تختلف الصمامات الوريدية فى الكبر والصغر غير ان صفتها التشريحية لا تختلف فى كل الاحوال.,فالصمام الوريدى يأخذ شكلا شبه هلاليا ويتكون من جناحين يتحركان الى الجانبين عند عبور الدم من الصمام ويرجعان الى الوضع الاول عندما يغلق. والوعاء الوريدى يأخذ شكلا بيضاويا مؤخرته فى الخلف لاستيعاب قدرا من الدم المار عبر الصمام ومقدمته فى الامام والتى تنتهى بالوعاء وتأخذ نفس صفته.,ويوجد من الداخل تجويفين على جانبى الصمام مثل الجيبين يستوعبان جناحى الصمام عند حركتهما فى الفتح, والجناحين يحدان الجيبين من اليسار فى الايمن ومن اليمين فى الايسر. ويوجد مخرج لكل جيب فى الامام منه ويتسع عندما يفتح الصمام بينما يضيق عندما يغلق.
الوريد ويحتوى على الصمام فى الفتح والغلق.
قال تعالى:"ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال "
فاثبات التقلب فى قوله "و نقلبهم " و الذى فيه الحركة ينتفى عدم الحركة لاجسامهم حال رقادهم طوال فترة لبثهم على حالهم.,وفى قوله تعالى "ذات اليمين وذات الشمال " بيان لجهة التقلب لهم ,وليس هناك تقلب من موضع الرقود الذى يكون على الظهر الى اليمين الا اذا اخذ الجسم وضعا مائلا بزاوية ميل موجبة ناحية اليمين ,وكذا هو الحال مع "ذات الشمال".
ومن شأن الموائع ان تتحرك على السطح المائل و تستقر على السطح المستوى, بل من شأنها ان تسقط و تشد الى اسفل اذا كانت هناك قوة تشدها الى اسفل كما هو الحال مع شد الجاذبية.,وخاصة اذا كانت على سطح املس و يأخذ شكلا بيضاويا كما هو الحال فى الجيبين للصمام الوريدى.,فاذا كان الشخص مستلقيا على ظهره – اى فى وضع الركود – فان الدم بعيد خروجه من فتحة الصمام الوريدى و اخذه لشكل الدوامة على جانبى الصمام ثم رجوعه الى الخلف وغلق الصمام بواسطة جناحيه ,فان الدم قد يبقى راكدا فى الجيبين للصمام على اليمين و الشمال., وفى حال ما اذا بقى الشخص على هذا الوضع فترة من الوقت بدون حركة او انقباض لعضلات الساق المحيطة لمنطقة الصمام ,فانه من الجائز ان يحدث تجلط للدم فى جيبى الصمام اذا توافرت ظروفا لذلك.,وعندما كان فتية الكهف فى حال السبات التام كان لهم التقلب السلبى لاجسامهم لتلافى حدوث احتمالية التجلط للدم الراكد فى جيبى الصمام الوريدى فى الساقين.
وذلك بأخذ الجسم زاوية ميل موجبة ناحية اليمين و الشمال يكون معها تسرب الدم الراكد فى ناحيتى الصمام على السواء و يساعد على ذلك ايضا قوة شد الجاذبية لاسفل و تكون اقوى كلما ارتفع الساق عن الارض لمسافة لأعلى.,وذلك لزيادة الشغل المبذول للاجسام او السوائل اذا ارتفعت لاعلى عكس اتجاة الجاذبية الارضية.,وبتقلب احدهم ذات اليمين يأخذ الجسم وضعا مائلا بزاوية ميل نحو اليمين ,فيكون الجانب الايمن من الجسم اخفض و الجانب الايسر اعلى ,و العكس يحدث اذا كان التقلب ناحية الشمال ,و بارتفاع احد جانبى الجسم لمستوى اعلى من الجانب الاخر يكون فرق فى الشغل فى الكتل الموجودة فى الجانبين من الجسم و الذى يعد كله كتلة واحدة مجتمعة ,وهذا الفرق فى الشغل يكون زائدا لصالح الجانب الاعلى ,و زيادة الشغل لكتلة يؤدى الى زيادة فى طاقة الفقد لها عند سقوطها من اعلى الى اسفل, وهذا ما كان مع الدم فى جيبى الصمام الوريدى فى الساق فى حال رقاد اصحاب الكهف و تقلبهم مدة لبثهم.
مبحث اخر فى قوله تعالى:"ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال "
قال تعالى:"و ترى الشمس اذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين واذا غربت تقرضهم ذات الشمال " ثم قال تعالى:" وهم فى فجوة منه " ثم قال تعالى:" و نقلبهم ذات اليمين وذات الشمال ".
قرأ ابن عامر ,و يعقوب باسكان الزاى و تشديد الراء ,بلا الف (تزور) كتحمر.,و قرأ عاصم ,وحمزة ,والكسائى ,وخلف ,بفتح الزاى مخففة, والف بعدها ,وتخفيف الراء (تزاور) ,مضارع تزاور.,واصله تتزاور, فحذفت احدى التاءين تخفيفا ,ووافقهم الاعمش.,وقرأ الباقون بفتح الزاى مشددة ,والف بعدها ,وتخفيف الراء ,على اضغام التاء فى الزاى (تزاور).والكل بمعنى واحد وهو من الزور وهو الميل.
وقرأ الحسن (وتقلبهم ذات اليمين وذات الشمال) بتاء مفتوحة ,وقاف ساكنة ,ولام مخففة ,مضارع قلب ,مخفف.
انظر منتهى الامانى و المسرات فى علوم القراءات للشيخ العلامة احمد بن محمد البنا, سورة الكهف.
¥