تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل تأثر ابن تيمية بابن حزم؟ وهل تأثر ابن حزم بابن عبد البر؟]

ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[06 - 03 - 10, 07:30 م]ـ

السؤال: قال لي صديق متعلم ويشتغل في طلب العلم: إن الإمام ابن تيمية قد تأثر بالإمام ابن حزم الظاهري، وابن حزم قد تأثر بالإمام ابن عبد البر، فهل هذا صحيح؟. أرجو أن تتكرموا بالإجابة على هذا السؤال بشيء من التفصيل.

الجواب:

الحمد لله

أولاً:

ابن تيمية:

هو شيخ الإسلام أحمد تقي الدين أبو العباس بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن تيمية الحراني.

ولد يوم الاثنين، عاشر – وقيل: ثاني عشر - من ربيع الأول سنة 661هـ، في حرّان.

قال تلميذه ابن عبد الهادي رحمه الله عنه: " ثم لم يبرح شيخنا رحمه الله في ازدياد من العلوم وملازمة الاشتغال والإشغال، وبث العلم ونشره، والاجتهاد في سبل الخير حتى انتهت إليه الإمامة في العلم والعمل، والزهد والورع، والشجاعة والكرم، والتواضع والحلم والإنابة، والجلالة والمهابة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسائر أنواع الجهاد، مع الصدق والعفة والصيانة، وحسن القصد والإخلاص، والابتهال إلى الله وكثرة الخوف منه، وكثرة المراقبة له، وشدة التمسك بالأثر، والدعاء إلى الله، وحسن الأخلاق، ونفع الخلق والإحسان إليهم، والصبر على من آذاه والصفح عنه والدعاء له، وسائر أنواع الخير" انتهى.

امتحن الشيخ مرات، فأوذي، ودخل السجن عدة مرات بسبب حسد الأقران.

وفي ليلة الاثنين لعشرين من ذي القعدة من سنة (728 هـ) توفي شيخ الإسلام بقلعة دمشق التي كان محبوساً فيها.

ثانياً:

ابن حزم:

هو أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف الفارسي الأصل، ثم الأندلسي القرطبي.

ولد بـ " قرطبة " لآخر يوم من رمضان، في سنة أربع وثمانين وثلاث مائة.

نشأ في تنعم ورفاهية، وكان والده وزيراً من كبراء أهل قرطبة، وكذلك وزر أبو محمد في أول حياته.

قال أبو عبدالله الحميدي: " كان ابن حزم حافظاً للحديث وفقهه، مستنبطاً للأحكام من الكتاب والسنة، متفنناً في علوم جمة، عاملاً بعلمه، ما رأينا مثله فيما اجتمع له من الذكاء، وسرعة الحفظ، وكرم النفس، والتدين، وكان له في الأدب والشعر نفسٌ واسع، وباع طويل، وما رأيت مَن يقول الشعر على البديهة أسرع منه ".

ومن أشهر كتبه: "المحلَّى" و "الإحكام لأصول الأحكام" و "الفِصَل في الملل والأهواء والنَّحَل".

توفي عشية يوم الأحد لليلتين بقيتا من شعبان، سنة ست وخمسين وأربع مائة.

ثالثاً:

ابن عبد البر:

هو الحافظ يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم، أبو عمر النَّمَري القرطبي الأندلسي.

ولد ابن عبد البر بـ " قرطبة " يوم الجمعة، في ربيع الآخر، سنة ثمان وستين وثلاثمائة.

نشأ ابن عبد البر في أسرة علمية، فأبوه وجده كانا من العلماء، ونشأ في مدينة معروفة بالعلم وكثرة العلماء، كانت يومئذٍ عاصمة الأندلس.

سمع ابن عبد البر من كثير من علماء الأندلس، وأخذ عنهم شتى العلوم.

قال الذهبي رحمه الله: " وكان في أصول الديانة على مذهب السلف، لم يدخل في علم الكلام، بل قفا آثار مشايخه رحمهم الله ".

وقال الحميدي: " أبو عمر، فقيه حافظ، مكثر، عالم بالقراءات وبالخلاف في الفقه، وبعلوم الحديث والرجال، قديم السماع كثير الشيوخ ".

أشهر مؤلفاته: " التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد " و " الاستيعاب في معرفة الأصحاب " و " جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله ".

توفي يوم الجمعة، في ربيع الآخر، سنة ثلاث وستين وأربعمائة من الهجرة بمدينة " شاطبة " في شرق الأندلس.

رابعاً:

تلك هي تراجم مختصرة لأولئك الأعلام الثلاثة، وأما تأثر شيخ الإسلام ابن تيمية بابن حزم، فلم نجد في ترجمة شيخ الإسلام ما يدل على ذلك، بل يلفت نظر الباحث أمران:

الأول: انتقاد شيخ الإسلام ابن تيمية لابن حزم – رحمهما الله – في جوانب كثيرة، من أهمها:

أ. اعتقاده في صفات الله تعالى الذي خالف فيه أهل السنَّة.

ب. مبالغته في التمسك بالظاهر في مسائل الفقه مع نفي القياس الجلي وعدم النظر إلى المعاني.

ج. شدته أحياناً على المخالفين له في الرأي، وتسفيه آرائهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير