تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[طه حسين في الميزان]

ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[06 - 01 - 10, 09:34 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

" لا يُحِبُّ اللهُ الجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ القَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ "

أدبيات ومقالات ومكتوبات

الدكتور طه حسين

بسم الله الرحمن الرحيم،، وبه ثقتي

المقدمة

رأينا افتتان كثير من الناس على اختلاف مستوياتهم العلمية بالدكتور طه حسين وأدبياته، وذلك لما يسمعونه من تلامذته الذين ينعقون بالباطل ويهرفون بالمغالطات على غير تحرٍ للحق وتمحيص في وجوه المتلقى، وقد أغراهم في الإطار نفسه ما يسمعونه في الإعلام المضلل من أن الدكتور هو عميد الأدب العربي وتاريخه ولا ينازعه إلا جاهل ولا يحاول بلوغ شأوه وشأنه إلا متطاول، وظل المساكين ردحًا من الزمن بدون دراية يروجون لطه حسين وفكره على أنه المجدد والمفكر والمبدع، وأنه صاحب الأسلوب السهل الممتنع ورسول الحداثة المحببة إلى النفس لا تلك التي تمقت الأسماع اسمها فضلا عن حقيقتها، وصاروا يقولون للسائلين أنه صديق المنطق الذي لا يضارع ورجل الإقناع الذي لا ينازع، وغررت بذلك أمة وأضحت تقبل من أعمى البصر والبصيرة الهذيان والبطلان على أنه من السداد والرجحان، ونسوا أساتذته من المستشرقين الذين بصموا له بأنه تفوق عليهم في نشر ما يريدون في زمن بسيط، مع أنهم يعتبرونه وأمثاله ثمرة طبيعية لمجهوداتهم المضنية والمستمرة من أجل تخريب الأمة أبنائها وجهاداتها وتفكيرها لرقيها.

لأجل هذا كله كان ضروريًا وحريًا بنا كرجال نقف على ثغر إيضاح الحق ونثر شذاه على كل المسلمين طالما أننا قادرون على ذلك أن نظهر أمره ونجليه للعامة والخاصة والقريبين والبعيدين، ومن أجل أن ننبه العقول والقلوب جميعًا التي غرقت في محبه طه إلى عدم جواز حبه، لأنه ضيّع الشباب باهتمامه بشعر الزنادقة وقصص الهابطين وترجمته لسفالات اليونانيين والفرنسيين، وقد ارتأينا أن يكون بحثنا هذا عبارة عن قراءة مستفيضة في كتاب (محاكمة فكر طه حسين، مراجعة عامة لمؤلفات وكتابات طه حسين خلال خمسين عامًا في مواجهة ردود أكثر من أربعين عالمًا) للأستاذ المفكر أنور الجندي، مع تعليقات خفيفة عليها مع نية التتمة في المستقبل بإذن الله بمراجع أكثر وزخم أكبر، فاللهم وفقنا وأعنّا.

وقد كان من المفترض أن أقدم هذه الورقات لمدرسي الفاضل الأستاذ أبي أحمد سامي الجزار حينما كنت في الثانوية العامة (التوجيهي) ولكنني ربطت الأمر إذّاك بضرورة أن أكتبها على جهاز الحاسوب حتى تكون ببهاء أجمل وسناء أكمل، ولكن مشاكل الحياة وأتعابها قد تكاثرت عليّ وأضنتني سهرًا وعملا، فلم أستطع أن أجد من الوقت ما يكفي لكي أبدأ مشروع هذا البحث الراقي، وها أنا اليوم أفعل بعد مضي أربع سنوات ونصف على ذلك وقد أصبحت الآن رئيس مجلس طلاب الجامعة الإسلامية بعد سبع سنوات مرت علي حسومًا بإدارياتها التي لا تعرف الرحمة ومسئولياتها الولادة، ومع كل هذا كان لا بد من إبلاج الحق حتى لا تغرق أجيال المسلمين التي تلتنا وسمعنا عنها تقازم الأفهام والعقليات بشكلها العام مع المنحنى طرديًا لتقاصر الطول لديهم، متمنيًا من مدرسي القدير أن يسامحني وأن يتفضل عليّ بقبول هذا العمل المتواضع، على أمل أن نساهم معًا وبأسلوب علمي موضوعي لا يعرف الهوى ولا يختلط بالشاذ في توضيح ما اشتبه واختلف عند كثير من أحبابنا من أمور هامة.

القراءة المنهجية لأدبيات ومكتوبات ومقالات

الدكتور طه حسين

منهجه في الدراسة الأدبية

أولا: اعتمد المنهج التجريبي على الإنسانيات ودراسة الإنسان كما يدرس النبات وترتيب الشخصيات الإنسانية فيما بينها على نحو ما يصنع علماء النبات في ترتيب الفصائل النباتية المختلفة، وليس هذا غريبًا فقد درسه على نهج الناقد الفرنسي سانت بيف.

ثانيا: إخضاع فنون الأدب لنظريات النشوء والارتقاء والتطور خضوع الكائن الحي كما هي نظرية الناقد برونتير.

ثالثا: اعتبار الفرد أنه أثر من آثار الأمة التي نشأ فيها أو من آثار الجنس الذي نشأ فيه، وأن أخلاقه وعاداته وملكاته هي نتيجة للمؤثرين اللذين تخضع لهما (الزمان والمكان) فالشاعر أو الكاتب أثر من آثار الجنس أو البيئة والزمان، وهذا مفهوم الناقد الفرنسي تين.

ولا مرية في أن هذه الأسس التي اعتمدها فاسدة ومدحوضة بسبب:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير