تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بالرجوع الى ما ذكرناه فى العامل الثالث فى الكلام عن قول الله تعالى:"وترى الشمس اذا طلعت تزاور عن كهفهم .. الاية.,نجد ان انخفاض درجة حرارة اجسام فتية الكهف ادى الى حدوث ضيق فى الاوعية الشريانية الدقيقة والشعيرات الدموية الشريانية فى الجلد والذى يحوى على القدر الاكبر منها فى الجسم.,وكما ذكرنا ان الاوعية الشريانية الدقيقة والشعيرات الدموية الشريانية هى المسؤل الرئيس عن مقاومة الاوعية الدموية للجسم لسريان الدم فيها فى العموم.,وعليه يكون ضيق الاوعية الشريانية الدقيقة فى اجسام فتية الكهف كاستجابة للبرد الحاصل بسبب تزاور الشمس عن كهفهم, يكون هذا الضيق له تأثيره الكبير فى الزيادة فى المقاومة لسريان الدم.

وكذلك بالرجوع الى ما ذكرناه فى العامل الاول فى قول الله تعالى:"اذ اوى الفتية الى الكهف .. الاية, وقوله تعالى:"ولبثوا فى كهفهم .. الاية.,نجد ان مقام هؤلاء الفتية كانت فى مكان مرتفع من الجبل الذى كان فيه كهفهم.,وطبقا لفسيولوجيا المرتفعات العالية نجد ان الاقامة فى مثل هذة الارتفاعات يصاحبها تغيرات فسيولوجية فى الدم, وهذه التغيرات هى الزيادة الكبيرة فى عدد كريات الدم الحمراء والتى بالتالى تؤدى الى الزيادة فى لزوجة الدم.

والزيادة فى لزوجة الدم هى العامل الثانى والاخير الذى يؤدى الى الزيادة فى مقاومة الاوعية الدموية-الشريانية بزيادة المقاومة والوريدية بتقليل الضغط الوريدى وتقليل رجوعه الى القلب لان كرات الدم تتواجد فى الاثنين على السواء-

وعليه فان حاصل الجمع ما بين عامل ضيق الاوعية الشريانية بسبب البرد وانخفاض درجة حرارة الجسم و عامل زيادة لزوجة الدم بسبب الاقامة فى الارتفاع العالىيكون الناتج هو اكبر صورة يمكن ان تحدث لمقاومة الاوعية الدموية لسريان الدم داخلها فى الجسم الحى.

وبالرجوع الى معادلة: الضغط داخل الاوعية الدموية = مقدار الحجم من الدم الذى يضخه القلب –ضرب-المقاومة الكلية للاوعية الدموية.

وبما ان الضعط داخل الاوعية الدموية يقدر بالضغط الشريانى والذى يكون دائما اكبر من الضغط الوريدى فى اى وعاءين دمويين يحكمان بنفس العوامل المؤثرة.,وبتطبيق ذلك على حقيقة:

الضغط الشريانى يعادل الضغط الازم لتدفق الدم فى انسجة الجسم.,نجد ان الضغط الازم لتدفق الدم فى انسجة الجسم والذى هو من تعريفه الفرق بين الضغط الشريانى والضغط الوريدى.,نجد ان قيمته لابد ان تكون موجبة.,وعليه تكون القيمة اليسرى من المعادلة الاتية قيمة موجبة: الضغط الازم لتدفق الدم فى الانسجة = حجم الدم من القلب –ضرب- المقاومة الكلية للاوعية الدموية.

وطبقا لهذه المعادلة فانه كلما زادت قيمة المقاومة الكلية للاوعية الدموية كلما انخفضت قيمة حجم الدم من القلب ايا كانت قيمة الضغط الازم لتدفق الدم.

و بالرجوع الى المعادلة العامة التى تحدد سريان الدم فى الجسم وبحذف قيمة المقاومة للاوعية الدموية من كل من البسط والمقام نجد ان سريان الدم فى الجسم لابد وان تكون قيمة ايجابية ايضا وتحدد بقيمة حجم الدم من القلب مهما كانت هذه القيمة قليلة.,اى ان سريان الدم فى الجسم يتحقق مهما كان حجم الدم من القلب منخفض.

وبالرجوع لعلاقة فرانك – ستارلينج: مقدار حجم الدم الذى يضخه القلب = معدل رجوع الدم الوريدى الى القلب. فانه ممكن ان نحدد مقدار الحجم من الدم الذى يضخه القلب بتحديد معدل رجوع الدم الوريدى الى القلب وذلك بمعرفة العوامل المؤثرة على هذا الاخير.

وقد ذكرنا هذه العوامل والان دعونا نطبقها على الظروف التى كان فيها اصحاب الكهف:

اهم هذه العوامل هو النشاط العصبى السيمبساوى والذى له الاثر الكبير على الانقباضات العضلية الرقيقة فى جدار الاوعية الوريدية والتى لها الاثر على زيادة معدل رجوع الدم الوريدى الى القلب.,وكما ذكرنا ان اصحاب الكهف كانوا فى حالة "الخمول المستديم" وفى هذه الحالة –كما ذكرنا- تنعدم النشاطات العصبية بصفة عامة عدا القليل جدا منها والتى وان كان من ضمنها النشاط العصبى السيمبساوى الا ان نشاطه يكاد يكون منعدما فى هذه الحالة ويكون ليس له تأثير على رجوع الدم الوريدى (وبلا شك فان له تأثيرات اخرى وان كان هذا ليس منها) وذلك لانعدام العوامل التى تؤدى الى زيادة نشاطه مثل المجهود البدنى وعوامل الضغط مثل الخوف والغضب وغيرها كما

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير