ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[31 - 01 - 10, 05:40 ص]ـ
جزاك الله خيراً أبا زيد وبارك فيك وجعل ماقلت في موازين حسناتك.
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[01 - 02 - 10, 10:51 ص]ـ
الحمدالله رب العالمين
من أراد أن يرتل القرآن فلابد أن يقرأ على مقام معين فكيف نجمع بين هذه القاعدة
وكلام الشيخ
والله أعلم
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[03 - 02 - 10, 01:55 ص]ـ
عَوداً على ما سبقَ من تضليلِ كُبَّارِ القائمينَ على هذه القناةِ وشُبَهِها فإنَّهُم يقولونَ في محاولاتهمُ الهزيلة لإقناعِ السَّامع باضطرارِ القرآنِ إلى النَّغمِ والمقاماتِ والتنقُّل بينها , يقولون:
أنَّ الإنسانَ في كلامهِ العاديِّ يستخدمُ المقاماتِ , فهو في مهاتفتهِ لأجلِ أداءِ واجبِ العزاءِ تتغيَّرُ نغمةُ صوتهِ وطبقتُهُ عن مهاتفتهِ للمباركةِ بالعرسِ أو النَّجَاحِ أو التَّخَرُّجِ , ولذلكَ لا بُدَّ من التفريقِ بينَ قراءةِ آياتِ النعيمِ والجحيمِ في القرآنِ فلا يستقيمُ أن تكون قراءتها كلها بنغمٍ واحدٍ لاختلافِ المضمون بلهَ وتناقضهِ .. !!
وإجابةً على هذه الشبهةِ أقولُ والعونُ من عند الله تعالى:
أنَّ هذا القياسَ يدلُّ على جهالةٍ مفرطةٍ وتصورٍ (مُغَبَّشٍ) وتخَبُّطٍ وتشبُّثٍ بكل قشَّةِ من أجلِ شرعنةِ الطربِ والمهزلة التي تتولاها قناةُ الفجر , ويظهرُ ذلك من وجوهٍ:
- كيف يُقاسُ كلامُ النَّاسِ بكلامِ الله تعالى , وبينهما كما بين الله والنَّاس , فالتركيبُ القرآنيُّ بلغَ من الإحكامِ مبلغاً يجعلُ عنصرَ التأثيرِ ملازماً لهُ في كل حالةٍ مكتوباً أو مسموعاً أو حتى مُتَرجماً أو مسموعاً لمن لا يفهمهُ ولا يعيهِ , خلافاً لعباراتِ التهنئة والتعزية البشرية القاصرة التي لا تخلو في أعمِّها من قصور وقشور.
- التعزيةُ والتهنئةُ أمورٌ تتلوا ما حصلَ وتحقَّقَ من السراءِ والضرَّاءِ , خلافاً لآياتِ الوعدِ والوعيدِ فهي حكايةٌ لما يُستَقبلُ في الآخرةِ وهذا الانتظارُ لما يُستَقبلُ من الأمرينِ باعثٌ للحزنِ في كليهما نظراً لما يسبقُ نعيم الجنةِ من أهوالِ القبرِ والحشر والحسابِ والصراطِ , ومن درَسَ حياةَ المُبشرينَ من عند الله بالجنةِ على لسانِ رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أدركَ حجم هذه السفسطةِ والتضليل , وهذا يكفي لنقضِ هذا القياسِ وإبطالهِ نظراً لاختلافِ العلةِ بين الأصلِ وما ألحقَ به , واتحادُ العلَّةِ شرطٌ لصحَّةِ القياسِ فإذا لم يكنْ فلا صحةَ للقياس.
- تلاوةُ القرآنِ أمرٌ تقرَّرت كيفيَّتُهُ بالشرعِ , وجَلَّتهُ السُّنةُ جلاءً لا يحتاجُ بعدهُ إلى إلحاقهِ أو الاستدلالِ عليه بخطاب البشر العوامِّ الذين بعدت بهم السُّنونُ والقرونُ عن العربِ المنزَل بلسانهم كتاب الله.
وعليه:
فالحكَمُ في مثلِ هذه الخلافاتِ هو كتابُ الله تعالى الذي بيَّن أمثلَ الأحوالِ للتالينَ والمستمعين للقرآنِ الكريمِ , ولا شكَّ أنَّ تركَ الأمثلِ لغيرهِ غبنٌ وخسارةٌ على كُلِّ حال.
قال الله تعالى وهو يصفُ الأتقياءَ البررةَ عند سماعِ القرآنِ (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) قال الحافظُ ابنُ كثير رحمه الله تعالى عند هذه الآيةِ من تفسيرهِ (تقشعرُّ منهُ جلودُهُم من الخَشيةِ والْخَوفِ).
وتأمَّل حفظك اللهُ أينَ الخوفُ والرَّجاءُ ممن يتمايلُ طرباً لمقامِ النهاوند أو السيكا عند قراءةِ آياتِ الوعيد فيقول: وِحْياةْ ربِّنا لا تْعِيدْها تاني , إيه الحلاوة دي .. !!؟ فهل هذه العبارتُ منضافاً إليها رميُ الأقلامِ هي الخشيةُ التي تسعى قناةُ الفجر لزرعها في نفوسِ وآذانِ السامعين , أم هيَ ادِّعاءاتٌ على هامشِ الأرباحِ الذي يُمثلُ الغرضَ الأكبرَ من مثلِ هذه المُساوَقات.!!
ولا يتنافى هذا الحالُ المذكورُ مع الحالِ الاخرِ الذي وصفَ اللهُ به المؤمنينَ في قوله (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) كما أشارَ إليهِ الإمامُ الشنقيطيُّ في دفعِ الإيهامِ حيثُ قالَ إن الطمأنينة تكون بانشراح الصدر بمعرفة التوحيد والوجل يكون عند خوف الزيغ والذهاب عن الهدى
¥