تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

8 - قال ابن القيم: (ليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده من تدبر القرآن وجمع الفكر على معاني آياته؛ فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرها وعلى طرقاتهما وأسبابهما وثمراتهما ومآل أهلهما، وتتل في يده مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة، وتثبت قواعد الإيمان في قلبه، وتريه صورة الدنيا والآخرة والجنة والنار في قلبه، وتحضره بين الأمم، وتريه أيام الله فيهم، وتبصره مواقع العبر، وتشهده عدل الله وفضله وتعرفه ذاته وأسماءه وصفاته وأفعاله وما يحبه وما يبغضه وصراطه الموصل إليه وقواطيع الطريق وآفاته، وتعرفه النفس وصفاتها ومفسدات الأعمال ومصححاتها، وتعرفه طريق أهل الجنة وأهل النار وأعمالهم وأحوالهم وسيماهم ومراتب أهل السعادة وأهل الشقاوة. فتشهده الآخرة حتى كأنه فيها، وتغيبه عن الدنيا حتى كأنه ليس فيها، وتميز له بين الحق والباطل في كل ما يختلف فيه العالم، وتعطيه فرقاناً ونوراً يفرق به بين الهدى والضلال، وتعطيه قوة في قلبه وحياة واسعة وانشراحاً وبهجة وسروراً فيصير في شأن والناس في شأن آخر؛ فلا تزال معانيه تنهض العبد إلى ربه بالوعد الجميل، وتحذره وتخوفه بوعيده من العذاب الوبيل، وتهديه في ظلم الآراء والمذاهب إلى سواء السبيل، وتصده عن اقتحام طرق البدع والأضاليل، وتبصره بحدود الحلال والحرام وتوقفه عليها؛ لئلا يتعداها فيقع في العناء الطويل، وتناديه كلما فترت عزماته: تقدمَ الركبُ، وفاتك الدليل، فاللحاقَ اللحاقَ، والرحيلَ الرحيلَ). فاعتصموا بالله واستعينوا به وقل: (حسبي الله ونعم الوكيل).

وحتى نتدبر القرآن فعلينا:

1 - مراعاة آداب التلاوة من طهارة ومكان وزمان مناسبين وحال مناسبة وإخلاص واستعاذة وبسملة وتفريغ للنفس من شواغلها وحصر الفكر مع القرآن والخشوع والتأثر والشعور بأن القرآن يخاطبه.

2 - التلاوة بتأنٍ وتدبر وانفعال وخشوع، وألا يكون همه نهاية السورة.

3 - الوقوف أمام الآية التي يقرؤها وقفة متأنية فاحصة مكررة.

4 - النظرة التفصيلية في سياق الآية: تركيبها - معناها - نزولها - غريبها- دلالاتها.

5 - ملاحظة البعد الواقعي للآية؛ بحيث يجعل من الآية منطلقاً لعلاج حياته وواقعه، وميزاناً لمن حوله وما يحيط به.

6 - العودة إلى فهم السلف للآية وتدبرهم لها وتعاملهم معها.

7 - الاطلاع على آراء بعض المفسرين في الآية.

8 - النظرة الكلية الشاملة للقرآن.

9 - الالتفات للأهداف الأساسية للقرآن.

10 - الثقة المطلقة بالنص القرآني وإخضاع الواقع المخالف له.

11 - معايشة إيحاءات النص وظلاله ولطائفه.

12 - الاستعانة بالمعارف والثقافات الحديثة.

13 - العودة المتجددة للآيات، وعدم الاقتصار على التدبر مرة واحدة؛ فالمعاني تتجدد.

14 - ملاحظة الشخصية المستقلة للسورة.

15 - التمكن من أساسيات علوم التفسير.

16 - القراءة في الكتب المتخصصة في هذا الموضوع مثل كتاب: (القواعد الحسان لتفسير القرآن) للسعدي، وكتاب (مفاتيح للتعامل مع القرآن) للخالدي، وكتاب (قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله - عز وجل) لعبد الرحمن حبنكة الميداني، وكتاب (دراسات قرآنية) لمحمد قطب.

وبعد: فما درجة أهمية تدبر القرآن في عقولنا؟ وما نسبة التدبر في واقعنا العملي فيما نقرؤه في المسجد قبل الصلوات؟ وهل نحن نربي أبناءنا وطلابنا على التدبر في حِلَق القرآن؟ أم أن الأهم الحفظ وكفى بلا تدبر ولا فهم؛ لأن التدبر يؤخر الحفظ؟

ما مقدار التدبر في دروس العلوم الشرعية في المدارس، خاصة دروس التفسير؟ وهل يربي المعلم طلابه على التدبر، أم على حفظ معاني الكلمات فقط؟ تُرى: ما مرتبة دروس التفسير في حِلَق العلم في المساجد: هل هي في رأس القائمة، أم في آخرها - هذا إن وجدت أصلاً؟

ما مدى اهتمامنا بالقراءة في كتب التفسير من بين ما نقرأ؟ لماذا يكون همُّ أحدنا آخر السورة، وقد نهانا رسولنا صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟

ومتى نقتنع أن فوائد التدبر وأجره أعظم من التلاوة كهذ الشعر؟

أسئلة تبحث عن إجابة؛ فهل نجدها لديك؟

ـ[أبو محمد أحمد بن عثمان]ــــــــ[15 - 12 - 07, 08:21 ص]ـ

جزاك الله خيراً، وأسأل الله أن يرزقنا تدبر كتابه الكريم والعمل بما فيه.

ـ[غير مسجل]ــــــــ[26 - 04 - 08, 01:06 ص]ـ

جاءنا هذا التنبيه على بريد الملتقى

السلام عليكم

موضوع تدبر القران لماذا وكيف المنشور لديكم بإسم أحمد البقمي

إنما هو مما كتبته ونشرته بمجلة البيان

وفوجئت أثناء البحث عنه أنه عندكم بإسم البقمي

أرجو الرجوع لسيدي إرشيف مجلة البيان للتاكد من صاحب الموضوع

http://www.islamdoor.com/k/382.htm

شاكرا لكم حفظ حقي الأدبي والله يرعاكم

إبراهيم بن عبدالرحمن التركي

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير