[ماذا تعرف عن الإشمام في التلاوة؟ وكم نوع هو؟ وفي أي لغات القبائل كان؟ للعلامة الضباع]
ـ[د. أنمار]ــــــــ[30 Apr 2004, 10:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تجد كل الدروس السابقة على الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1802
تنبيه:
العنواوين التي بين [] من زياداتي وكذا ما بين (وفيه قلت، أو ما يشير إلى كونه من كلامي) وجميع الترقيمات من صنعي إلا ما جاء في العناوين وفي باب الحذف.
وأترككم مع درس اليوم وهو تابع للوقف لكنه متعلق بأواخر الكلمات
من كتاب:
الإضاءة في بيان أصول القراءة
للعلامة الضباع،
شيخ عموم المقارئ في الديار المصرية رحمه الله تعالى
============================
قال الشيخ رحمه الله تعالى بعد أن لخص أنواع والوقف كما سبق نقله:
وأما الحالة الثانية فقد تقدم أن الأوجه التي يقف بها القراء خمسة:
الإسكان والروم والإشمام والحذف والإبدال
ووفاء بما وعدتك به من الكلام عليها أقول:
(31 – الإسكان)
الإسكان لغة وصناعة: عبارة عن تفريغ الحرف من الحركات الثلاث وهو الأصل في الوقف،
لأن والوقف معناه لغة: الترك والكف كما مر.
والواقف يترك حركة الموقوف عليه فيسكن، ولأن الواقف في الغالب يطلب الاستراحة، وسلب الحركة أبلغ في تحصيل الراحة، ولأن الوقف ضد الابتداء والحركة ضد السكون، فكما اختص الابتداء بالحركة اختص الوقف بالسكون ليتباين بذلك ما بين المتضادين.
والوقف به لغة أكثر العرب واختيار جماعة النحاة وكثير من القراء.
ويكون في المعرب مرفوعا ومنصوبا ومجرورا
وفي المبني مضموما ومفتوحا ومكسورا
وفي المخفف والمشدد والمهموز وغيره، وسواء أسكن ما قبل الحرف الموقوف عليه أم تحرك.
(32 - الروم)
الروم لغة: الطلب
وعرفا، قال الداني في إيجاز البيان: "هو إضعافك الصوت بالحركة حتى يذهب بذلك التضعيف معظم صوتها"
وقال في التيسير: "هو تضعيفك الصوت بالحركة حتى يذهب بذلك معظم صوتها، فتسمع لها صوتا خفيا يدركه الأعمى بحاسة سمعه"
وقال الشاطبي:
وَرَوْمُكَ إِسْمَاعُ المُحَرَّكِ وَاقِفًا ... بِصَوْتٍ خَفِيٍّ كُلَّ دَانٍ تَنَوَّلاَ
وقال جماعة من المتقدمين: هو الإتيان ببعض الحركة بحيث يسمعها القريب المصغي دون البعيد لأنها غير تامة.
وقال بعضهم: هو الإتيان بالحركة بصوت خفي
وقال أكثر المتأخرين: هو الإتيان ببعض الحركة وقفا
وقال بعضهم: هو الإتيان ببعض الحركة بصوت خفي يدركه الأعمى
وقال الملا علي: هو الإتيان بأقل الحركة وقفا.
وقدره بعضهم بثلثها
فقد اختلفت عباراتهم في ذلك كما رأيت، وحاصلها يرجع إلى معنيين:
أحدهما: إضعاف الصوت بالحركة حتى يذهب معظمها
والثاني: الإتيان بالحركة بصوت خفي يدركه الأعمى والقريب المصغي
والصواب الأول، لأنه أوضح وأدل على المقصود بخلاف الثاني، لأن ذهاب معظم الصوت دال على تبعيض الحركة قطعا، وكونها بصوت خفي لا يدل على ذلك، ويمكن الجمع بينهما بأن المراد بالصوت صوت الحركة وخفاؤه نقصانه، وبهذا الاعتبار يتحد المعنيان.
وقَيْدُ "وقفا" في بعض التعاريف المذكورة أخرج الاختلاس، لأنه كذلك في الوصل،
والصحيح أنه لا داعي إليه لأن قرينة المقام -وهو كون الروم من وجوه الوقف- مغنية عن التصريح به،
وقيد "يدركه الأعمى" أخرج الإسكان والإشمام
وقيد "بصوت خفي" في تعريف الشاطبي، أخرج الحركة التامة، وهو من جملة الحد، لا أنه من لوازمه، كما يفهم من عبارة الجعبري
والفرق بين الروم والاختلاس
وإن اشتركا في تبعيض الحركة:
أن الروم يكون في الوقف دون الوصل، والثابت فيه من الحركة أقل من الذاهب، ولا يكون في فتح ولا نصب بل يكون في المرفوع والمجرور من المعربات. وفي المضموم والمكسور من المبنيات.
نحو: يعلم، وهم عدو لكم، أولياء
ونحو: من قبل ومن بعد، يا سماء
ونحو: من الماء، وفي الأرض، وبحر لجي، ولكل نبأ
ونحو: وبالوالدين، وإحدى الحسنيين، وهؤلاء
والاختلاس مختص بالوصل، ولا يكون في الوقف،والثابت فيه من الحركة أكثر من الذاهب.
وقدره أبو علي الأهوازي بثلثي الحركة، فقال: تأتي بثلثي الحركة كأن الذي تحذفه أقل مما تأتي به.
ولا يضبط إلا بالمشافهة، ويكون في الحركات كلها،
كما في: أمّن لا يهدي، نعما، ويأمركم، عند بعض القراء.
¥