تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فخفف بإدغام التاء في الزاي أو حذفها والكل من الزور وهو الميل، ومنه زاره إذا مال إليه، والزور الميل عن الصدق أي تميل عنه ولا يقع شعاعها عليه من جهة اليمين .. ,وقوله:"واذا غربت تقرضهم ذات الشمال" تقطعهم اى تتركهم ولا تقع عليهم, وما كان من عدم بلوغ اشعة الشمس اى موضع داخل الكهف اوخارجه اشد الاثر فى حفظ اجسادهم طوال تلك الفترة التى مكثوا فيهاوذلك مما للشمس من تأثير فى طبيعة الماء داخل الجسم وما لها من اثر فى البيئة الداخلية للكهف.,وذلك لان جسم الانسان اغلبه من الماء ونسبته فى البروتوبلازم للخلية الحية يتراوح ما بين75 - 80%.,والتعفن للجسم وفساد انسجته يكون بفقدان هذا القدر او بعضه وهو ما يسمى بالجفاف, وحفظ الاجساد العضوية لا يكون الا باحد طريقتين: اما بوضعها فى بيئة باردة و رطبة (كالثلاجة مثلا).,او باضافة مواد تقيها التعفن وذلك بعد تجفيفها (كما كان يصنع اهل القبط فى موتاهم زمان ما اسموه حضارة الفراعنة) وهذا مثال تقريبى لا حقيقى حيث ان كلتا الطريقتين لا تمنع موت الانسجة الحية بخلاف تأثيرهما المساعد على وقايتها من العفونة و التحلل السريع ويكون بتقليل العمليات الحيوية التى تؤدى الى حدوثهما. فكان من انزواء الشمس عن كهف الفتية جعل داخل الكهف بيئة باردة ورطبة., فببرودتها لا يعرقون و برطوبتها تكون مشبعة ببخار الماء - وانت ترى ما يكون من الضباب فى ليالى الشتاء الباردة واول صباحاتها.,فاذا علت الشمس وبسطت اشعتها عليه ولى وانقشع- وفى مثل هذه البيئة لا يحتاج الجسم الى الماء وما يفقد منه من اجسامهم حال الزفير يعوض بمثله حال الشهيق من ما هو فى جو الكهف على ما سيأتى ذكره ان شاء الله تعالى فى موضعه., وكون الكهف كان بهذا موضع سنبينه فى بحث لنا منفردا عن هذا البحث الخاص بحال اصحاب الكهف ,وذلك فى كلامنا عن "الرقيم " وبيان معنى قوله تعالى:"ذلك من ايات الله " ,والله وحده اسأل ,وبه استعين ,وعليه اتوكل.

وقوله"عن كهفهم ذات اليمين":اشارة الى الجهة الخلفية من الكهف وكانت على يمينهم من موضعهم داخله وقوله: "تقرضهم ذات الشمال":اشارة الى موضع باب الكهف والذى كان يتخلله شعاع الشمس من الشمال حيث كانوا داخله وو لكن كان لا يصل اليهم.,وان كانوا فى موضع داخل الكهف غير ما ذكر بأن كانوا فى الجهة العكسية لكانت الشمس تقرضهم من اليمين وتتزاور عن الكهف من الشمال.,وان كانوا فى الخلف من الكهف بان اسندوا ظهورهم الى الجدار الخلفى من الكهف لكان الكلام" تزاور عن كهفهم ذات اليمين وتقرض الكهف -اوتقرضه-ذات الشمال.,وايضا مما يدل على صحة ذلك قوله تعالى:"وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد".,والوصيد اسم فاعل بمعنى المفعول وهو صفة لباب الكهف من الفعل وصد او اوصد بمعنى غلق واغلق وهو ظاهر الاستعمال للباب ويحتمل انهم اوصدوه بحجر او صخرة لكى لا ينكشف امرهم لاعدائهم., فكان الكلب معهم وقد اخذ موضعا داخل الكهف بحيث كان باسطا ذراعيه قبالة باب الكهف.,والخلف من الكهف باتجاه ذيل الكلب.,و هذا من طبيعة الكلب اذا حرس مكانا فيه أناس فانه يأخذ دائما هكذا موضع. وعلم من هذا اتجاة باب الكهف وكذا الخلف منه. بالنسبه للكلب وكذا بالنسبة للفتية حيث كان الباب عن شمالهم وظهر الكهف عن يمينهم وهم داخله.

وفى هذا الموضع الذى اتخذه الفتية حال رقادهم داخل الكهف فائدة لطيفة لا تخفى على كل من تدبر كلام الله.,فمن الايات علم موضع شروق الشمس - وهو الجهة الخلفية من الكهف- وكذا موضع الغروب - وهو الجهة التى كان فيها باب الكهف- وكان ذلك يمين الفتية وشمالهم على الترتيب.,وعليه تكون الجهة الشمالية فى الامام منهم ووجوههم قبالها.,وكذا تكون الجهة الجنوبية للخلف منهم وهم موليون ظهورهم ان كانوا قعودا او رؤسهم ان كانوا رقادا (وهو ما كان).,وعليه فيكون هبوب الرياح الشمالية- البحرية وهى الباردة والتى تاتى دائما بالنسيم الرطب- تكون من الجهة التى كانت وجوههم لها وبذلك كان دخول الهواء من باب الكهف الى داخله باتجاههم واتجاة الموضع الذى رقدوا به داخل الكهف. فكان ذلك الطف بهم لمقدرة وصول الهواء اليهم فى هذا الموضع ليتنفسون وكذا هبوب النسيم على وجوههم وبخار الماء على اجسامهم والى الداخل من الكهف.,لانهم لو كانوا فى الجهة العكسية من هذا الموضع لكانت وجوههم باتجاة الجهة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير