تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مصادر علم التجويد والقراءات والمنهجية في التعامل معها]

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[04 Oct 2005, 12:31 م]ـ

إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله وبعد

أريد أن أتعرّض باختصار في هذا البحث المتواضع لسؤالين مهمّين يغفل عنهما كثيرٌ من أهل الأداء وهما أوّلاً: ماهي مصادر علم التجويد والقراءات؟. ثانياً: كيف نتعامل مع هذه المصادر؟

وهناك أسئلة أخرى تندرج تحت هذين السؤالين ومن أهمّها هل التلقّي وحده من المشايخ يكفي؟ ما هي منزلة النصوص في هذا العلم؟ وما هي النصوص المعتبرة من النصوص الغير المعتبرة؟ وعند تعارض التلقّي بالنص فأيّهما يقدّم على الآخر؟ ما حكم القياس في هذا العلم وما هي ضوابطه وحدوده؟

والذي دفعني إلى بسط الكلام في هذه المسألة هوما يلي:

أوّلاً: خطورة ما نشاهده اليوم من الخلاف في بعض المسائل التجويدية بحيث كل واحدٍ متيقّن أنّه على الحقّ والآخر في ضلال والكلّ يستدل بما تلقّاه عن مشايخه.

ثانياً: الاجتهاد في بعض المسائل مع وجود نصوص في ذلك. وهذا يسببّ تغيّر المشافهة مع مرّ الزمان بسبب هذه الاجتهادات التي تحتمل الخطأ والصواب والتي تصير بعد سنوات من المتلقّى بالسند إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام. والأسانيد الآن تمرّ على ابن الجزري رحمه الله وتنتهي إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام. فكيف يقع الخلاف مع اتفاق المصدر؟ الجواب هو قلّة أهل العلم المحققين وضعف الهمم مقارنة مع القدامى من جهة، ومن جهة الأخرى الاجتهاد في مسائل التوقيف التي ترتّب عنها الخلاف.

ولخطورة المسألة أريد أن أفتح موضوعاً يشارك فيه العلماء وطلبة العلم المتمكّنين لوضع ضوابط تبيّن حدود التلقّي من المشايخ وحدود النصوص وحدود القياس وما هي العلاقة الموجودة بين هذه المصادر الثلاثة لكي نخلص إلى هدفٍ وهو موافقة أسلاف هذه الأمّة في تلاوة القرءان الكريم. وبهذه الضوابط ستحلّ إن شاء الله تعالى مسألة الضاد، والفرجة في إخفاء الميم والإقلاب، وصوت القلقة،ووصف الغنّة بالتفخيم، ومراتب التفخيم، وترقيق راء {ونذر} وغيرها. ولا أريد الخوض في هذه المسائل لا من بعيد ولا من قريب وإنّما أكتفي بذكر الضوابط وبسط الكلام عليها إن شاء الله تعالى.

1 - مصادر علم التجويد والقراءات:

أ – التلقّي من أفواه المشايخ:

قد تلقّى النبيّ عليه الصلاة والسلام القرءان الكريم عن جبريل عليه السلام كما قال جلّ في علاه " وإنّك لتلقّى القرءان من لدن حكيم عليم ". وتلقّى الصحابة ذلك عن النبيّ عليه الصلاة والسلام وكذا التابعون عن الصحابة عليهم رضوان الله حتّى وصل إلى القراء العشرة المعروفين وعنهم وصل إلينا مسلسلاً. وقد اشتهر عن السلف أنهم قالوا" القراءة سنّة متبعة يأخذها الآخر عن الأوّل ".

فعلى هذا الأساس فإنّ أحكام التلاوة من إظهار وإدغام ومدّ وقصرٍوغير ذلك لم ترد في القرءان ولا في السنّة بل هي ثابتة بالتلقّي من أفواه المشايخ الموثوق بهم. إذاً فالتلقّي من المشايخ هو المصدر الأساسي والأصلى في علم التلاوة.

ومّما هو معلوم أنّ جيل الصحابة هو أفضل جيل في التاريخ الإسلامي وإنّ التابعين أقل من الصحابة في الفضل وأتباع التابعين أقلّ من التابعين في الفضل وهكذا لقول النبيّ عليه الصلاة والسلام " خير الناس قرني ثمّ الذين يلونهم ثمّ الذين يلونهم " وقال صلّى الله عليه وسلّم " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين الهمديين من بعدي .. ".

زيادة على ذلك دخل الأعاجم في الإسلام وضعف العلم وقلّة الهمم وكثر الوهم فاضطر جهابذة القرن الرابع والخامس إلى تدوين هذا العلم في كتب ومصنفات كما سنبيّنه إن شاء الله تعالى.

ب - نصوص علم التجويد والقراءات:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير