تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ونقول كل شيء موجود في الكون مخلوق بمشيئة الله ومن ضمنها أفعالنا {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} وكل فعل مفعول منا كوننا مخيرين بأذن الله وليس كل فعل مفعول بمشيئة الله فكل فعل منا يرضى عنه الله هو مما شاءهُ الله و كل فعل منا لا يرضى الله عنه هو مما لا يشاء الله فعله و أوجده بمشيئته، فقوله يهدي من يشاء، أي من شاء من عباده الهداية إلى ما شاء الله وشرعه لعباده مما أوجده الله بمشيئته.

ويضل من يشاء، أي من شاء من عباده الضلال إلى ما يشاء بنفسه مما أوجده الله بمشيئته و لم يشرعه لعباده.

مثال ... الخنزير نوع من أنواع خلق الله خلقه الله بمشيئته و حرم بمشيئته الشرعية أكله فمن اهتدى بهدى الله و امتنع عن أكله امتنع بنفسه مختار مشيئة الله وهو شرعه و أطاع الله، و من أكل منه ضل و أكل بنفسه مختار بمشيئته هو مما أوجده الله بمشيئته و حرم أكله بمشيئته الشرعية و عصا الله.

{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (الأعراف 179)

{وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (السجدة:13)

لذلك كان الاهتداء والضلال في الدين، وقف على العباد وسنة من سنن الله تعالى التي لا تتبدل كما قال الله عز وجل {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} (الرعد: 11)

وقال الله عز وجل {وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (النحل: 93) فكيف نسأل عما كنا نعمل إن لم يكن فعل الهداية والضلالة بأيدينا ولنا فيه إشاءة و فعل وقال تعالى لرسوله صلي الله عليه وسلم {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ} (يونس: 108) وقوله عز وجل لرسوله صلي الله عليه وسلم {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (القصص: 56) يهدي من يشاء الضمير عائد على العباد وليس على الله ولماذا قال يهدي من يشاء ولم يقل من يريد؟ هذه الآية نزلت في حرصه صلي الله عليه وسلم على إسلام عمه أبي طالب فكان يطلب منه نطق الشهادة و كما هو معروف من حديث جبريل عليه السلام إن الإيمان عقد في القلب والإسلام عمل بالجوارح ومنه نطق الشهادتين باللسان فقال له يهدي من يشاء مصداقاً لقوله عز وجل {لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} وهذا إن شاء الله سوف نفرد له بحثاً نتكلم فيه عن الفرق بين الإيمان و الإسلام نفسر فيه قول الله عز وجل {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} قوله عز وجل {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (الشورى: 52) هذه الآية المخاطب بها رسول الله صلي الله عليه وسلم وليس عموم العباد وقوله) نهدي به من نشاء من عبادنا (الضمير عائد إلى الله و العباد المختارون هم رسل الله إلى الناس {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} (الحج: 75) {قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير