تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الإمام المقرئ محمد بن الجزري (ت833هـ) لم يشرح ألفية ابن مالك في النحو.]

ـ[الجكني]ــــــــ[24 Jun 2006, 01:39 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين،الذي علم الإنسان ما لم يعلم،والصلاة على النبي العربي المرسل للناس كافة،أما بعد:

فلا يخفي أن المؤلفات والكتب هي حق من حقوق مؤلفيها وتعريف بهم،وإن من حق المسلم على المسلم أن يرد إليه حقه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، ومن أحق الحقوق إرجاع المؤلفات المنسوبة لغير أصحابها إلى أصحابها متى قام الدليل القطعي على ذلك.

ولا يخفى على من له اطلاع بالتراث نسبة بعض المؤلفات إلى غير مؤلفيها، لأسباب كثيرة ليس ذا محل الكلام عنها.

وإن من هذه المصنفات التي نسبت إلى غير صاحبها كتاباً في النحو عنوانه "كاشف الخصاصة عن ألفاظ الخلاصة " ومعلوم أن الخلاصة هي النظم المشهور ب "ألفية ابن مالك " وقد نسب هذا الكتاب للإمام الحافظ إمام القراء والقراءات:ابن الجزري (ت 833) رحمه الله تعالى.

ولما كنت في أثناء إعداد رسالة الدكتوراة بعنوان:

" منهج ابن الجزري في كتابه النشر مع تحقيق قسم الأصول "

في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض كان من المسائل التي استوقفتني – وما أكثرها – نسبة هذا الكتاب إلى ابن الجزري،فدرست القضية وبحثتها – قدر الجهد والفهم – وخرجت بنتيجة يشرفني أن أعرضها على الباحثين في هذا الملتقي ليصوبوا ويكملوا ما فيه من نقص،أو ليعترضوا إن أرادوا لكن بدليل علمي مقبول 0

فكنت مما كتبت ذلك الزمن،ولم أغير فيه حرفاً إلا هذه الديباجة:

«1» كاشف الخصاصة عن ألفاظ الخلاصة:

وهو شرح على "ألفية" ابن مالك في النحو، وقد نسبه إليه بعض الباحثين المعاصرين الذين كتبوا عن المؤلّف ([1]) أو تولّوا تحقيق بعض كتبه ([2])، معتمدين في ذلك على مَن تولّى تحقيق هذا الكتاب ونشره.

وعند الرجوع إلى هذا الكتاب وقراءته اتضح للبحث أن في نسبته إلى المؤلّف نظراً يذكر في النقاط الآتية:

1 - أنّ أوائل المترجمين والمعاصرين له، ابن حجر والبقاعي والسخاوي حتى ابنتُه سلمى وهي التي كتبت ترجمته وألحقتها بغاية النهاية – وغيرَهم، كلَّهم لم يذكروا له هذا الكتاب، فلو كان له لجعلوه مقدَّماً في الذكر على كتاب "الجوهرة" في النحو له، نظراً لأهمية "الألفية" ومكانتها عند النحويين.

2 - أن هذا الكتاب طبع على نسخة فريدة، وليس على ورقة غلافها ولا على بدايتها أو نهايتها ما يثبت أنها للمؤلّف.

قال محقّقه: عثرت على هذه المخطوطة بدار الكتب (990) نحو، والكتاب نسخة فريدة ... وقد حاولت العثور على نسخة أخرى لأقابلها، ولكن لم يتيسر لي ذلك على الرغم من اطّلاعي على فهارس المكتبات، قال: ويقول مَن عثرت عنده هذه النسخة: كاشف الخصاصة عن ألفاظ الخلاصة للإمام العلامة، البحر الفهامة، شيخ الإسلام الخطيب الجزري طيّب الله ثراه ... اهـ ([3])

وجاء في بداية الكتاب: قال الشيخ الإمام الأجل العالم العلامة شيخ الإسلام بركة الأنام شمس الدين الخطيب الجزري رحمه الله ورضي عنه: الحمد لله ... ([4])

وجاء في نهايته: هذا آخر "الألفية" المسمّاة بالخلاصة وشرحها رحم الله مصنّفها وشارحها، والمشتغل فيها، وناسخها وجميع المسلمين .. اهـ ثم ذكر الناسخ اسمه ومذهبه وقال: وكان الفراغ منها في الغرّ الأخير من شعبان المبارك ثمان وعشرين وسبعمائة. اهـ ([5])

فليس في كل ذلك ما يدل على أنها لابن الجزري المقرئ صاحبنا، بل لو تفطن المحقق قليلاً في وصف "الخطيب " لتنبّه على أن هذا الوصف لم يطلقه –حسب علمي – أحد على المؤلّف، ولَوجَد مندوحة عن جعله مؤلّفاً لهذا الكتاب، بل ولَمَا تخطَّى الأمانة العلمية عند ما جعل عنوان الكتاب المطبوع: (كاشف الخصاصة عن ألفاظ الخلاصة) لشمس الدين أبي الخير محمد بن الخطيب المعروف بابن الجزري المولود سنة‹751 هـ› المتوفى سنة ‹833هـ›.

فجَعْلُه ابنَ الجزريَّ المقرئَ هو مؤلّف هذا الكتاب عملٌ لا أساس علميّ له، ولا دليل عليه، فكان الأَوْلى الوقوف عند هذا، والتريّث حتى يجد ما يستدل عليه.

ولكن: ربما يعذر المحقّق في استعجاله هذا بسبب التشابه في لقب ونسبة الرجلين وهو (شمس الدين) و (الجزري). ([6]) وما أكثر شموس الدّين الجزريِّين، وفات المحقّق أنَّ:

تقارب الألقاب لا يوجب اتفاق الأسماء والأنساب. ([7])

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير