تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أقوال و مواقف الإمام مالك ـ رحمه الله ـ:]

ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[30 - 12 - 09, 08:51 م]ـ

[أقوال و مواقف الإمام مالك ـ رحمه الله ـ:]

الإمام مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث الأصبحي الحميري أبو عبد الله المدني، شيخ الأئمة، وعالم المدينة وإمامها، وأحد المجتهدين الأربعة، وصاحب كتاب الموطأ، في الحديث الشريف. سئل الإمام أحمد بن حنبل، عن كتاب مالك بن أنس، فقال: ما أحسنه لمن تدين به. (أبو نعيم في الحلية (6/ 351).

قال السيوطي في تذكرة الحفاظ (1/ 95): "قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: من أثبت أصحاب الزهري؟ قال: مالك أثبت في كل شيء.

أخرج أبو نعيم في الحلية (9/ 76) عن يونس بن عبد الأعلى، يقول: سمعت الشافعي يقول: إذا جاء مالك فمالك كالنجم.

وفي رواية: " إذا جاء الأثر كان مالك كالنجم ". الحلية (6/ 347).

يدع الجواب فلا يراجع هيبة ... والسائلون نواكس الأذقان

أدب الوقار وعز سلطان التقى ... فهو المطاع وليس ذا سلطان

مات بالمدينة، رحمه الله ـ سنة تسع وسبعين ومائة وهو ابن تسعين سنة. وقبره في بقيع الغرقد، وكان وفاته في أيام الرشيد.

قال المزي في تهذيب الكمال (17/ 387، 388):

"وقال محمد بن سَعْد، عن إسماعيل بن أبي أُوَيْس: اشتكى مالك بن أنس أياماً يَسِيرة، فسألتُ بعضَ أهلنا عما قالَ عند الموت، فقالوا: تَشَهَّدَ ثم قال: (لله الأمْرُ مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ)، وتوفِّي صبيحةَ أربع عشرة من ربيع الأوَّل سنة تسع وسبعين ومئة في خلافة هارون، وصَلَّى عليه عبد الله بنُ محمد بن إبراهيم بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن العَبَّاس وهو يومئذٍ والٍ على المدينة، ودُفِنَ بالبقيع وكان ابن خمس وثَمانين.

قال محمد بن سَعْد: فذكرتُ ذلك لمُصْعَب بن عبد الله، فقال: أنا أحفظ الناس لموت مالك بن أنس مات في صَفَر سنة تسع وسبعين ومئة ".

ذكر القاضي عياض في ترتيب المدارك (1/ 61): " جاء نعي مالك إلى حماد بن زيد، فبكى حتى جعل يمسح عينيه بخرقة.

وقال: يرحم الله مالكاً لقد كان من الدين بمكان ...

وفي رواية ثم قال حماد: اللهم أحسن علينا الخلافة بعده ".أهـ

أحد النبلاء وأكمل العقلاء، ورث حديث الرسول ونشر في أمته علم الأحكام والأصول تحقق بالتقوى فابتلى بالبلوى.

قال مالك بن أنس: " ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك ".

وعن خلف بن عمرو قال: سمعت مالك بن أنس يقول: " ما أجبت في الفتيا حتى سألت من هو أعلم مني: هل يراني موضعاً لذلك؟ سألت ربيعة، وسألت يحيى بن سعيد فأمراني بذلك، فقلت له: يا أبا عبد الله فلو نهوك؟ قال: كنت أنتهي، لا ينبغي لرجل أن يرى نفسه أهلاً لشيء حتى يسأل من هو أعلم منه ". أبو نعيم في الحلية (6/ 345، 346).

إنه لا يفي بتعداد فضائل هذا الطود العظيم الأشم، والبحر الزخار الأطم، بطون الكتب، ومضامين الأسفار، فضلاً عن هذه السطور. وقد شهد له السلف الصالح، وأهل العلم بالإمامة في العلم بالكتاب والسنة والفقه والصدق في الرواية.

هذا الإمام له من الأقوال والمواقف والمسائل ما يكتب بماء الذهب، ويحفظ في وعاء الصدور، له منهج في العلم والتعليم والتربية والأخلاق والورع والدين ما يعجز البارع في الكلام والفصاحة عن وصفه، وما تلك المقولة التي سرت مسير الشمس من المشرق إلى المغرب عندما سأله رجل عن قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) [طه5] إلا دلالة على قوة علمه وصحة عقيدته وتمسكه بالأثر حتى رددها كبار الأئمة من العلماء وطلاب العلم.

(1) أخرج البيهقي في الأسماء والصفات، عن يحيى بن يحيى، قال: كنا عند مالك بن أنس فجاء رجل فقال: يا أبا عبد الله، (الرحمن على العرش استوى) فكيف استوى؟ قال: فأطرق مالك برأسه حتى علاه الرحضاء ثم قال: «الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعا. فأمر به أن يخرج».

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير