[متحف القرآن الكريم بجامعة ميونخ الألمانية؟]
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Nov 2005, 02:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ضمن عناية المستشرقين بالدراسات الإسلامية وما يتعلق بالقرآن بوجه خاص قرر المجمع العلمي البافاري في ميونخ بألمانيا جمع المصادر الخاصة بالقرآن الكريم وعلومه وضبط قراءاته لنشرها، فتولى المستشرقُ الألمانيُّ برجشتراسر (1886 - 1933م) ذلك، وأنشأ متحفاً خاصاً للقرآن الكريم في جامعة ميونخ، أتمه من بعده المستشرق بريتسل (1893 - 1941م)، وهذا المتحف يضم:
1 - الصور الشمسية لسائر مخطوطاته في أرجاء العالم.
2 - الآف النسخ من المخطوطات باليد من جميع العصور، حتى لو كانت ورقة واحدة.
3 - المطبوعات الخاصة بتفسير القرآن وعلومه لكل آية من علبة خاصة، مع تفسير كل مفسر لها من عصر الصحابة إلى اليوم.
فجمع ذلك المتحف بين تطور الخط العربي وصناعة القراطيس من بدايتها على العظم وسعف النخل وورق البردى، وبين صناعة الورق الحديث، وتزيين التجليد بالنقوش الذهبية والملونة.
والمستشرق برجشتراسر استمع في القاهرة إلى القرآن الكريم من أحد القراء المشهورين، فذهب إليه ودون أنغامه بالنوتة [معجم أسماء المستشرقين ليحيى مراد 152]. فله عناية في آثاره بالقرآن ولغته.
وقد ذكرَ نَجيبُ العقيقيُّ (المستشرقون 3/ 536) أن هذا المتحف الذي أنشأه (قد أصيب في الحرب العالمية الثانية).
وكان من آثار هذه العناية بجمع مخطوطات القرآن والدراسات القرآنية، نشر الكتب الآتية:
- التيسير في القراءات السبع للداني.
- المقنع في رسم مصاحف الأمصار للداني.
- مختصر الشواذ لابن خالويه.
- المحتسب لابن جني.
- غاية النهاية لابن الجزري في تراجم القراء. ولا تزال تلك الطبعة هي الوحيدة للكتاب مع أهميته وحاجة الباحثين إليه.
- معاني القرآن للفراء.
- الإيضاح في الوقف والابتداء لابن الأنباري.
وغيرها من المصادر المهمة.
وسؤالي: هل ما يعنيه العقيقي من إصابة هذا المتحف هو تلفه بكامله، أم مجرد خسائر قليلة لحقت ببعض أجزائه؟ وما هي أخبار هذا المتحف اليوم؟
فإن فكرة هذا المتحف فكرة بديعة، والمسلمون أولى بالعناية بالقرآن الكريم، وجمع مخطوطاته ودراستها وتدريسها في المراكز العلمية الأكاديمية للتدريب على قراءة خطوط المصاحف القديمة، ومعرفة تطور الخط العربي معرفة تطبيقية تعين على نشر المعرفة بها، وجعلها في متناول الجميع. فإنك لا تكاد تجد من يحسن قراءة مخطوطات القرآن الكريم بين الباحثين المسلمين في زماننا هذا.
ـ[موراني]ــــــــ[06 Dec 2005, 05:28 م]ـ
كان هناك عدد غير معروف الآن من المخطوطات المصورة والأصلية.
كان اهتمام المستشرقون المذكورون هو جمع القراءات للقرآن في الكتب التراثية ومقارنة هذه القراءات بعضها ببعض في المصاحف القديمة.
لقد توقفت هذه الأعمال بسبب الحرب العالمية الثانية وخربت هذه المجموعة أثناء الحرب بكاملها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Dec 2005, 05:10 م]ـ
أعجبتني فكرة هذا المتحف، وما أجدر الجامعات الإسلامية، والجمعيات المختصة بالقرآن الكريم وعلومه أن تتولى إقامة مثل هذا المتحف أو المعمل العلمي المتخصص في مخطوطات القرآن الكريم من مختلف العصور الإسلامية، للتدرب على قراءتها، ومعرفة تأريخ كتابة المصاحف، ونحو ذلك مما لا تكاد تجد فينا اليوم من يحسنه أو يعرفه. وأكاد أجزم أن معظم المتخصصين الآن لم يطلعوا على مصحف قديم، ويحاولوا التعرف على ظواهر الرسم فيه، ولا سيما القرون الإسلامية الأولى، وتجد خبراء قراءة الخطوط الكوفية القديمة وغيرها الآن هم من المستشرقين، وفي المؤتمرات التي يعقدها المستشرقون حول القرآن الكريم بحوث في غاية الجودة والابتكار في هذا الجانب الذي أغفله المسلمون.
وقد اشار الدكتور غانم قدوري الحمد في لقائه مع شبكة التفسير إلى أهمية العناية بالمصاحف القديمة.
¥