[نظرات في: "غاية النهاية في طبقات القراء"]
ـ[الجكني]ــــــــ[21 Aug 2006, 11:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى على طالب علم القراءات مكانة كتاب "غاية النهاية في طبقات القراء " للإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى،وهذه المكانة لم تأت من كونه كتاب "تراجم " فحسب،بل لكونه كتاب قراءات "دراية" إذ فيه كثير من التحقيقات العلمية التي لا توجد في غيره لا من كتب القراءات ولا من كتب التراجم،ولكن كما هو معلوم:إن الله سبحانه وتعالى لم يكتب الكمال إلا لكتابه الكريم،جاء "غاية النهاية " كغيره من كتب البشر،فيه بعض مواضع وقع فيها "سهو " أو "غفلة " أو "خطأ " من المؤلف رحمه الله تعالى،بل فيه أعلام صرح هو نفسه أنه لم يعرف أصحابها،ولما كان هذا الكتاب هو من أنفس الكتب عندي وأهمها فقد أوليته كثيراً من العناية والاهتمام فأخذت أسجل على حواشيه ما أرى أنه يتم المعلومة التي يريدها مؤلفه،وذلك من إكمال النقص وهو الموجود في المطبوع بكثرة بين قوسين ومكتوب عليه هكذا (بياض) حتى أننا رأينا بعض الباحثين ممن يرجع إلى هذا الكتاب وينقل منه حرفياً يقوم بنقل هذه العبارة (بياض)؟؟؟
هذا،وقد اجتمعت عندي بحمد الله تعالى مادة لا بأس بها؛إما توضيح لوهم،وإما تصحيح لخطأ،وإما تنبيه على سهو،وإما معرفة لمجهول – وهذا نادر – وإما إكمال لنقص،ولولا أني سمعت وتأكد لي أن هذا الكتاب سجل بين طالبين رسالة علمية في جامعة أم القرى بمكة المكرمة لقدمت كثيراً من هذه الفوائد في هذا الملتقى العلمي،ولكن تمشياً مع ما قيل " ما لا يدرك كله لا يترك جله"،سأحاول من وقت لآخر تقديم ما أرى أنه أكثر أهمية عند الباحثين والقراء،وهو ما سأبدأ به الآن،فأقول وبالله تعالى التوفيق:
1 - ذكر ابن الجزري رحمه الله في (1/ 391) في ترجمة الشيخ "عبد الظاهر بن نشوان الحميري" عند ذكر شيوخه ما يلي:
"ويقع في أجايزنا (والنجيب بن بشارة) 0ثم قال:"وما أدري من هو ابن بشارة " انتهى 0
وذكر في (2/ 344) ما يلي:
"النجيب بن بشارة،كذا وقع في أجايزنا عن أبي القلال أنه قرأ على الشريف الخطيب وعبد الظاهر بن نشوان قرأ عليه (ولا أعرفه) انتهى كلامه رحمه الله 0
وبعد البحث تم بحمد الله تعالى معرفة هذا العلم العالم،فقد ترجم له الإمام زكي الدين المنذري (581 - 656) في كتابه القيّم "التكملة لوفيات النقلة "ترجمة لا بأس بها حيث قال رحمه الله (2/ 366) في الترجمة رقم (1464):"وفي مستهل جمادى الأولى توفي الشيخ الأجل نجيب بن بشارة بن محرز بن رحمة السعدي الفاضلي الشافعي المقرئ بالقاهرة،سمع من الشريف الخطيب أبي الفتوح ناصر بن الحسن الزيدي وغيره،وحدّث،سمعتُ منه، وكان شيخاً حسناً علّم ولد القاضي الفاضل ثم علّم ولد الوزير الصاحب0انتهى0
قلت:هذه الترجمة مذكورة ضمن الذين كانت وفاتهم سنة (613) وقد ذكر محقق الكتاب أن للشيخ نجيب ترجمة في:الذهبي:تاريخ الإسلام:ق:206 (باريس1582)
وإلى اللقاء في فائدة أخرى إن شاء الله تعالى 0
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[23 Aug 2006, 03:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ليتك تتحفنا بدراسة وافية عن المؤلف نفسه الإمام بن الجزرى رحمه الله كما صنع الدكتور الدوسرى مع الإمام المتولى فإنى رأيت لك موضوعا تذكر فيه انك قمت بدراسة وافية عن الامام قدمتها بين يدى كتاب النشر (ابواب الأصول) فلا أدرى هل بإمكانك ان تتحفنا بها هنا او هل طبعت هذه الترجمة منفردة؟ ليتك تزودنا بمعلومات أكثر بارك الله فيك.
ـ[الجكني]ــــــــ[23 Aug 2006, 02:49 م]ـ
وجزاك الله خيراً أخي طه،نعم،أكرمني الله تعالى بدراسة منهج ابن الجزري في النشر وتحقيقه كاملاً على نسخ لم تتوفر للشيخ دهمان ولا للشيخ الضباع رحمهما الله تعالى،لكن -معذرة- لا أستطيع إنزالها في أي ملتقى نظراً لكونها الآن أصبحت ملكاً لمجمع المللك فهد لطباعة المصحف الشريف حيث إنه سيتولى طبعه وحسب آخر المعلومات عندي أنه دفع به إلى المطبعة،فالمسألة مسألة وقت إن شاء الله 0
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[24 Aug 2006, 01:53 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا الحبيب و ليتك تخبرنا عندما يصدر الكتاب و أماكن تواجده جزاك الله خيرا.
ـ[الجكني]ــــــــ[24 Aug 2006, 12:43 م]ـ
أبشر يا أخي وبكل سرور إن شاء الله تعالى
ـ[أبو الجود]ــــــــ[31 Aug 2006, 07:18 م]ـ
أخي زدنا بارك الله في علمك فالغاية كتاب مهم لم يجد من يعتني به
ـ[الجكني]ــــــــ[29 Sep 2006, 12:42 ص]ـ
مسألة أخرى:
ذكر المؤلف رحمه الله في ترجمة سعيد بن محمد (1/ 307 - 308) أنه قرأ على أبي عمرو الداني،وأنه - سعيد-توفي سنة (580) 0وهذا معناه أنه عاش بعد شيخه الداني (136) سنة تقريباً،وهذا ليس بمعهود 0
والصواب -والله أعلم أنه -سعيد - توفي سنة:"ثمان أو تسع وخمسمائة:508أو 509" كما جاء فى:الصلة:1/ 219
وهنا يجدر تنبيه المهتمين بغاية النهاية أن هذا الكتاب "الصلة " من المصادر المهمة التي يعتمد عليها ابن الجزري في كتابه،وأنه أيضاً -الصلة - يضم تراجم كثيرة منقولة من كتاب الداني،فكثيراً ما تراه يقول:"ذكره أبو عمرو 0
وبمناسبة هذا الشهر الكريم أقدم مسألة أخرى أيضاً وهي:
ذكر المؤلف رحمه الله في ترجمة "الطيب بن إسماعيل (1/ 343 - 344):" وفي تجريد ابن الفحام أسند رواية أبي حمدون عن الفارسي عن الحسين الفحام عن بكار عن أبي حمدون فوهم،قال:وصوابه بكار عن الحسن بن الحسين الصواف عن أبي حمدون "انتهى
وهذا الاستدراك صحيح بالنسبة للمؤلف لأن النسخة التي كانت عنده فيها هذا الوهم،وقد وقعت لي أثناء تحقيقي للنشر نسخة من التجريد مصورة من الجامعة الإسلامية ليس فيها هذا الوهم،بل فيها الصواب الذي ذكره المؤلف،وهذا يفيدنا فائدة مهمة وهي أن بعض ما يحكم عليه ابن الجزري ب"الوهم " أو غيره،قد يكون مصدره اختلاف النسخ 0والله أعلم،وإلى مسألة أخرى إن شاء الله 0
¥