تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بحثي في قتادة وتدليسه، لمن أراد الإستفادة منه]

ـ[الزيادي]ــــــــ[18 - 06 - 07, 03:28 ص]ـ

قتادة: هو قتادة بن دعامة بن قتادة، السدوسي، أبو الخطاب، البصري، توفي سنة ثمانية عشر ومائة، وقيل: سبعة عشر ومائة.

? قال سعيد بن المسيب: ما أتاني عراقي أحفظ من قتادة.

? قال ابن سعد: كان ثقة مأموناً، حجة في الحديث، وكان يقول بشيء من القدر.

? قال ابن حبان: كان من علماء الناس بالقرآن والفقه ومن حفاظ أهل زمانه، مات بواسط سنة سبع عشرة، وكان مدلس على قدر فيه.

قلت: قد وصف قتادة بأمرين اثنين:

1 ـ الإرسال:

وهذا واضح من خلال ترجمته فقد نص الأئمة على أنه روى عن أناس ولم يسمع منهم، من ذلك:

? قال يحيى بن معين: قتادة لم يسمع من مجاهد شيئاً.

? قال أبوداود: حدث قتادة عن ثلاثين رجلاً لم يسمع منهم، ولم يسمع من حصين ابن المنذر.

? قال العلائي: يكثر من الإرسال.

2 ـ التدليس.

1. قال شعبة: لم يسمع قتادة من أبي العالية إلا ثلاثة أشياء.

2. قال شعبة: جانبت قتادة في أربعة أحاديث عن أنس.

قلت: فإن الراوي إذا قيل أنه لا يصح سماعه من شيخه إلا في حديث واحد بعينه أو في أحاديث معينة ثم يرى أنه يروي عن نفس هذا الشيخ غير هذه الأحاديث يستدل بذلك على تدليسه.

3. ذكره النسائي في المدلسين كما ذكر ذلك ابن حجر.

4. قال ابن حبان: الجنس الثالث: الثقات المدلسون الذين كانوا يدلسون في الأخبار مثل قتادة ويحيى بن أبي كثير والأعمش وأبو إسحاق وابن جريج وابن إسحاق والثوري وهشيم ومن أشبههم ممن يكثر عددهم من الأئمة المرضيين وأهل الورع في الدين كانوا يكتبون عن الكل ويروون عمن سمعوا منه فربما دلسوا عن الشيخ بعد سماعهم عنه عن أقوام ضعفاء لا يجوز الاحتجاج بأخبارهم، فما لم يقل المدلس وإن كان ثقة حدثني أو سمعت، فلا يجوز الاحتجاج بخبره.

5. قال شعبة: كنت أنظر إلى فم قتادة ولم أتغافل إلا في حديث خشيت أن يفسده علي وهو قال لي عن أنس أن النبي صل الله عليه وسلم قال: سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة.

قلت: وهو قد سمع من أنس قال البخاري: لا نعرف لقتادة سماعاً من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا من أنس وأبي الطفيل.

6. قال شعبة: كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش وأبي إسحاق وقتادة وتحمل هذه على الإرسال وعلى التدليس.

دليل حملها على الإرسال:

? قال شعبة: كنت أتفطن إلى فم قتادة فإذا قال حدثنا كتبت وإذا قال حُدث لم أكتب.

? وقال: كنت أعرف إذا جاء ما سمع قتادة مما لم يسمع، إذا جاء ما سمع يقول حدثنا أنس وحدثنا الحسن وحدثنا مطرف، وإذا جاء ما لم يسمع يقول قال سعيد بن جبير قال أبو قلابة.

قلت: هو لم يسمع من سعيد بن جبير وأبي قلابة مما يدل على أنه إرسال لا تدليس

قال يعقوب بن سفيان: لم يسمع قتادة من سعيد بن جبير ولا من الشعبي ولا من النخعي ولا من مجاهد شيئاً ولم يسمع من أبي قلابة إنما أرسل عنهم.

ودليل حملها على التدليس:

? قال شعبة: كنت أنظر إلى فم قتادة ولم أتغافل إلا في حديث خشيت أن يفسده علي وهو قال لي عن أنس أن النبي صل الله عليه وسلم قال: سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة.

قلت (الزيادي): وهو قد سمع من أنس كما سبق.

7. قال الدراقطني: هو مدلس.

8. قال ابن حجر: كان حافظ عصره، وهو مشهور بالتدليس وصفه به النسائي وغيره.

قلت (الزيادي): لا شك أنه قد وصف بالتدليس لكن هل يعني هذا رد جميع مروياته لمعنعنة التي لم يصرح فيها بالتحديث؟

قبل الإجابة أقدم بمقدمات:

1. إطلاق لفظ التدليس على الإرسال بين المتعاصرين وهو ما سماه ابن حجر بـ (الإرسال الخفي).

? سئل أحمد وابن معين عن حديث يرويه عبد المجيد بن أبي رواد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر، فقالا: ليس بصحيح، وليس يعرف هذا الحديث من أحاديث عبيد الله ولم يسمع عبد المجيد بن أبي رواد من عبيد الله شيئاً، ينبغي أن يكون عبد المجيد دلسه، سمعه من إنسان فحدث به.

? قال ابن معين: دلس هشيم عن زاذان أبي منصور، ولم يسمع منه.

? قال البخاري: لا أعرف لابن أبي عروبة سماعاً من الأعمش وهو يدلس ويروي عنه.

? قال الفسوي: وقد روى سعيد بن أبي عروبة عن عبيد الله بن عمر وعن هشام بن عروة وعن أبي بشر ولم يسمع منهم، إنما دلس عنهم ولعمري إن ما روى عنهم مناكير.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير