[سؤال عن قراءة (هل) الاستفهامية في بعض المواضع في القرآن؟]
ـ[أبوعبيدالله المصرى]ــــــــ[22 Apr 2006, 01:45 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من المعلوم أنّ طريقة إلقاء الكلام و أدائه عليه معوّل كبير فى فهم مراد المتكلم منه , فمثلاً قول المتكلم مستفهماً (قام زيد؟) , يكون بطريقة يُفهم منها أنّه يريد السؤال عن ذلك , وقول المخاطب مجيباً (قام زيد) يكون بطريقة يُفهم منها أنّه يجيب عن هذا السؤال.
و بالنظر فى بعض الأدوات فى القرآن ك (هل) فقد تأتى للتمنّى كقوله تعالى حكاية عن الكفار ((فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا)).
وقد تأتى بمعنى (قد) كقوله تعالى ((هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً)).
وقد تأتى بمعنى النفى كقوله تعالى حكاية عن الكفار ((هل هذا إلا بشر مثلكم)).
وقد تخرج (هل) الاستفهاميّة عن أصلها لأغراض بلاغيّة أخرى كالأمر مثلاً فى قوله تعالى ((فهل أنتم مسلمون)) , ((فهل أنتم منتهون))
فكيف تُقرأ هاتان الآيتان الأخيرتان , هل بطريقة الاستفهام باعتبار أصل (هل) , أم بطريقة الأمر باعتبار المعنى الذى خرجت له؟
وكذا فى قوله تعالى ((هل أتى على الإنسان ... )) الآية هل تقرأ بالاستفهام أم بطريقة الإخبار لتضمنها معنى (قد) , وذلك كما فى (متى) الاستفهاميّة عند تضمنها الشرط تخرج عن الاستفهام فى (متى أضع العمامة تعرفونى)
وكذا قوله تعالى ((هل يستويان مثلاً)) بطريقة الاستفهام المراد منه النفى و الإنكار , أم بطريقة الإخبار الذى هو النفى و الإنكار كقولنا (ما يستويان مثلاً)؟
وما دعانى إلى هذا السؤال هو ما قاله الخطيب القزوينىّ فى الإيضاح:" و (هل) لطلب التصديق فحسب كقولك (هل قام زيد؟) , (هل عمرو قاعد؟).
وقوله:"والتصديق حكم بالثبوت أو الانتفاء ".
وقول د. محمد عبد المنعم خفاجى فى تعليقه على الإيضاح ,فى الفرق بين الاستفهام عن التصديق , والاستفهام عن التصور:" الأول _يعنى الاستفهام عن التصديق_ يكون عن نسبة ترددَ الذهنُ بين ثبوتها و انتفائها ".
ف (هل) على ذلك لاتجوز فى حق الله العليم الحكيم.
أرجو إفادتى جزاكم الله خيراً.