يذكر الشيخ عبدالله أنه ذهب لزيارة الشيخ سعود بن محمد آل رشود قاضي الرياض آنذاك وقال: لما دخلت عليه في المحكمة ضحىً وجدته يحل مسألة حسابية، وفي يده قلم و ورقة, ولما سلمت عليه وجلست قال لي: جئت في الوقت المناسب هذه مسألة حسابية هي: أن هناك رجلاً لديه (14) جملاً قيمة الأول والثاني كذا, وقيمة الثاني والثالث كذا، والثالث والرابع كذا إلى أن قال الأول والرابع عشر كذا ... فكم قيمة كل جمل.
قال الشيخ عبدالله: فقمت بحل المسألة في خمس دقائق ولم أستخدم ورقة ولا قلما أو من يكتب لي.
أما مواعيد الزراعة والبذر وانصراف الشمس والمسائل الفلكية بعامة فقد تواترت عنه قصص كثيرة تشير إلى دقته في التحديد الزمان والمكاني, إذ يحدد باليوم والساعة يعرف ذلك المزارعون الذين عاصروه. وقد ذكر لنا عبدالله أبوقرون أن والده سأل الشيخ عبدالله عن موعد (قطع الأثل) فقال له: إذا صليتم الظهر يوم كذا فابدؤا, قال أبو قرون: فبدأنا قبل الظهر فوجدنا الماء لا يزال يجري في الأثل فتوقفنا, وبعد صلاة الظهر بدأنا نقطع فإذا بخشب الأثل خال من الماء فعرفنا أن هذا الرجل دقيق في الحساب فلم نعد نخالفه بعد ذلك؛ لأننا إذا قطعنا والماء في الخشب فإنه يتخلق منه دودة تتلفه.
وفي عام 1367هـ كان عمر الشيخ عبدالله آنذاك ثلاثين عاماً، وجاء رجل يسأل الشيخ سعد بن سعود آل مفلح الجذالين عن انصراف الشمس وزراعة بعض البذور فأجاب الشيخ سعد: بأن الشمس ستنصرف بعد أسبوع فقال الشيخ عبدالله: بل بعد أسبوعين يا عم، فقال الشيخ سعد: الانصراف بعد أسبوع فسكت الشيخ عبدالله احتراماً لعمه، وكان الشيخ سعد قد وقّت انصراف الشمس باستخدام طريقة العمود الشمسي، وبعد أسبوع قال الشيخ سعد: يا عبدالله الظاهر أن الشمس لم تنصرف تنتظر حسابك. وبعدها كلما جاء أحد يسأله عن قضايا حسابية أو فلكية أحالهم الشيخ سعد قائلاً: اسألوا عبدالله بن عيسوب (حسّاب هذا الزمان) رحمهم الله جميعاً.
وذات ليلة طرح على من في مجلسه – ونحن من بينهم - مسألة حسابية سهلة إلا أننا مكثنا في حلها ساعة – قال رحمه الله- اشترى رجل ثلاثة كتب قيمة الأول والثاني (63) ريالاً وقيمة الثاني والثالث (68) ريالاً وقيمة الأول والثالث (65) ريالاً فكم قيمة كل كتاب؟ ثم قال قيمة الكتاب الأول (30) كعمرك يا فلان، وقيمة الثاني (33) كعمرك يا فلان، وقيمة الثالث (35) كعمرك يا فلان!.
وفي ليلة أخرى قال: مسألتنا هذه الليلة أنه اتفق رجلان على أن يحفر أحدهما للآخر حفرة طولها (7) أمتار، وعرضها (3) أمتار، وعمقها (5) أمتار بأجرة قدرها (1000) ريال، ثم إن الطرف الثاني لم يحفر إلا حفرة طولها (5) أمتار، وعرضها متران، وعمقها (3) أمتار، ثم عجز عن الحفر وطلب قيمة ما حفر، فكم مقدار أجرته على هذا العمل؟ فكان الجواب أن أجرته (285.6) ريالاً.
وكان الشيخ عبدالله كثيرا ما يعرض مسائل حسابية على مدرسي الحساب (الرياضيات) في المدارس فيعجزون عن حلها، وربما حلوها بعد ساعات أو أيام أو بالآلة الحاسبة، أو يجتمع مجموعة لحلها وهكذا .. وربما كان السؤال سهلاً، ونذكر أنه سأل معلماً سؤالاً سهلاً فلم يجب حين قال له: أتحفظ جدول الضرب، قال المعلم: بالطبع نعم، قال له الشيخ لو ضربنا (5ر2 × 5ر3) فماذا تكون النتيجة؟ فسكت المعلم.
وفي ذات مرة حينما كان مدير المدرسة (الشيخ عتيق السليم الحربي وذلك عام 1377 هـ) حصل موقف تجادل فيه موجه الوزارة مع مدرس الحساب (أحمد مسلّم) في مسألة حسابية، ثم خرجا من الفصل إلى الإدارة، فقال مدير المدرسة: عندي من سيحكم بينكما فاستدعى الشيخ عبدالله فحلها وهو واقف، فجاء الحل موافقاً لرأي الموجه فتعجب الموجه من إصابة الحل وسرعته, فطلب من الشيخ عبدالله أن يكون موجهاً في إحدى المدارس, ولكن هذا الأمر لم يتم.
من أفاد منه من الباحثين
ولقد استفاد كثير من المؤرخين والباحثين من الشيخ عبدالله ولاسيما المهتمون منهم بالتأريخ والآثار والأنساب ومن أبرزهم:
¥