تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[فوائد ومسائل متفرقة من كتاب (معرفة القراء الكبار) للإمام الذهبي (ت748هـ)]

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Jul 2006, 04:05 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

إلحاقاً لمقالة سابقة بعنوان:

عرض لنشرات كتاب (معرفة القراء الكبار) للإمام الذهبي (ت748هـ) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=25554)

كنت علقت كثيراً من الفوائد والطرائف العلمية والتاريخية، التي يشتمل عليها هذا السفر النفيس، دبجتها يراعة العلامة المؤرخ الفذ شمس الدين أبي عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748هـ رحمه الله تعالى، وللذهبي في أثناء ترجمته للقراء وغيرهم وقفات علمية وتربوية رائعة تدل على بصره الناقد، وبصيرته النافذة، وعلمه الواسع في علم الرجال.

فرأيت نفعاً لنفسي ولإخواني القراء أن أنقلها للقراء الفضلاء في ملتقى أهل التفسير على حلقات متسلسلة حتى لا يمل منها القارئ، وينتفع بها من يقرؤها بإذن الله، والله الموفق، ومن أراد التعقيب على أي فائدة من هذه الفوائد المنقولة فليشر إلى رقم المشاركة التي أوردت فيها الفائدة مشكوراً، ولي أملٌ في ثراء هذه المشاركة بتعليقاتكم وتعقباتكم، حتى نستفيد منها جميعاً.

حرر في الرياض 1/ 7/1427هـ

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Jul 2006, 04:09 م]ـ

(1)

في ترجمة الإمام أبي بن كعب رضي الله عنه قال الذهبي:

(قلتُ: كان أبي بن كعب أقرأ من أبي بكر وعمر، وبعدَ هذا فما استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على الصلاة، مع قوله صلى الله عليه وسلم: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله) الحديث، وهذا مشكلٌ) [انظر: 1/ 31 طبعة بيروت].

غير أن الذهبي في النسخة الأخيرة من الكتاب عقَّب بقوله بدل قوله: (وهذا مشكلٌ) بقوله: (وأجيب عن هذا الإيراد بأن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف الصديق على الصلاة، ليستقر في النفوس أهليته للخلافة الكبرى، إذ الصلاة أهم الدين) [انظر: 1/ 113 بعة تركيا، 1/ 11 طبعة مركز الملك فيصل].

وفي هذا النقل فوائد:

1 - أنَّ المؤلفين لا يزالون ينقحون في كثير من مؤلفاتهم مِمَّا يستدعي تغير بعض آرائهم واستنباطاتهم، وآخرها هو القول المعتبر الذي ينسب للمؤلف.

2 - أَهميَّةُ جَمع نسخ المخطوطات للكتاب المحقق، وموازنتها حتى يظهر الكتاب في الصورة النهائية التي أرادها المؤلف أو قريباً منها، ومن هنا تظهر قيمة الطبعتين التركية وطبعة مركز الملك فيصل للكتاب لتمامهما.

3 - أَهميَّةُ الربطِ بين النصوص الشرعية المتفرقة في الموضوع الواحد حتى يصح الاستنباطُ، حيث ربط الذهبيُّ هنا بين أمرِ النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤمَّ الأقرأُ في الصلاةِ، وكونِ أُبَيّ بن كعب أقرأَ مِن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وأَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ أبا بكر أن يؤمَّ الناس في الصلاة وفيهم أُبَيُّ بن كعب. وبالربط بين هذه الأحوال والأقوال يُستنبطُ الحكمُ الشرعيُّ في مثل هذه الحال.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Jul 2006, 04:12 م]ـ

(2)

قال الذهبي في ترجمة الإمام عبدالله بن مسعود رضي الله عنه:

(قد كان رأساً في تجويد القرآن، مع حسن الصوت.

روى قرة بن خالد، عن النَّزال بن عمارة – وهو ثقة – عن أبي عثمان النهدي قال: صلى بنا ابن مسعود المغرب بـ {قل هو الله أحد}، فلوددت أنه قرأ بسورة البقرة من حسن صوته، وترتيله) [انظر: 1/ 117 طبعة تركيا] وهي أوفى النسخ في نقل هذا الخبر، حيث سقط بعضه في طبعة مركز الملك فيصل 1/ 14، وسقط كله في طبعة بيروت.

وفي هذا النقل فوائد:

1 - استحبابُ تَحسينِ الصوتِ بالقرآن عند التلاوة وإمامة الناس وسنيَّةُ ذلك، فعبدالله بن مسعود رضي الله عنه أخذ ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونعمَ القُدوةُ.

2 - تفاوت القراء من الصحابة في حسن الصوت وجَمالهِ، وعبدالله بن مسعود وأبوموسى الأشعري من أجمل قراء الصحابة صوتاً رضي الله عنهما.

3 - قراءة سورة الإخلاص في صلاة المغرب.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Jul 2006, 04:13 م]ـ

(3)

قال الذهبي في ترجمة الإمام زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه قال:

(حفصُ عن عاصمٍ عن أبي عبدالرحمن، قال: لم أُخالف عليّاً في شيء من قراءته، وكنتُ أجمعُ حَرف عَليٍّ، فألقى بِها زيداً في المواسمِ بالمدينة، فما اختلفا إلا في (التابوت)، كان زيد يقرؤها بالهاء، وعلي بالتاء) [انظر: 1/ 120 طبعة تركيا] وهي أوفى النسخ في هذا الخبر، فطبعة مركز الملك فيصل ناقصة في هذا الخبر 1/ 16، وطبعة بيروت 1/ 38

فالفرق بين القراءتين في كلمة (التابوت) في سورة البقرة، وهذا الفرق لا يظهر للقارئ حال الوصل، وإنما يظهر حال الوقف عليه، فإذا وقفت عليه بقراءة علي بن أبي طالب فقف بالتاء. وإذا وقفت عليه بقراءة زيد بن ثابت فقف بالهاء.

ـ[الجكني]ــــــــ[27 Jul 2006, 05:49 م]ـ

وهذا عندي فيه إشكال وهو: أن سند عاصم ينتهي إلى علي وزيد رضي الله عنهما،والكلمة المذكورة رسمت على قراءة علي رضي الله عنهما مما يعني عدم جواز الوقف عليها بالهاء كما عند زيد رضي الله عنه،فإذا وقفنا بالهاء نكون وافقنا زيداً وخالفنا رسم المصحف،فما الحل إذن؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير