تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حركة العلم والأدب في الجزائر .. العلامة مبارك الميلي]

ـ[العاصمي الجزائري]ــــــــ[04 - 03 - 10, 04:59 م]ـ

تقديم:

صور لنا الشيخ العلامة مبارك الميلي في مقاله هذا سير الحياة الفكرية والأدبية في الجزائر على مر عصورها وتتجلى أهمية الموضوع من خلال الشعور بأهمية تصور حقيقة السياق التاريخي للنهضة التي لم تزل آثارها وارفة الضلال الى اليوم تلك الدفعة القوية التي أحدثت النقلت الأهم في حياة الجزائريين ورسمت بعمقها الاطار العام لمستقبل ذلك الجيل

كما يستمد الموضوع أهميته من كاتبه فهو صاحب تاريخ الجزائر في القديم والحديث مما يجعله من أوسع الناس اطلاعا وأقدرهم اضطلاعا بهذه المهمة الجليلة وهذا الدور الخطير ونظرا لما تحتله عملية البحث التاريخي من مكانة بارزت تسمح بكشف شيء من الحقائق التي يحاول البعض عن جهل أو سوء قصد تجاهلها وطمسها محاولا اعطاء تفسيرات غير موضوعية وبعيدة كل البعد عن ذهن جيل النهضة ووعي روادها .. آسف على الاطالة ومع المقال:

حركة العلم والأدب في الجزائر

لم أر مثل الأستاذ عبد القدوس الانصاري دكتاتورا محبوبا يجلس على كرسيه بادارة المنهل العذب ويخلو بخياله المنير للحقائق يستثير به المواضيع المجدية على النهضة العربية ثم يتقدم بها على قراء منهله ليحرروها فلا يسعهم سكوت عنه ولا اعتذار له

وقد أملى علي ذلك الأخ العنوان أعلاه لأكتب تحته مقالا غير مقدر الصفحات في استعجال غير مبرر للاعتذار

اني اقدر في الأخ الكريم العبقرية العربية والطاقة الحجازية والنبعة الأنصاريو فلا يسعني التقصير معه وان كنت أود لو كلف بهذا الأمر من يجلوه أحسن مني أو عهد الي بارشاده الى الاقلام المبرزة في هذا الميدان ةان تقديري للأخ مع علمي بنفسي ةاخلاصي لوطني والحقيقة يجعلني أوثر الاعتذار للوطن المحبةب أن ابخسه حقه وللواقع المحترم ان اقصر في تصويره

الجزائر قطعة كريمة من المغرب وطننا الكبير الةاقع على البحر الأبيض المتوسط مركب الحضارة الشرقية قديما

واذن العلم والأدب في الجزائر قديمان بقدم حضارة ذلك البحر لكنهما معرضان لما يعرض لوسائل الحياة ودلائل النظام ونتاج الاجتماع من قوك وضعف واحكام وانحلال وازدهار وذبول

و الجزائر العربية الاسلامية هي همزة الوصل بين دمشق وبغداد والقاهرة شرقا وقرطبة واشبيلية وغرناطة غربا وهي بالمغرب بين كليتيه: جامع الزيتونة شرقا وجامع القرويين غربا وهما أقدم كليات العالم الاسلامي واذا شرف شرقي المغرب بالقيروان وتونس وغربيه بفاس ومراكش ففي وسطه الجزائر بجاية وتلمسان فما دونهما مثل تيهرت الرستمية والقلعة الحمادية وقسنطينة الحفصية والجزائر التركية

ولتنزل الجزائر من جاراتها برا وبحرا قربا وبعدا منزلة همزة الوصل سهل عليها تحمل أمانة العلم واداء رسالة الأدب ثم عوملت معاملتها فيعتد بها بسبة علمائها وأدبائها اليها تارة فتجد منه البجائي والزةاةي والتاهرتي والتلمساني وغيرهم وتسقط تارة أخري فلا ينسب اليها بعض أبنائها أة من أطال الاستيطانها

هذا عبد الحق الاشبيلي لا يزال مسجده من القرن السادس حتى اليوم معروفا كان سلفيا في الاعتقادات مالكيا في العبادات وكذلك كانت دولة المرابطين التي سقطت لعهده وحاةل احياءها بما أغضب عليه الموحدين الذين أسسوا دولتهم على أنقاضها وفي العبادات بين الشافعية والظاهرية وكاد غضبهم ينتهي الى سفك دمه ولكن الله سلم

وهذا أبو بكر بن سيد الناس عالم بجاية ومحدثها في القرن التاسع انتهى ذكره الى الملك الحفصي بتونس فاستدعاه لحصرته ولأول مقابلة تلى عليه: ((فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين)) الآية 159 سورة آل عمران وفي ذلك الأمر شهادة بشجاعة قلبه وعزة نفسه اذ لفت نظر الملك الى تلك الأخلاق العالية التي لا تطيب نفسه لمعاشرته دونها

وهذا ابن رشيق القيرواني الأديب الشهير وهو من أبناء المسيلة احدى مدن الجزائر التي وسعت ابن هاني لما ضاقت به الأندلس

ثم هذا ابن خلدون التونسي المولد والطلب يضرب بالمغرب ويعمل بالجزائر وينزل صغار قراها فيضع مقدمته التي اربت شهرتها على شهرة تاريخه القيم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير