تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هكذا جاء اسمها في تاريخ الطبري، واصطلح المتأخِّرون من المؤرِّخين كأمثال الذهبي وابن كثير وابن حجر على تسميتها بـ " يوم جسر أبي عبيد " أو " يوم الجسر ".

التعريف بأبي عبيد:

هو أبو عبيد بن مسعود بن عمرو الثقفي والد المختار (قال أبو معاوية البيروتي: المختار الثقفي الكذّاب الذي ادّعى النبوة) وصفية زوجة ابن عمر. أسلم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستعمله عمر وسيره على جيش كثيف إلى العراق، وإليه ينسب جسر أبي عبيد، وكانت الوقعة عند هذا الجسر كما ذكرنا، وقتل يومئذ أبو عبيد، والجسر بين القادسية والحيرة، ولم يذكره أحد في الصحابة إلا ابن عبد البر، ولا يبعد أن له رؤية وإسلام. (تاريخ الإسلام للذهبي / وفيات سنة أربع عشرة)

عدد القتلى من جيش المسلمين:

واستشهد يومئذ فيما قال خليفة ألف وثمانمائة، وقال سيف: أربعة آلاف ما بين قتيل وغريق. وعن الشعبي قال: قتل أبو عبيد في ثمانمائة من المسلمين. (تاريخ الإسلام للذهبي)

من بينهم سبعون من الأنصار، قال مالك عن يحيى بن سعيد الانصاري عن سعيد بن المسيب قتل من الأنصار يوم أحد ويوم اليمامة سبعون ويوم جسر أبي عبيد سبعون، وهكذا قال عكرمة وعروة. (البداية والنهاية)

وصف الوقعة:

لما رجع الجالينوس هاربا مما لقي من المسلمين تذامرت الفرس بينهم واجتمعوا إلى رستم فأرسل جيشا كثيفا عليهم ذا الحاجب " بهمس حادويه " وأعطاه راية افريدون وتسمى درفش كابيان وكانت الفرس تتيمن بها.

وحملوا معهم راية كسرى وكانت من جلود النمور عرضها ثمانية أذرع.

فوصلوا إلى المسلمين وبينهم النهر وعليه جسر فأرسلوا: إما أن تعبروا إلينا وإما إن فلما رأى المسلمون ذلك وهنوا عند ذلك ولم يكن بقي إلا الظفر بالفرس، وضعف أمرهم، وذهب ريحهم، وولوا مدبرين، وساقت الفرس خلفهم فقتلوا بشرا كثيرا وانكشف الناس فكان أمرا بليغا وجاؤا إلى الجسر فمر بعض الناس.

ثم انكسر الجسر فتحكم فيمن وراءه الفرس فقتلوا من المسلمين وغرق في الفرات نحوا من أربعة آلاف.

فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وسار المثنى بن حارثة فوقف عند الجسر الذي جاؤا منه، وكان الناس لما انهزموا جعل بعضهم يلقي بنفسه في الفرات فيغرق، فنادى المثنى.

أيها الناس على هينتكم فإني واقف على فم الجسر لا أجوزه حتى لا يبقى منكم أحد ههنا، فلما عدى الناس إلى الناحية الاخرى سار المثنى فنزل بهم أول منزل، وقام يحرسهم هو وشجعان المسلمين، وقد جرح أكثرهم وأثخنوا.

ومن الناس من ذهب في البرية لا يدرى أين ذهب، ومنهم من رجع إلى المدينة النبوية مذعورا، وذهب بالخبر عبد الله بن زيد بن عاصم المازني إلى عمر بن الخطاب فوجده على المنبر، فقال له عمر: ما وراءك يا عبد الله بن زيد؟ فقال: أتاك الخبر اليقين يا أمير المؤمنين، ثم صعد إليه المنبر فأخبره الخبر سرا، ويقال كان أول من قدم بخبر الناس عبد الله بن يزيد بن الحصين الحطمي.

فالله أعلم.

(البداية والنهاية)

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[21 - 04 - 10, 07:34 م]ـ

قدّر الله ما شاء فعل،

حصل سقط في نص البداية والنهاية: (فأرسلوا إما أن تعبروا إلينا وإما أن = فلما رأى المسلمون ذلك وهنوا عند ذلك ... )

والنص الكامل هو:

فارسلوا اما ان تعبروا الينا واما ان نعبر اليكم فقال المسلمون لاميرهم ابي عبيد أأمرهم فليعبروا هم الينا فقال ما هم باجرا على الموت منا ثم اقتحم اليهم فاجتمعوا في مكان ضيق هنالك فاقتتلوا قتالا شديدا لم يعهد مثله المسلمون في نحو من عشرة الاف وقد جاءت الفرس معهم بافيلة كثيرة عليها الجلاجل قائمة لتذعر خيول المسلمين فجعلوا كلما حملوا على المسلمين فرت خيولهم من الفيلة ومما تسمع من اجلاجل التي عليها ولا يثبت منها الا القليل على قسر واذا حمل المسلمون عليهم لا تقدم خيولهم على الفيلة ورشقتهم الفرس بالنبل فنالوا منهم خلقا كثيرا وقتل المسلمون منه مع ذلك ستة الاف وامر ابو عبيد المسلمين ان يقتلوا الفيلة اولا فاحتوشوها فقتلوها عن اخرها وقد قدمت الفرس بين ايديهم فيلا عظيما ابيض فتقدم اليه ابو عبيد فضربه بالسيف فقطع ذلومه فحمى الفيل وصاح صيحة هائلة وحمل فتخبطه برجليه فقتله ووقف فوقه فحمل علي الفيل خليفة ابي عبيد الذي كان اوصى ان يكون اميرا بعده فقتل ثم آخر ثم آخر حتى قتل سبعة من ثقيف كان قد نص ابو عبيد عليهم واحدا بعد واحد ثم صارت الى المثنى بن حارثة بمقتضى الوصية ايضا وقد كانت دومة امرأة ابي عبيد رات مناما يدل على ما وقع سواء بسواء فلما راى المسلمون ذلك وهنوا عند ذلك ولم يكن بقي الا الظفر بالفرس وضعف امرهم وذهب ريحهم وولوا مدبرين وساقت الفرس خلفهم فقتلوا بشرا كثيرا وانكشف الناس فكان امرا بليغا وجاؤا الى الجسر فمر بعض الناس ثم انكسر الجسر فتحكم فيمن وراءه الفرس فقتلوا من المسلمين وغرق في الفرات نحو من اربعة الاف فانا لله وانا اليه راجعون وسار المثنى بن حارثة فوقف عند الجسر ....

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير