[شرح مبسط لتحفة الأطفال]
ـ[مهاجر]ــــــــ[01 Mar 2006, 05:25 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
فهذا شرح مختصر لمنظومة "تحفة الأطفال" في علم التجويد، للشيخ سليمان بن حسين بن محمد الجمزوري، رحمه الله، نسبة إلى جمزور، بلد معروفة قريبة من مدينة "طندتا"، بنحو أربعة أميال، وأظن "طندتا"، الآن هي مدينة "طنطا"، المدينة المعروفة في دلتا مصر.
وهو، كغالب أهل دلتا مصر، شافعي المذهب، فشمال مصر يغلب عليه المذهب الشافعي، منذ دخل المذهب مصر على يد السلطان المجاهد صلاح الدين الأيوبي، رحمه الله، وكان شافعي المذهب، فأعاد مصر إلى المذهب السني في الاعتقاد، وإن غلب عليه مذهب الأشاعرة، في الأصول والمذهب الشافعي في الفروع، بعد أن كان مذهب حكامها، العبيديين، الخبثاء، المنسوبين لفاطمة، رضي الله عنها، زورا وبهتانا، هو المذهب الرسمي لمصر، وإن بقي أهلها متمسكين بمذهب أهل السنة والجماعة، بل وغلب مذهبهم المذهب الإسماعيلي الباطني الخبيث في بعض مدن مصر، كمدينة الإسكندرية، التي غلب عليها المذهب المالكي، وعدت بحق أيام بني عبيد، قاتلهم الله، قلعة السنة في مصر، والله أعلم.
وسوف أقتصر، إن شاء الله، على شرح الأبيات المتعلقة بالمسائل العلمية التي حوتها المنظومة دون غيرها، ومع أول هذه الأبيات:
وبعد: فهذا النظم للمريد ******* في "النون والتنوين" و "المدود"
وقوله رحمه الله: "النظم" هو مصدر بمعنى اسم المفعول "المنظوم"، فهو من باب تبادل الصيغ، أي نيابة صيغة عن صيغة في الدلالة على معنى معين، فهنا، على سبيل المثال، ناب المصدر "نظم" عن اسم المفعول "منظوم" في الدلالة على معنى المنظوم وهو الأبيات الشعرية ذات الوزن والقافية، والله أعلم.
والملاحظ على المنظومات العلمية، أنها تكتب دوما، على أوزان بحر "الرجز"، أحد البحور الشعرية المعروفة في علم العروض، وما ذاك إلا لسهولة التصرف في أوزانه، وهو ما يتيح للناظم حرية أكبر في نظم المسائل العلمية، والله أعلم.
وقد أفصح الشيخ، رحمه الله، عن مضمون منظومته في هذا البيت، وإن لم يستوعب، فمنظومته تزيد على ما ذكره، ففيها أحكام النون الساكنة والتنوين، وأحكام الميم الساكنة، وأحكام النون والميم المشددتين، وأحكام المتماثلين والمتجانسين والمتقاربين، وأحكام لام "أل" ولام الفعل، وأحكام المدود، وهي، من وجهة نظري القاصرة، أفضل فصول المنظومة، فقد فصل فيها أنواع وأحكام المدود، تفصيلا بديعا، كما سيأتي إن شاء الله، فجزاه الله خيرا عما قدم.
وبداية مع أشهر أحكام التجويد على الإطلاق:
أحكام النون الساكنة والتنوين:
وقبل الخوض فيها لا بد من تعريف النون الساكنة والتنوين مع بيان الفرق بينهما:
فالنون الساكنة: هي ذلك الحرف المعروف من حروف المعجم، ونطقه: (نون)، وقد قيدت في هذا الموضع بكونها ساكنة، أي خالية من أي حركة، كما في قوله تعالى: "من هاد".
وأهم ما يلزمنا معرفته عن هذا الحرف في هذا الموضع:
أولا: مخرجه، ولمعرفة المخرج دور كبير جدا في معرفة الحكم التجويدي، وتعليله، فبه نعرف، على سبيل المثال، ما حكم النون الساكنة إن أتى بعدها حرف حلقي، "أي مخرجه من الحلق"، ولماذا تظهر النون في هذا الموضع بالذات .......... الخ، كما سيأتي إن شاء الله.
ولمعرفة مخرج الحرف، فإننا نتبع طريقة مبسطة: وهي أن نأتي بهمزة متحركة قبل الحرف، ثم نأتي بالحرف بعدها ساكنا، فعلى سبيل المثال:
إذا أردنا معرفة مخرج العين: فإننا ننطق بلفظ " أع"، بفتح الهمزة وتسكين العين، فيتضح لنا أن مخرج العين هو: الحلق، وبالتحديد وسط الحلق.
وفي حالة النون، فإننا نستخدم نفس الطريقة، فننطق بلفظ: "أن"، فيتضح لنا أن مخرج النون هو: "طرف اللسان"، وبالتحديد: "رأس اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى فويق الثنيتين"، لأن رأس اللسان سوف يصطك بالحنك الأعلى، وبالتحديد بالمنطقة التي تلي الثنيتين، من أعلى الحنك، وهذا المخرج مختص بأي نون سواء كانت متحركة أم ساكنة، بتصرف من "منحة ذي الجلال" للشيخ علي محمد الصباغ، رحمه الله، ص24.
¥