[القول المبين في إثبات نزول القراءات من رب العالمين]
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 Jul 2004, 02:19 ص]ـ
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً وتبارك الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، خلق كل شيء فقدّره تقديراً.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله شاهداً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً صلى الله وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:-
فإنّ القرآن الكريم كلامُ الله الذي أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق روح القدس جبريل – عليه السلام – نزل به على قلب محمد – عليه الصلاة والسلام – ليكون من المنذرين.
فتلقّاه الرسول صلى الله عليه وسلم ووعاه وحفظه بتيسير الله ذلك له – ثم أدّاه الرسول الأمين كما تلقاه وبلّغه لأصحابه وعلّمهم إياه كما تعلّمه بدون زيادة ولا نقصان وما كان ينبغي له أن يتقوّل شيئاً ويدّعي أنه من عند الله وقد قال الله تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ. لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ. ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ. فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ) (الحاقة:44 - 47).
هذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن الكريم (فالقرآن كلامُه: سوُره، وآياتُه، وكلماته.
تكلم به بحروفه ومعانيه.
ولم ينزله على أحدٍّ قبل محمِّد صلى الله عليه وسلم.
أسمعَه جبريلَ – عليه السلام – وأسمعَهُ جبريلُ محمّداً – صلى الله عليه وسلم – وأسمعه محمدٌ – صلى الله عليه وسلم – أمتَه وليس لجبريل ولا لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم إلا التبليغُ والأداءُ). ا هـ[من كتاب العقيدة السلفية في كلام رب البرية. تأليف: عبد الله الجديع ص80.]
فمصدر القرآن هو الوحي، أي أن القرآن نزل من الله رب العالمين فهو (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الواقعة:80).
وهو كلامه جل وعلا) وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ) (التوبة: 6).
والآيات الكريمة التي تدل دلالة صريحة على أن مصدر القرآن الكريم هو الوحي كثيرة معلومة، منها:
1 - قوله تعالى: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (يونس:15).
2 - قوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ) (النمل:6).
3 - قوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى. عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) (النجم: 5).
4 - قوله تعالى: (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ. لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ. ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ) (الحاقة: 43 - 46).
وإذا تقرّر أن مصدر القرآن الكريم هو الوحي؛ فإن مصدر القراءات المتواترة الصحيحة – التي تلقتها الأمّة بالقبول ووافقت رسم المصاحف العثمانية – هو الوحي أيضاً.
وبيان ذلك: أن القراءات الصحيحة التي تلقتها الأمة بالقبول ووافقت رسم المصاحف العثمانية – جزء من القرآن الكريم وبعضُ حروفه التي نزل بها وإذا ثبت الحكم للكل فإنه يثبت للجزء كما هو ظاهر.
(فكلما أن القرآن وحي منزل من عند الله تعالى – فالقراءات كذلك وحيٌ منزل من عنده جل وعلا؛ فإن الوحي نزل بكل وجه من الأوجه المتواترة التي يقرا بها القرآن الكريم، فكما أن الوحي نزل بقراءة: " ننشزُها " وهي من القرآن أيضاً ....
¥