قال سعيد بن أبي مريم: كان حيوة بن شريح أوصى إلى وصى، وصارت كتبه عند الوصي، وكان ممن لا يتقي الله، يذهب فيكتب من كتب حيوة الشيوخ الذين قد شاركه ابن لهيعة فيهم ثم يحمل إليه فيقرأ عليهم، قال: وحضرت ابن لهيعة وقد جاءه قوم من أصحابنا كانوا حجوا وقدموا فأتوا ابن لهيعة مسلَمين عليه، فقال: هل كتبتم حديثا طريفا؟ فجعلوا يذاكرونه بما كتبوا، حتى قال بعضهم: حدثنا القاسم العمري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم الحريق فكبروا؛ فإن التكبير يطفئه،
قال ابن لهيعة: هذا حديث طريف! كيف حدثتم؟ قال: فحدثه, فوضعوا في حديث عمرو بن شعيب، وكان كلما مروا به، قال: حدثنا به صاحبنا فلان، قال: فلما طال ذلك نسي الشيخ، فكان يقرأ عليه فيخبره ويحدث به في جملة حديثه عن عمرو بن شعيب.
قال يحيى بن حسان: رأيت مع قوم جزء سمعوه من ابن لهيعة، فنظرت فإذا ليس هو من حديثه، فجئت إليه فقال: ما أصنع؟ يجيئوني بكتاب، فيقولون: هذا من حديثك، فأحدثهم.
قال ابن قتيبة: كان يقرأ عليه ما ليس من حديثه؛ يعنى فضعف بسبب ذلك.
قال أحمد ابن صالح: كان ابن لهيعة من الثقات إلا أنه إذا لقي شيئا حدث به.
قال ابن معين: كان ضعيفا لا يحتج بحديثه، كل من شاء يقول
له: حدثنا.
قال ابن خراش: كان يكتب حديثه، احترقت كتبه، فكان من جاء بشيء قرأه عليه حتى لو وضع أحد حديثا وجاء به إليه قرأه عليه.
قال ابن حبان: سبرت أخباره، فرأيته يدلس عن أقوام ضعفاء على أقوام ثقات قد رآهم، ثم كان لا يبالي ما دفع إليه قرأه سواء كان من حديثه أم لم يكن من حديثه، فوجب التنكب عن رواية المتقدمين عنه قبل احتراق كتبه لما فيها من الأخبار المدلسة عن المتروكين، ووجب ترك الإحتجاج برواية المتأخرين بعد احتراق كتبه لما فيها مما ليس من حديثه.
? ذكر من نص العلماء على أن روايته وكتابه عن ابن لهيعة صحيح:
قلت: ومعنى صحيح أي أنه من سماع ابن لهيعة عمن روى عنه، وليس هو مما لقن به أو ادخل في حديثه، وأنه كما سمعه ابن لهيعة من شيوخه.
قال عبد الرحمن بن مهدي: ما اعتدت بشيء سمعته من حديث ابن لهيعة، إلا سماع ابن المبارك ونحوه.
قال أبو داود: سمعت قتيبة يقول: كنا لا نكتب حديث ابن لهيعة، إلا من كتاب ابن أحية أو كتب ابن وهب، إلا ما كان من حديث الأعرج.
قال قتيبة: قال لي أحمد ابن حنبل: أحاديثك عن ابن لهيعة صحاح. قال قلت: لأننا كنا نكتب من كتاب عبد الله بن وهب ثم نسمعه من ابن لهيعة.
قال أحمد ابن صالح: وظننت أن أبا الأسود ـ النضر بن عبد الجبارـ كتب من كتاب صحيح؛ فحديثه يشبه حديث أهل العلم.
قال عبد الغني بن سعيد الأزدي: إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح، ابن المبارك وابن وهب والمقرئ. وذكر الساجي وغيره " مثله ".
قال أبو زرعة: أن ابن المبارك وابن وهب كانا يتتبعان أصوله فيكتبان منه، وهؤلاء الباقون كانوا يأخذون من الشيخ، وكان ابن لهيعة لا يضبط، وليس ممن يحتج بحديثه.
? ذكر من نص على أنه لا يحتج برواية العبادلة عنه، وإنما يعتبر بها وهي أقوى من غيرها:
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: قلت لأبي: إذا كان من يروى عن ابن لهيعة مثل ابن المبارك، فابن لهيعة يحتج به؟ قال: لا.
قال الدارقطني: يعتبر بما يروى عنه العبادلة، ابن المبارك، والمقرئ، وابن وهب.
قال عمرو ابن علي الفلاس: عبد الله بن لهيعة احترقت كتبه، فمن كتب عنه قبل ذلك مثل ابن المبارك وعبد الله بن يزيد المقرئ أصح من الذين كتبوا بعد ما احترقت كتبه وهو ضعيف الحديث.
? ذكر من نص على تضعيفه عموما:
قال أحمد: ما حديث ابن لهيعة بحجة، وإني لأكتب كثيرا مما أكتب اعتبر به، وهو يقوي بعضه بعضا.
قال الحميدي: كان يحيى بن سعيد لا يراه شيئا.
قال محمد بن المثنى: ما سمعت عبد الرحمن يحدث عن ابن لهيعة شيئا قط.
قال ابن خزيمة في صحيحه: وابن لهيعة لست ممن أخرج حديثه في هذا الكتاب إذا انفرد، وإنما خرجته لأن معه جابر بن إسماعيل.
قال ابن معين: كان ضعيفا لا يحتج بحديثه، كان من شاء يقول له: حدثنا.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن الأفريقي وابن لهيعة أيهما أحب إليك؟
فقالا: جميعاً ضعيفان وابن لهيعة أمره مضطرب، يكتب حديثه على الإعتبار.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: قلت لأبي: إذا كان من يروي عن ابن لهيعة مثل ابن المبارك يحتج به؟ قال: لا.
قال أبو زرعة: كان لا يضبط.
قال ابن عدي: حديثه كأنه نسيان، وهو ممن يكتب حديثه.
قال ابن سعد: كان ضعيفا، ومن سمع منه في أول أمره أحسن حالاً في روايته ممن سمع منه بأخرة.
قلت (الزيادي): هو ضعيف يكتب حديثه ويعتبر به، وحديث ابن المبارك وابن وهب والمقرئ وقتيبة وأبي الأسود عنه أقوى من غيره.
قال الذهبي: العمل على تضعيف حديثه.
وقال أيضاً: حدث عنه ابن المبارك وابن وهب وأبو عبد الرحمن المقرئ وطائفة قبل أن يكثر الوهم في حديثه، وقبل احتراق كتبه، فحديث هؤلاء أقوى، وبعضهم يصححه، ولا يرتقي إلى هذا.
جامع الترمذي (1/ 17)، أسامي الضعفاء لأبي زرعة (1690) الضعفاء والمتروكين للدارقطني (322)، تهذيب الكمال (4/ 252)، تذكرة الحفاظ للذهبي (1/ 238)، الكاشف (1/ 590)، تهذيب التهذيب (4/ 449). كتبه: محمد بن زايد الزيادي العتيبي
¥