ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[31 - 01 - 10, 12:24 م]ـ
فصل في قوله تعالى (فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ) [يوسف: 42].
(فَأَنْسَاهُ) أي الناجي من الرجلين وهو ساقي الملك، قاله مجاهد، ومحمد بن إسحق وغير واحد.
قال ابن تيمية (1):" بل الشيطان أنسى الذي نجا منهما ذكر ربه، وهذا هو الصواب؛ فإنه مطابق لقوله (اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ) قال تعالى (فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ) والضمير يعود إلى القريب إذا لم يكن هناك دليل على خلاف ذلك ولأن يوسف لم ينس ذكر ربه بل كان ذاكرا لربه "اهـ
وقال (2):" وقوله: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ}، دليل على أنه كان قد نسى فادكر ".
وقيل إنه عائد على يوسف عليه السلام، رواه ابن جرير عن ابن عباس، ومجاهد أيضًا، وعكرمة، وغير واحد.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[31 - 01 - 10, 12:25 م]ـ
1 - مجموع الفتاوى (15/ 112).
2 - مجموع الفتاوى (15/ 118).
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[31 - 01 - 10, 12:26 م]ـ
فصل في قوله تعالى (فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم) [يوسف:77].
الضمير في قوله (فأسرها) و (يبدها) عائد على كلمته المتأخرة وهي قوله (قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ) وليس على قولهم (قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ) على الصحيح من كلام المحققين (1).واختاره ابن تيمية وابن القيم (2) وابن كثير (3) رحمهم الله.
======
1 - وهذا من باب عود الضمير على متأخر لفظاً ورتبة وهنا أنقل الأدلة على ذلك التي ذكرتها في النكت على الشذور وهي:"
أ ـ قوله تعالي: (قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكاناً والله أعلم بما تصفون) فالهاء من (أسرها) و (يبدها) عائدة علي كلمته المتأخرة لفظاً ورتبة إذ هي مفعول به للقول.
ب ـ قول سليط بن سعد:
جزي بنوه أبا الغيلان كبر ... وحسن فعل كما يجزي سنمار
ج ـ قول آخر:
إذا كنت ترضيه ويرضيك صاحب ... جهاراً فكن في الغيب أحفظ للود "اهـ
وما سوى ذلك من الشواهد المذكورة في النكت على الشذور لا تصح وهي من السهو فالله المستعان.
2 - إعلام الموقعين (1/ 330).
3 - تفسير ابن كثير (4/ 403).
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[31 - 01 - 10, 12:27 م]ـ
فصل في قوله تعالى (أتى أمر الله فلا تستعجلوه) [النحل: 1].
يحتمل كون مرجع الضمير في قوله (تستعجلوه) المضاف أو المضاف إليه أيضاً.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[31 - 01 - 10, 12:27 م]ـ
فصل في قوله تعالى (لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ) [الكهف: 2].
يحتمل أن يكون مرجع الضمير في قوله (لينذر) هو الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم أو الكتاب وكل ذلك مذكور في قوله (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ).
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[31 - 01 - 10, 12:39 م]ـ
فصل في قوله تعالى (فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا) [مريم: 24].
قرأ نافع وحفص وحمزة والكسائي وخلف وأبو جعفر وروح بكسر الميم وجر التاء الثانية من قوله (تَحْتِهَا) وقرأ الباقون بفتح الميم ونصب تاء (تَحْتِهَا).
وعلى القراءة الأولى فاعل المناداة ضمير يحتمل عوده على عيسى عليه السلام وهو ابنها لأنها قالت بعد ذلك (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ) [مريم: 29]، قاله سعيد بن جبير، ووجهه أنها لم تشر إليه إلا وقد كلمها من قبل.
وقال بذلك غير واحد من العلماء منهم مجاهد، والحسن، وسعيد بن جبير في إحدى الروايتين، واختاره ابن زيد وابن جرير رحمه الله.
وقيل: بل هو الملك جبريل عليه السلام، قاله ابن عباس، والضحاك، وعمرو بن ميمون، والسدي، وسعيد بن جبير في الرواية الأخرى، وقتادة. وهو أشبه بالسياق.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[31 - 01 - 10, 12:40 م]ـ
فصل في قوله تعالى (أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ) [طه:39].
قال بعضهم: الضمير الأول عائد إلى موسى عليه السلام، والثاني عائد إلى التابوت.
ومن اعتمد هذا القول جوز أن يعود الضمير الثاني إلى موسى كذلك.
وعاب ذلك الزمخشري وجعله تنافرًا مخرجًا للقرآن عن إعجازه وقال (1):" والضمائر كلها راجعة إلى موسى. ورجوع بعضها إليه وبعضها إلى التابوت: فيه هجنة، لما يؤدي إليه من تنافر النظم. فإن قلت: المقذوف في البحر هو التابوت، وكذلك الملقى إلى الساحل. قلت: ما ضرّك لو قلت: المقذوف والملقى هو موسى في جوف التابوت؟ حتى لا تفرق الضمائر فيتنافر عليك النظم الذي هو أم إعجاز القرآن والقانون الذي وقع عليه التحدّي، ومراعاته أهم ما يجب على المفسر ".
=====
1 - الكشاف (3/ 63).
¥