تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مجلّة الشهاب .. للدكتور الفاضل أبو القاسم سعد الله

ـ[العاصمي الجزائري]ــــــــ[25 - 03 - 10, 11:40 م]ـ

مجلّة الشهاب ..

جاء في كتاب (خارج السرب مقالات وتأملات) للدكتور الفاضل أبو القاسم سعد الله ص 214 - 221 هذا التعريف الرائع بمجلّة (الشهاب) والتشريح الدقيق لملابسات ظهورها والتصوير الشامل لدوافع هذا الظهور أهدافه وغاياته بل هو شيء من الإعتراف بالجميل لتلك القلعة الشامخة والحصن المنيع والصفحة المشرقة من تاريخ الحركة الإصلاحية وأبعادها الوطنية والعربية والإسلامية بالجزائر فلتتفضّلوها مشكورين:

مجلّة الشهاب ..

عندما أسس عبد الحميد بن باديس أوائل العشرينات من القرن العشرين مطبعة وجريدة لم يكن ذلك أمرا جديدا على أسرته وعلى بلاده فقد كان جدّاه (المكي وحميدة) من أوائل الجزائريين الذين تفطّنوا لأهمية الإعلام في النضال ضدّ السلطة الإستعمارية. فجدّه المكّي قد عمل في القضاء وشارك في عضوية اللجان وفي المجالس المحليّة، ولجأ إلى كتابة كتيبات للتعبير عن رأيه ورأي أعيان أهل قسنطينة في قضايا الساعة التي كانت موضع نقاش حادّ بينهم وبين زعماء الكولون (المعمرين) الفرنسيين. فكتب في جريدة (المنتخب) التي تأسست في قسنطينة على يد أحد الفرنسيين. وحرّر العرائض ولا سيّما للجنة مجلس الشيوح سنة 1892 م، وألّف الكتيبات ونحوها، وكلها كانت تخدم رسالة الإعلام التي تغير الرأي العام وتجنّده وراء مطالب الأعيان، ولا شكّ أن الرجلين (المكي وحميدة) قد وعيا ذلك الدور للإعلام من التجربة الفرنسية، فقد كانت جرائد الكولون منتشرة في كلّ مدينة بالجزائر، وكانت تعكس آراء وتيارات الكولون في كلّ صغيرة وكبيرة كنزاعهم ضدّ العسكريين ومطالبهم في الحصول على المزيد من الأرض من الأهالي، وسياسة الإندماج ومعارضتهم لنشر التعليم بين الأهالي والحملة على القضاة المسلمين.

وكانت فترة ميلاد عبد الحميد بن باديس (ولد سنة 1889) قد بدأت تشهد تحولات هامة في السياسة الفرنسية بالجزائر. فقد حلّ الحاكم العام جول كامبون ..

jules Cambon)

محلّ

( I.Tirman)

وجاءت لجنة التحقيق بزعامة جول فيري

( Jules Ferry)

(1892)

وراجعت فرنسا سياستها الإسلامية في كلّ من المغرب العربي والمشرق ونهض الإستشراق نهضة واسعة على يد أساتذة مدرسة الجزائر وعلى رأسهم رينيه باصيه

( R.Basset)

ونشطت حركة التنصير في الجزائر، ومنها امتدّت إلى تونس، على يد لافيجري

( La Vigerie)

وحوارييه، وزاد اعتماد الإدارة على شيوح الطرق الصوفية في نشر الإستعمار إلى إفريقيا انطلاقا من الجزائر في شكل بعثات استكشافية استعانت فيها بعناصر جزائرية (مسلمة) تقوم بالترجمة والإتصال والجندية، وأخيرا نشير إلى إعادة النظر في المنظومة التعليمية للأهالي وإصلاح المدارس الحكومية الثلاث المعدّة لتخريج القضاة. وكان من نتيجة هذا التحوّل في السياسة الفرنسية ظهور عنصرين جديدين الأول ما يسمّى اليوم بالمجتمع المدني في الأوساط الجزائرية (الأهلية) فظهرت الجمعيات والنوادي والفرق الموسيقية والمسرحية. أمّا العنصر الثاني فهو ميلاد الصحافة العربية. وهكذا شهدت العشرية الأولى من القرن العشرين عهد الحاكم شارل جونار

( Ch. Jonnart)

مجموعة من الصحف باللسان العربي، بعضها كان صادرا بدعم من الإدارة الإستعمارية نفسها (المغرب، كوكب إفريقيا)، وبعضها كانت محاولات متعسرة من رواد الصحافة الوطنية أمثال عمر بن قدور وعمر راسم (الجزائر، الفاروق، ذو الفقار ... ).

في هذه الأثناء كان عبد الحميد بن باديس تلميذا في مساجد قسنطينة حيث كان والده، نائبا في مجلس الولاية، ولم يكن معروفا عن هذا الوالد أنه، مثل، سلفه، مهتما بالصحافة والإعلام، ولكنه بدون شك كان يتابع نشاط نادي صالح باي في قسنطينة نفسها، وتأثير الصحف الفرنسية في هذه المدينة التي كانت تعج بالأفكار المتطرّفة وبلسان غلاة الاستعمار مما أدى إلى ردود فعل متطرّف أحيانا من جانب الأهالي الذين كانوا يطالبون بالإصلاح أكثر من غيرهم في القطر. وقد عبر مالك بن نبي في مذكّراته عن هذه المرحلة بدقة عندما تحدّث عن مجتمع كان يموت وآخر يولد. إنها المرحلة نفسها التي كان فيها ابن باديس يتلقى العلم على يد الشيخ حمدان الونيسي والتي كان فيها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير