تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولا يكاد يمر باحث أو إعلامي بالمنطقة إلا ويزور الشيخ عبدالله، ويأخذ معه جولات عديدة في ربوع المنطقة والتجول بين معالمها الأثرية. ومن أهم هؤلاء الباحثين الشيخ عبدالله بن خميس في فترة تأليفه لمعجم اليمامة، والشيخ سعد الجنيدل، والدكتور إبراهيم المجادعة، والدكتور عبدالرحمن النشوان، وغيرهم كثير، وقد وانهالت عليه المكاتبات والمراسلات من كبار الأدباء والباحثين كالشيخ حمد الجاسر، والشيخ عبدالله بن خميس وغيرهما, وقد تم الحديث عن مراسلاته في كتاب: المؤرخ الفرضي من التأليف الشيخ عبدالعزيز المفلح، والدكتور عبدالله المفلح الجذالين

وفاته

في يوم الأربعاء الثاني عشر من شهر صفر عام 1415هـ استيقظ كعادته قبل الفجر للتهجد وصلى ما تيسر له، وبعد أذان الفجر ذهب للمسجد -وكان إماماً له - وأدى السنة الراتبة ثم جلس ينتظر الصلاة، يستغفر ويسبح ربه، وفي هذه الأثناء سقط على جنبه فهبّ جماعة المسجد لإسعافه، وبعد الوصول للمستشفى قرر الأطباء وفاته قبل وصوله إليهم, فقمنا بتغسيله وتكفينه والصلاة عليه بعد صلاة الظهر في جامع أنس بن مالك (السديرية) بمدينة ليلى، وكانت جنازته جنازة مشهودة حضرها علماء البلد وقضاتها، وحشد كبير من الناس رجالاً ونساء, ونُشر خبر وفاته في صحيفة الجزيرة بتاريخ 13/ 2 / 1415هـ وقيلت في رثائه قصائد كثيرة.

مراثيه

بعد وفاة الشيخ عبدالله رثاه عدد من شعراء المنطقة بالفصحى والعامية بقصائد طويلة وجيدة تكشف عمق معرفتهم به وحبهم له رحمه الله ومن أولئك الشعراء:

الأستاذ الشاعر سعد بن ثلاب آل ثلاب القباني (شاعر التوباد):

يقول الأستاذ سعد: هذه القصيدة في رثاء الشيخ المؤرخ عبدالله بن عبدالعزيز آل مفلح الجذالين الكثيري اللامي الطائي الملقب (ابن عيسوب)، والمتوفى في 12 من شهر صفر عام 1415هـ يرحمه الله تعالى. قيلت بعد عصر الخميس 13/ 2 / 1415هـ.

هكذا الدنيا نزولٌ و ارتحال = ومصيرُ المرء فيها للزوالْ

كلُ إنسانٍ عليها هالكٌ = كُتبَ الموتُ , ويبقى ذو الجلالْ

إنما الدنيا نعيمٌ زائلٌ = وبقاءُ الناسِ في الدنيا مُحَالْ

كل شَخْصٍ عاش فيها عُمُراً = وقضى عيشاً , إلى الله المآلْ

وكذا الآجالُ فيها كُتبتْ = فإذا عاش امرؤ مات وزالْ

وإذا حُمّ القضا ضاق الفضا = عَجَزَ الأرحامُ , من عمٍ وخالْ

هجم الموتُ , فيا ويل لنا = لاَ يصُدُّ الموتَ مالٌ أو عيالْ

كل نفسٍ كُتب الموتُ لها = ليس يغنينا ملايينُ الريالْ

هل يفيد الآدمي منصبُهُ؟ = أو يردُّ الموتَ نصرٌ أو هلالْ

ينفع الإنسانَ أعمالٌ له = صالحاتٌ من صلاةٍ وابتهالْ

وصيامٍ وقيامٍ في الدُّجى = وزكاةٍ , ثم حجٍ ونضالْ

فقدتْ (ليلى) عزيزاً عالماً = عَلَمٌ يعلو كأعلام الجبالْ

ودّعت شيخاً جليلاً زاهداً = (ابنَ عيسوب) عدواً للضلال

من بني جذلان من كثرانهم = من بني لامٍ , ويا نعمَ الرجالْ

لامُ من طيٍ وطيٌ أصلهُم = من بني قحطان أصل وفصالْ

عاش في ليلى وفي ليلى ثوى = زاهداً في عيشه في كلِّ حالْ

يبغض الغيبةَ في أقوالِهِ = وكلامَ الناسِ من قيلٍ وقالْ

لا يحب الكبرَ من عاداته = طبعه سهلٌ وممدوحُ الفعالْ

لا يمل الناسُ من منطقه = فاضلُ الأخلاق محبوبُ الفعالْ

مرجعٌ للناسِ في الإرث وفي = عالَم الأفلاكِ , يُصغي للسؤالْ

رحمةُ الله على عالمنا = جنةُ الخلدِ لهُ فيها مآلْ

يا إلهي اغفر الذنبَ له = واسقه من سلسبيلٍ وُزلالْ

واجعل الخيراتِ في أبنائه = واهدهم في سيرهم دربَ الحلالْ

ختمُها صلُّوا على قائِدِنا = كُلّما هَلَّ من الغربِ هلالْ

كما قال الشاعر الأستاذ سعد آل ثلاب القباني قصيدة أخرى بعد قصيدته الأولى بأيام، يقول الأستاذ سعد: هذه قصيدة أخرى في رثاء الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز آل مفلح المكنَّى (ابن عيسوب) يرحمه الله تعالى:

سبحانك الله ربي خير مطلوب = يا جاعلَ الموت شيئاً غير مرغوبِ

الله أكبر يفنى الناسُ كلهمُ = كم أهلك الموتُ من طفلٍ ومن شيبِ

موت الفجاءة في ذا الدهر يزعجنا = ياليت شعري كشفنا كلَّ مكتوبِ

خطبٌ عظيمٌ وأنباءٌ مروعةٌ = في كل يوم لها شتى الأعاجيبِ

لموت أهل التقى والعلم فاجعةٌ = هلاكهمْ بين مرهوب ومنكوبِ

أئمةٌ جاهدوا لله واجتهدوا = ياربِّ فرِّج لنا من كل مكروبِ

من جرَّب الدهر يرضى عن تقلُّبه = كم كدّر الموتُ من زاد ومشروبِ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير