تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فمخرج الضاد كما حدده سيبويه وتابعه علماء العربية والتجويد عليه هو: " من بين أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس". ويريد سيبويه بأول الحافة جانب اللسان من جهة أقصى اللسان وليس من جهة طرفه. كما وصف الضاد بأنه صوت رخو، مجهور، مُطْبَقٌ، مستطيل. وهذا الوصف لا ينطبق على نطق الضاد في زماننا، التي تُنْطَقُ في مصر والشام من بين طرف اللسان واللثة، من مخرج الدال والتاء والطاء، شديدةً، مجهورةً، مطبقة. وتُنطق في العراق ودول الخليج العربية ظاءً تخرج من بين طرف اللسان وأطراف الثنايا مع الثاء والذال، رخوة، مجهورة، مطبقة. وكلا الصوتين لا يتطابق مع الضاد القديمة لا من حيث المخرج ولا من حيث الصفات.

ثانياً: البحث عن حل للمشكلة:

إذا كان من المتعذر نطق الضاد القديمة اليوم فإن على الناطقين بالعربية أن يتفقوا على نطق موحد لها، لا سيما في قراءة القرآن الكريم، وقد جرى نقاش طويل بين العلماء في القرون المتأخرة حول الصوت الذي يجب اعتماده في نطق الضاد، لكن ذلك النقاش لم يسفر عن اتفاق. ويكاد معظم القراء في بلاد الحرمين ومصر والشام ينطقون " الضاد الطائية" ولكن عدم مطابقتها للضاد القديمة يجعل كثيراً من الناس يترددون في اعتمادها نطقاً فصيحاً للضاد، لاسيما إذا تعارض ذلك النطق مع العادات النطقية لهم، والتي تميل بنطق الضاد نحو الظاء.

ولعل اعتماد " الضاد الطائية " في النطق العربي اليوم هو أفضل الحلول، لأنه هو المأخوذ به عند أكثر أئمة القراءة في هذا العصر، ولأنه يحقق تمييز الضاد عن الظاء، وهو أمر مهم جداً بالنسبة للناطقين بالعربية.

ولا شك في أن حسم هذه القضية لا يتأتى في مثل هذه العجالة، كما أنه لا يمكن أن يقرره فرد أو مجموعة أفراد، وإنما هو أمر يُهِمُّ جماهير الأمة في كل أقطارها، وأحسب أن عقد ندوة يُسهم فيها أهل الاختصاص من علماء الأصوات، وعلماء القراءة والتجويد، وأهل التربية، وأهل الفقه، أمر ضروري للخروج من هذه الحيرة التي يجد كثير من الناس أنفسهم فيها وهم ينطقون الضاد، هذا والله تعالى أعلم.

غانم قدوري الحمد

ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[08 May 2005, 09:25 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

تحية طيبة

أحبتي النبلاء

شيوخي المقدَّرين

لفت نظري كثيراً الأسلوب الذي استدرج به الكاتب الرئيس في هذا الموضوع " أخونا محمد رشيد " شيوخي الكرام

و قد كنت أظنه لا يصل إلى أن يقول (

ألا يكفي في رد الضاد الخليجية عدم ورودها بالتلقي فضلا عن التواتر؟

و إن كان لها أصل ألا يكون عدم ورودها بالكلية إجماع على تركها؟

وبالنسبة للاحتجاج بصحة المخرج نقول / أيهما أقوى التلقي الموروث، أم تحديد المخرج الذي هو حادث لضبط الأحرف وهو ضمن أبحاث علم التجويد؟ مع العلم بأن تحديد المخرج قد يدخل فيه الاجتهاد

مجرد أسألة " و لعل الصواب: أسئلة " خطرت بالبال)

من مجرَّد بدء الموضوع، إذ إني أعرف أدب الكاتب و أسلوبه و تحريره و فضله.

إلا أن كرم الإخوة و مشائخي الكرام الذي تناولوا الموضوع - فقهاً، و صوتاً، و تجويداً، ولغةً، بل بعضهم في علم الأخلاق و السلوك -

أجادوا - و ليستُ من يقيِّمهم - و لكني في مقام من يشكر أولئك الأعلام

بل لعلَّ بعض من قد رُمِيَ إليه الموضوع - وهو شيخي و أستاذي - قد أجاب و أجاد في غير المراد في روعةٍ بيانيَّة ساحرة

إن ما يهمُّني و يهم كل قارئ هو الفائدة التي نحصل عليها في النهاية و هذا شعورٌ متبادلٌ بين الجميع

و بما أنني - و لله الحمد - لديِّ إجازاتٌ في القراءة و الإقراء - لحفص على يد خمسةٍ من الشيوخ و متعدِّدي الأسانيد، و لشعبة بسند واحد و

لحمزة كذلك و لا مزيد إلا من فضل الله

فليسمح لي الأخوة الفضلاءُ الكرام بأن أدلي بتجربَةٍ عشتها في مراحل من قراءآتي على الشيوخ الكرام:

أنني لم أرَ من الشيوخ من يثقِلُ عليِّ في الضاد و مخرجها سوى شيخ أجلُّه و أرفع قدره و شأنه - رفع الله درجته في المهديين -

وهو فلسطيني المنشأ و اللهجة و الجنسيَّة، عربي القراءة قرآني العمل سلفي العقيدة و المنهج

فقد كان يتكلَّف فيها و يكاد الهواء يخرج معها - كما ذكر أخي خالد المعافا -

و أما غيره فلم ألحظ هذا مطلقاً و قد ختمت القرآن عليهم القرآن مراراً ((((بَعْدَهُ)))) فلم يكلِّفوني ما تَكَلَّفْتُه وما تعلمته من شيخي

و قد كنت حريصاً أن استفهم من كل شيخٍ مخرج الضاد تاركاً الحكم الفقهي - كما سبق - لابن كثير

و إن كان العبد الفقير يفرِّق مخرجاً و حكماً بين الضاد و الظاء و الله المستعان

و لعلي أطلت لسبب بسيط جداً و هو أني عربيٌ من أهل الخليج العربي - إذ ذكر أخونا محمد رشيد هذه الكلمة:

" ألا يكفي في رد الضاد الخليجية عدم ورودها بالتلقي فضلا عن التواتر؟

و إن كان لها أصل ألا يكون عدم ورودها بالكلية إجماع على تركها؟

وبالنسبة للاحتجاج بصحة المخرج نقول / أيهما أقوى التلقي الموروث، أم تحديد المخرج الذي هو حادث لضبط الأحرف وهو ضمن أبحاث علم التجويد؟ مع العلم بأن تحديد المخرج قد يدخل فيه الاجتهاد "

وأنا خليجي و شيوخي من الخليج و الشام و أفريقيا و جنوب آسيا و الله المستعان

متمنيّاً السلامة و التوفيق للجميع

أخوكم ومحبكم

عبد الله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير