إعلام النجباء بما صنف عن حلب الشهباء .. جمعًا وتعريفًا .. متجدد بإذن الله،،
ـ[محمود الجيزي]ــــــــ[01 - 04 - 10, 11:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
حلب الشهباء .. مدينة، عريقة في مدارج المجد، أصيلة في معارج السعد ..
وهي لبنة في صرح الإسلام،
وإنسان عين بلاد الشام،،
وموطن الأئمة الأعلام،،
فبدا لي؛ أن أذكر للفضلاء، وأجمع للنجباء، وأحشد للأذكياء .. ما صُنّف عن حلب الشهباء .. من زاوية، أو زوايا، أو على الاستقصاء.
مع ذكر كل ما يتعلق بالمصنف قدر الطاقة، فإن كان مما هو في المتناول (على الشبكة)، ضممت إلى ذلك ذكر موضعه ... داعيًا أهل الفضل أن يمدوا يد العون والمشاركة بما لديهم من علم ... فإن زكاة العلم نشره،،
وسوف أجعل بين يدي ما أذكر هذا التعريف الموجز بمدينة حلب:
مقدمة:
تعتبر مدينة حلب الشهباء من أقدم المدن في العالم، وهي تقع في شمال غرب بلاد الشام، وكانت مركزا حضاريا وسياسيا وعلميا وأدبيا هاما عبر التاريخ، وهي مدينة جميلة صدحت بها حناجر الشعراء أعذب الشعر الخالد في دولة بني حمدان، وبزغت فيها شمس المتنبي وأبي فراس الحمداني والصنوبري وغيرهم من أعمدة الشعر العربي، أول ما يطالعك عند رؤيتها هو تلك القلعة الشماء التي تحكي صمود المدينة ضد الغزاة عبر السنين، وتروي لك قصة التاريخ ورجاله وعظمائه الخالدين، وهذا البحث الموجز يأتي ليلقي الضوء على بعض معالم تلك المدينة الخالدة عبر تاريخها الطويل.
موقعها:
قال ياقوت الحموي: "حلَبُ بالتحريك: مدينة عظيمة واسعة كثيرة الخيرات طيبة الهواء، صحيحة الأديم والماء، وهي قصبة جند قنسرين في أيامنا هذه" [1]
أول من بناها:
اختلف في ذلك، وقد نقل يا قوت أقوالا كثيرة بهذا الخصوص منها قوله: "وذكر أبو نصر يحيى بن جرير الطبيب التكريتيي النصراني أن سلوقس الموصلي بناها بعد دولة الإسكندر ... وقيل إن العماليق الذين بنوها"
سبب تسميتها بحلب:
تعود تسمية حلب إلى رواية مفادها أن هنالك صلة بين المدينة وسيدنا إبراهيم عليه السلام، قال ياقوت: "وحلب بلد مسور بحجر أبيض، وفيه ستة أبواب، وفي جانب السور قلعة، في أعلاها مسجد وكنيستان، وفي إحداهما كان المذبح الذي قرب عليه إبراهيم عليه السلام، وفي أسفل القلعة مغارة كان يخبئ بها غنمه، وكان إذا حلبها أضاف الناس بلبنها، فكانوا يقولون: حلب أم لا؟ ويسأل بعضهم بعضا عن ذلك، فسميت لذلك حلبا".
وربط التسمية بإبراهيم عليه السلام يعطي المدينة مسحة من القداسة لدى سكانها.
قلعتها وأبوابها:
قلعة حلب من أعظم قلاع الأرض، قال ياقوت:"وأما قلعتها فبها يضرب المثل في الحسن والحصانة، لأن مدينة حلب في وطأ من الأرض، وفي وسط ذلك الوطأ جبل عال مدور صحيح التدوير، مهندم بتراب صح به تدويره، والقلعة مبنية في رأسه، ولها خندق عظيم وصل بحفره إلى الماء، وفي وسط هذه القلعة مصانع تصل إلى الماء المعين، وفيها جامع وميدان وبساتين ودور كثيرة، ولها في أيامنا هذه سبعة أبواب: باب الأربعين، وباب اليهود، وكان الملك الظاهر قد جدد عمارته وسماه باب النصر، وباب الجنان، وباب أنطاكية، وباب قنسرين، وباب العراق، وباب السرّ"
آثار الأنبياء في القلعة:
وفي القلعة آثار لبعض الأنبياء عليهم السلام، قال ياقوت: "وقلعة حلب مقام إبراهيم الخليل، وفيه صندوق فيه قطعة من رأس يحيى بن زكرياء عليه السلام"
أهلها:
لما كانت حلب في موقع استراتيجي وكانت مركزا هاما للحضارة وللقوافل التجارية فقد فرض هذا على سكانها مظهرا حضاريا لائقا، وتعاهدا لتراث المدينة الخالد، قال ياقوت:"ولأهلها عناية بإصلاح أنفسهم وتثمير الأموال، فقل ما ترى من نشئها من لم يتقيل أخلاق آبائه في مثل ذلك، فلذلك فيها بيوتات قديمة معروفة بالثروة، ويتوارثونها ويحافظون على حفظ قديمهم بخلاف سائر البلدان"
فتحها:
ذكر ياقوت بأنها فتحت صلحا على يد أبي عبيدة بن الجراح، وكان على مقدمة جيشه: عياض بن غنم الفهري، وكان ذلك سنة ست عشرة للهجرة كما ذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء [2].
خصوبة أرضها:
¥