وقال الدارقطني:" متروك" وضعّفه غيرهم، ولم يوثّقه إلا البخاري، وقال الذهبي في الكاشف:"ضعيف واه "، وقال ابن حجر في التقريب:"ضعيف الحفظ "، والقول بضعفه أقوى، والخلاصة أنّ الأثر فيه علتين: الإعضال، وضعف الراوي عن دويد بن نافع، يتبع إن شاء الله تعالى.
¥