تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الدعوة العباسية ودورها في نهاية الدولة الأموية للدكتور المؤرخ علي الصلابي]

ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[31 - 12 - 09, 04:09 ص]ـ

الدعوة العباسية ودورها في نهاية الدولة الأموية [1/ 2]

د. علي محمد الصلابي

أولاً: الجذور التاريخية للعباسيين:

(1) العباس بن عبد المطلب بن هشام: ينتسب العباسيون إلى العباس بن عبد المطلب بن هشام بن عبد مناف القرشي (1) وهو عّم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أسنّ من الرسول بثلاث سنين (2) وكان من أكبر رجال بني هاشم مكانة، وأكثرهم مالاً في الجاهلية (3)، فقلدوه قيادتهم، فكان رئيسهم المُطاع – بعد وفاة أبي طالب – المتوليَّ لأمورهم (4)، وكانت إليه السَّقاية والرَّفادة وعمارة المسجد الحرام (5)، فإنه كان لا يدع أحداً يُسبُّ في المسجد ولا يقول فيه هُجْراً يحملهم على عمارته في الخير، لا يستطيعون لذلك امتناعاً، لأنَّ ملأ قريش كانوا قد اجتمعوا وتعاقدوا على ذلك، فكانوا له أعواناً عليه، وأسلموا ذلك إليه (6)، وقد حضر بيعة العقبة مع الأنصار قبل أن يسلم وشهد بدراً مع المشركين مكرها فأسر فافتدى نفسه ورجع إلى مكة، ثم أسلم وكتم إسلامه، ثم هاجر إلى المدينة قبل الفتح بقليل وشهد فتح مكة وثبت يوم حنين (7) مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجله ويقدره وقد كانت وفاته بالمدينة في رجب سنة اثنتين وثلاثين من الهجرة ودُفن بالبقيع (8) رضي الله عنه.

الأحاديث التي وردت في فضله ومناقبه:

(أ) ما رواه الترمذي وغيره عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن العباس مني وأنا منه" (9).

(ب) ما رواه مسلم بإسناده إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر على الصدقة فقيل: منع ابن جميل وخالد بن الوليد والعباس عم الرسول صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيراً، فأغناه الله وأما خالد، فإنكم تظلمون خالداً، فقد احتبس ادراعه واعتاده في سبيل الله، وأما العباس فهي عليّ ومثلها معها" ثم قال: "يا عمر أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه" (10).

(ج) ومن مناقبه رضي الله عنه ثباته وشجاعته يوم حنين فقد روي أن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم نفارقه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة له بيضاء، فلمّا التقى المسلمون والكفار، وَلىَّ المسلمون مدبرين، فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته قِبل الكفار، قال عباس: وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكُفُّها إرادة ألاَّ تسرع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أي عباس؛ ناد أصحاب السَّمُرة". فقال العباس – وكان رجلاً صَيَّتاً – فقلت: بأعلى صوتي: أين أصحاب السَّمُرة؟ قال: فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها، فقالوا: يا لبيك يا لبيك: قال: فاقتلوا والكفّار والدعوةُ في الأنصار، يقولون: يا معشر الأنصار يا معشر الأنصار ... فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا حين حَميَ الوطيس (11).

(د) ومما يدل على فضله رضي الله عنه ومكانته من النبي صلى الله عليه وسلم توسل عمر رضي الله عنه بدعائه:

فقد جاء في صحيح البخاري عن أنس أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال: اللهمّ إنّا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا (12)، وإنا نتوسل إليك بعمِّ نبينا فاسقنا قال: فيُسقون (13). فالعباس بن عبد المطلب جد الخلفاء العباسيين وله ينتسبون.

(2) عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير