تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أبو سعيدٍ هذا هو الضرير البغداديُّ (ت بعد 250 هـ). وليس عبدَ الملكِ بنَ قُريبٍ الأصمعيَّ (ت 216 هـ). وذلكَ أنَّ من دأب أبي منصور في كتابه أن يسمِّيَه (الأصمعيَّ)، ويسمِّيَ (الضريرَ) (أبا سعيدٍ). وقولُه: (استلغِهم) بمعنَى (اطلب لغتَهم). وعلَى أنَّ هذا علَى شرعةٍ من القياسِ تغني عن تطلُّب السَّماع، فإنَّه من كلامِ أبي سعيدٍ، ولم يُحكَ عن فصحاء العربِ الذين يُحتَجُّ بهم. فلذلك لم نذكره في أصلِ الكلامِ، إذْ كان غرضنا قصْرًا على جمع المسموع، وتشقيقه، والاحتجاج له.

5 - وردَ في بعض المعاجم ألفاظٌ أُخَرُ غيرُ هذه، كـ (اللَّغَاة) بمعنَى (الصوت)، و (لغا ثريدتَه) إذا روَّاها بالدَّسَم، و (يلغُو) بمعنَى (ينطِق بعامَّةٍ). بيدَ أنَّها لم تُنْمَ إلى راوٍ أُمَنَة موثوق، وبعضُها لم يُنصَّ على سَماعِه عن العرب. فلذلك أسقطنا ذِكْرَها.

3 - ذِكْرُ رواةِ الأصل الثاني:

قد علِمتَ أنَّ (اللغة) مشتقَّةٌ من قولِهم: (لغِيَ بالشيءِ) إذا أولِع به. وسنذكرُ لكَ من عرَفْنا من العلماءِ المتقدِّمين الذين روَوا هذا المعنَى، ونعزو ذلك إلى كتبهم، أو كتب من نقلَ عنهم، استيثاقًا في الحجَّة، وإتمامًا للمنفعة. واقتصرنا على هذا الأصل، إذْ كانَ هو الأصلَ الذي اشتُقَّت منه (اللغة).

فقد روَى هذا الفعلَ عن العرب أبو الحسن الكسائيُّ (ت 189 هـ) كما حكَى عنه أبو عبيدٍ (ت 224 هـ) في «الغريب المصنف» ([4] ( http://www.ahlalloghah.com/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn4))، ورواه تلميذه أبو زكرياءَ الفراءُ (ت 207 هـ) كما حكَى عنه الوزير المغربي (ت 418 هـ) في «أدب الخواص» ([5] ( http://www.ahlalloghah.com/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn5))، وأبو عَمْرٍ الشيبانيُّ في «الجيم» ([6] ( http://www.ahlalloghah.com/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn6))، وأبو الحسنِ الأخفشُ (ت 215 هـ) في «معانيه» ([7] ( http://www.ahlalloghah.com/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn7))، وأبو مِسحل الأعرابيُّ (ت بعد المئتين) في «نوادره» ([8] ( http://www.ahlalloghah.com/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn8))، وابنُ الأعرابيِّ كما حكَى عنه الوزير في «أدب الخواص» ([5] ( http://www.ahlalloghah.com/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn5))، وابنُ السكيت (ت 244 هـ) في «إصلاح المنطق» ([9] ( http://www.ahlalloghah.com/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn9))، وأبو سعيدٍ الضريرُ كما حكَى عنه أبو منصورٍ في «التهذيب» ([10] ( http://www.ahlalloghah.com/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn10)).

4- زعمٌ داحضٌ:

زعمَ بعض المحدثين كحسن ظاظا (ت 1420 هـ)، وغيرِه أنَّ (اللغة) كلمةٌ يونانيةُ المنبِت، أصلُها logos ([11] (http://www.ahlalloghah.com/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn11)). وهذا باطلٌ، فإنَّ لهذه الكلمةِ وجهًا من الاشتِقاقِ في العربيَّة يَجوزُ أن تُرَدَّ إليه. ولا يوجب تقارب اللفظينِ في المعنَى أن يكون أحدهما أصلاً للآخر، ألا ترَى أن (سَبِطًا) ليس أصلاً لـ (سِبَطْر)، و (دَمِثًا) ليس أصلاً لـ (دِمَثْر)، وإن كانَ بمعناه ([12] ( http://www.ahlalloghah.com/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn12)). فإذا كان هذا بين ألفاظِ اللغة الواحدة، فكيفَ إذا كانَ ذلك بين ألفاظ اللغةِ، واللغاتِ الأخرَى.

وقد كنتُ ذهبتُ هذا المذهبَ زمنًا لخفاء وجه اشتِقاقِها، وقلَّة تعاورِها بينَهم، ثمَّ فُتِحتْ لي مسارِبُ من النظر ردَّتني إلى الصواب إن شاء الله.

وقد حكَى هذه الكلمةَ عن العربِ فريقٌ من العلماءِ هم أكثرُ من أن نحيطَ بهم، ونستقصيَ ذِكْرَهم، من أولهم صاحبُ «العين» ([1] ( http://www.ahlalloghah.com/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn1)).

فإن قِيلَ:

فما لنا لم نجدها في كلام من يُحتَجُّ به من العرب؟

قلتُ:

بلَى. قد وُجِدت في شواهدَ من الشِّعرِ، والنثرِ. فمن الشِّعر قولُ ذي الرمةِ:

من الطنابير يَزهَى صوتَه ثمِلٌ ... في لحنِه عن لغات العُربِ تعجيمُ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير