تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أن (أهل) مبهم من جهة تذكيره وتأنيثه وترجح تذكيره لأجل إضافته إلى مؤنث (قرية) مثل قوله تعالى (إن رحمة الله قريب من المحسنين) فترجح إعاد الضمير مؤنثاً دالاً عليها فيقال (استطعماها) ولو كان ذلك لالتبس المرجع على الناظر أهو (أهل) المضاف أو (قرية) المضاف إليه فتجتم ذكر الظاهر دفعاً للالتباس.

الوجه الثاني:

أن لفظة (استطعماهم) المقترحة لم يقع لها مثال في القرآن بخلاف إعادة الظاهر فإن له مثالاً هو وقوله تعالى (أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى) [البقرة:282]. فخرج ذلك مخرج مراعاة التركيب وتوازن الألفاظ.

الوجه الثالث:

أن أهل الأولى في قوله (أتيا أهل قرية) بخلاف (أهل) الثانية من قوله (استطعما أهلها) فأهل الأولى هم عموم السكان والثانية المقتدرون على الضيافة منهم.

الوجه الرابع:

وهو من توارد الخاطر على الخاطر أن في (استطعماهم) ثقلاً وتنافرًا في النطق والأحرف.

الوجه الخامس:

أن في قوله (استطعما أهلها) مراعاة في زيادة اللفظ ما في قوله تعالى قبلها (أقتلت نفسًا زكية) ولم يقل (أقتلته) لأن كونه نفسًا زكية معلوم وإنما ذكر تشنيعًا وكذلك وضع الظاهر موضع المضمر في (استطعما أهلها) تشنيعًا وتقريعًا لأولئك الأهل، وقد ذكر ذلك غير واحد. وكذلك فيه مراعاة لقوله (فوجدا فيها) ولم (فوجدا عندهم) كما ذكر السبكي.

ولكل سورة من الخصائص اللفظية التي ليست في غيرها ما لا ينكره إلا غير محقق.

الوجه السادس:

أن جملة (استطعما أهلها) ليست على الراجح جوباً لقوله (إذا أتيا أهل قرية) إنما هي وصف للقرية ولا يصح فيه إلا ذكر الظاهر.

وقد يقول بعضهم: إن ذلك ذكره التقي السبكي فلا يحق لك تكراره ناسبًا القول لنفسك.

فأقول هذا الجواب جار على أصولي دون أصوله لأنه يعتقد أن جميع الكلام (حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها) كله قديم بلا تقديم ولا تأخير فعلى قوله لا يتوجه التصرف بذكر الظاهر مراعاة لكلمة (قرية) الموصوفة. أي إذا كان جميع كلمات القرآن قديمة على ما يعتقد فلا يراعى شيء في كلمة لأجل أخرى إلا أن تكون سابقة لها وهذا لا يعتقده بخلافي.

الوجه السابع:

أن في وضع الظاهر موضع المضمر إيناسًا بذكره وهو إيناس لفظي يناسب إيناسًا في المعنى حاصله أن أهل القرية أنسوا بسؤال موسى والخضر ولم يكونوا غافلين ولا ساهين عن سؤالهم وفي رد استطعامهم من الشناعة - على هذا المعنى - ما فيه.

وهذا الجواب والذي قبله أقوله فيه: إن مثله كمثل الزهرة لا تحتمل أن تحك بين الأكف! واللبيب تكفيه الإشارة.

هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

كتبه/ أبو قتادة وليد الأموي.

[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref1) - هذا قوله ابنه فيه وإلا فهو أشعري محترق شديد الطعن في أئمة السنة وعلماء الدين كشيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية والإمام شمس الدين ابن القيم رحمهما الله.

وقد رد عليه غير واحد من أهل الحق، ومنهم السيد العلامة النابغة البارع ابن عبد الهادي في كتابه (الصارم المنكي في الرد على السبكي) رد عليه كلامه في مسائل الزيارة وشد الرحال إلى القبور وغيرها، قال في أوله:" ورأيت مؤلف هذا الكتاب المذكور رجلاً ممارياً معجباً برأيه متبعاً لهواه ذاهباً في كثير مما يعتقده إلى الأقوال الشاذة والآراء الساقطة، صائراً في أشياء مما يعتمده إلى الشبه المخيلة والحجج الداحضة، وربما خرق الإجماع في مواضع لم يسبق إليها ولم يوافقه أحد من الأئمة عليها.

وهو من الجملة لون عجيب وبناء غريب تارة يسلك فيما ينصره ويقويه مسلك المجتهدين فيكون مخطئاً في ذلك الاجتهاد ومرة يزعم فيما يقول ويدعيه أنه من جملة المقلدين،فيكون من قلده مخطئاً في ذلك الاعتقاد، نسأل الله سبحانه أن يلهمنا رشدنا ويرزقنا الهداية والسداد ".

[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref2) - قصد أنه غير جائز في اللغة العليا أما من جهة الفصاحة فجائز.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير