وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ «الْمُنْتَخَبُ» (688)، وَالطَّبَرَانِيُّ «الْكَبِيْرُ» (12/ 233/12976) و «الدُّعَاءُ» (1973)، وَالْحَاكِمُ (2/ 37)، وَالْبَيْهَقِيُّ «شُعُبُ الإيْمَانِ» (5/ 9/5585) جَمِيعَاً مِنْ طَرِيقِ أبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئِ عَنْ حَيْوَةَ بِمِثْلِهِ، إِلا أَنَّ رِوَايَةَ الأَكْثَرِ «وَمُسْقِيَهَا».
وَتَابَعَهُ عَنْ حَيْوَةَ: عبدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ.
فقد أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ (5356) عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَوْهَبٍ، وَالْحَاكِمُ (4/ 161) عَنِ ابْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، كِلاهُمَا عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ حَيْوَةَ بِمِثْلِهِ إِلا أَنَّهُ قَالَ «وَمُسْقَاهَا».
[الطَّرِيقُ الثَّانِيَةُ] ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ الْخَوْلانِيُّ عَنْهُ:
قَالَ الطَّبَرَانِيُّ «الْكَبِيْرُ» (12/ 233/12977): حَدَّثَنَا طَاهِرُ بن عِيسَى بن قَيْرَسٍ الْمِصْرِيُّ حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بن الْفَرَجِ ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن شُرَيْحٍ وَاللَّيْثُ بن سَعْدٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ خَالِدِ بن يَزِيدَ عَنْ ثَابِتِ بْنِ يَزِيدَ الْخَوْلانِيِّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ , فَلَقِيَ ابْنَ عَبَّاسٍ , فَسَأَلَهُ عَنِ الْخَمْرِ؟، فَقَالَ: سَأُخْبِرُكَ عَنِ الْخَمْرِ، إِنِّي كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ , فَبَيْنَمَا هُوَ مُحْتَبٍ حَلَّ حَبْوَتَهُ , ثُمَّ قَالَ: مَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنَ الْخَمْرِ شَيْءٌ فَلْيُؤْذِنِّي بِهِ , فَجَعَلَ النَّاسُ يَأْتُونَهُ , فَيَقُولُ أَحَدُهُمْ: عِنْدِي رَاوِيَةُ خَمْرٍ , وَيَقُولُ الآخَرُ: عِنْدِي رَاوِيَةٌ , وَيَقُولُ الآخَرُ: عِنْدِي زِقَاقٌ وَمَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ , فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اجْمَعُوهُ بِبَقِيعِ كَذَا وَكَذَا , ثُمَّ آذِنُونِي , فَفَعَلُوا ثُمَّ آذَنُوهُ , فَقَامَ وَقُمْتُ مَعَهُ , فَمَشَيْتُ عَنْ يَمِينِهِ , وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَيَّ , فَلَحِقَنَا أَبُو بَكْرٍ , فَأَخَذَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَنِي عَنْ يَسَارِهِ , وَجَعَلَ أَبَا بَكْرٍ مَكَانِي , ثُمَّ لَحِقَنَا عُمَرُ بن الْخَطَّابِ , فَأَخَذَهُ فَجَعَلَهُ عَنْ يَسَارِهِ , فَمَشَى بَيْنَهما حَتَّى إِذَا وَقَفَ عَلَى الْخَمْرِ , قَالَ لِلنَّاسِ: أَتَعْرِفُونَ هَذِهِ؟، قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ , هَذِهِ الْخَمْرُ , قَالَ: «صَدَقْتُمْ إِنَّ اللهَ لَعَنَ الْخَمْرَ , وَعَاصِرَهَا , وَمُعْتَصِرَهَا , وَشَارِبَهَا , وَسَاقِيَهَا , وَآكِلَ ثَمَنِهَا» , ثُمَّ دَعَا بِسِكِّينٍ , فَقَالَ: اشْحَذُوهَا , فَفَعَلُوا , ثُمَّ أَخَذَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَخْرِقُ الأَزْقَاقَ , فَقَالَ النَّاسُ: إِنَّ فِي هَذِهِ الأَزْقَاقِ مَنْفَعَةً , فَقَالَ: «أَجَلْ , وَلَكِنِّي إِنَّمَا أَفْعَلُ ذَلِكَ غَضَبًا للهِ، لِمَا فِيهَا مِنْ سَخْطَةٍ» , قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَزِيدُ عَلَى بَعْضٍ فِي الْحَدِيثِ.
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ الضِّيَاءُ «الْمُخْتَارَةُ» (499) مِنْ طَرِيقِ الطَّبَرَانِيِّ بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنَهِ سَوَاءً.
قُلْتُ: هَكَذَا رَوَاهُ طَاهِرُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ، فَأَخْطَأَ، وَجَعَلَهُ كُلَّهُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَخَالَفَهُ الثِّقَاتِ الأَثْبَاتِ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ وَهْبٍ، فَجَعَلُوه عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، وَأَنَّهُ صَاحِبُ الْقِصَّةِ بِكُلِّيَتِهَا، وَهُوَ الْمَحْفُوظُ، عَلَى مَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مُخْتَصَرَاً.
¥