تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[رسالة عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف يوبخه على جرأته على أنس بن مالك رضي الله عنه]

ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[07 - 04 - 10, 02:00 م]ـ

رسالة أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان إلى عامله على العراق الحجاج بن يوسف الثقفي؛ يُعنِّفه ويوبِّخه على تجرُّئه على أنس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -

بسم الله الرحمن الرحيم. من عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين إلى الحجاج بن يوسف، أمَّا بعدُ: فإنك عبد طمت [8] به الأمور فسَمَوْتَ فيها، وعَدَوْتَ طورك، وجاوزتَ قدرك، وركبت داهية أدًّا [9]، وأردت أن تَبُورَنِي [10]، فإنْ سوَّغْتُكَها [11] مضيتَ قُدُمًا، وإنْ لم أسوِّغْكها رجعتَ القهقرى، فلعنك الله عبدًا أخفش [12] العينين، منقوض الجاعرتين [13]، أنسيت مكاسب آبائك بالطائف، وحفرهم الآبار، ونقلهم الصخور على ظهورهم في المناهل [14]، والله لأغمزنَّك [15] غمز الليث الثعلب، والصقر الأرنب، وَثَبْتَ على الرجل من أصحاب رسول الله r بين أظهُرِنَا، فلم تَقْبَلْ له إحسانه، ولم تجاوز له إساءته جراءة منك على الربِّ عزَّ وعلا، واستخفافًا منك بالعهد، والله لو أنَّ اليهود والنصارى رَأَتْ رجلاً خدم عزير بن عزري وعيسى بن مريم لعظَّمته وشرَّفته وأكرمته، فكيف وهذا أنس بن مالك خادم رسول الله r، خدمه ثماني سنين، يُطلعه على سرِّه، ويُشاوره في أمره، ثم هو مع هذا بقيَّة من بقايا أصحابه، فإذا قرأتَ كتابي هذا، فكن أطوع له من خُفِّه ونَعْلِهِ، وإلا أتاك منِّي سهم مُثْكَل بحتف قاضٍ، و {لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} [الأنعام: 67] [16].

[8] طَمَّ الشيءُ إذا عَظُمَ، وطَمَتْ به الأمور أي: عَلَتْ وارتفعت. انظر: ابن منظور: اللسان، مادة طمم 12/ 370.

[9] الإِدُّ: العَجبُ والأمر الفظيع العظيم والداهية. انظر: ابن منظور: اللسان، مادة أدد 3/ 71.

[10] بُرْتُ الشيءَ أبُوره إذا خبرته، وبارَهُ بَوْرًا وابْتَارَهُ اختبره. انظر: ابن منظور: اللسان، مادة بور 4/ 86.

[11] سَوَّغْتُه له: أَي جَوَّزْتُه. انظر: ابن منظور: اللسان، مادة سوغ 8/ 435.

[12] الخفَشُ: ضعف في البصر. انظر: ابن منظور: اللسان، مادة خفش 6/ 298.

[13] الجاعِرَتانِ: حرفا الوَرِكَين المُشْرِفان على الفخذين، وقيل: الجاعرتان موضع الرَّقْمتين من است الحمار. انظر: ابن منظور: اللسان، مادة جعر 4/ 139.

[14] المَنْهَل: المشرَب، وتسمَّى المنازل التي في المَفاوِز على طريق السُّفَّار مَناهِل؛ لأَن فيها ماءً. انظر: ابن منظور: اللسان، مادة نهل 11/ 680.

[15] الغَمْزُ: العَصْرُ باليد، ومنها الدفع مجازًا. انظر: ابن منظور: اللسان، مادة غمز 5/ 388، 264.

[16] ابن كثير: البداية والنهاية 9/ 154.

ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[07 - 04 - 10, 10:14 م]ـ

أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع

وأطلب توثيق الرسالة.

وبارك الله فيكم.

ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[08 - 04 - 10, 12:22 ص]ـ

وفيكم بارك الله يا شيخ وليد

المصدر موقع الشيخ راغب السرجاني

http://www.islamstory.com/pagination.php?type=articles&cat_id=114

ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[08 - 04 - 10, 03:55 م]ـ

رسالة أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى أسامة بن زيد رضي الله عنه:

لمَّا مَرِضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذي تُوُفِّيَ فيه قال: "أَنْفِذُوا جَيْشَ أُسَامَةَ" [1]. فقُبِضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسامة بالجُرْفِ [2]، فكتب أسامة إلى أبي بكر:

"إنَّه قد حدث أعظم الحدث، وما أرى العرب إلاَّ ستكفر، ومعي وجوه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدهم، فإن رأيتَ أن نقيم".

فكتب إليه أبو بكر فقال:

"ما كنتُ لأستفتح بشيء أوَّل من ردّ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأنْ تَخْطِفَني الطيرُ أحبُّ إليَّ من ذلك، ولكن إنْ رأيتَ أنْ تأذن لعمر فَأْذَنْ له". ومضى أسامة لوجهه [3].

[1] السيوطي: تاريخ الخلفاء ص67.

[2] الجُرْف: موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام، انظر: ياقوت الحموي: معجم البلدان 2/ 128.

[3] الذهبي: تاريخ الإسلام 1/ 366، وابن عساكر: تاريخ دمشق 2/ 53، 8/ 65، وتاريخ خليفة بن خياط ص15.

رسالة أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى أهل اليمن يحثَّهم على جهاد الروم، كتب:

"بسم الله الرحمن الرحيم، من خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مَن قُرِئَ عليه كتابي هذا من المؤمنين والمسلمين من أهل اليمن، سلام عليكم، فإنِّي أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أمَّا بَعْدُ؛ فإنَّ الله كتب على المؤمنين الجهاد، وأمرهم أن ينفروا خفافًا وثقالاً، ويجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، والجهاد فريضة مفروضة، والثواب عند الله عظيم، وقد استنفرنا المسلمين إلى جهاد الروم بالشام، وقد سارعوا إلى ذلك، وقد حَسُنَتْ في ذلك نيَّتهم، وعَظُمت حسنتهم، فسارعوا عبادَ الله إلى ما سارعوا إليه، ولتحسن نيتكم فيه، فإنَّكم إلى إحدى الحُسْنَيَيْنِ: إمَّا الشهادة، وإما الفتح والغنيمة، فإنَّ الله لم يرضَ من عباده بالقول دون العمل، ولا يزال الجهاد لأهل عداوته حتى يدينوا بدين الحقِّ، ويُقِرُّوا بحكم الكتاب، حفظ الله لكم دينكم، وهدى قلوبكم، وزكَّى أعمالكم، ورزقكم أجر المجاهدين الصابرين" [1].

[1] ابن عساكر: تاريخ دمشق 2/ 65، 66، والسيوطي: جامع الأحاديث 25/ 195، وانظر كنز العمال للمتقي الهندي (14172).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير