تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تعدد قراءات القرآن الكريم]

ـ[عبد الله عبد الفتاح]ــــــــ[21 Jul 2003, 01:31 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وأشهدألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأ شهد أن سيدنا محمد صلي الله عليه وشلم رسول الله، اللهم صلى وسلم وبارك عليه، وعلى آله، وصحبه، وعلى التابعين، وتابعى التابعين بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد،،،

ما هو سبب تعدد قراءات القرآن الكريم؟

هل تعددها بسبب اجتهادات من القراء؟.

أم أن هذه القراءات المتعددة متوارة عن سيد الخلائق كافة سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم؟.

وشكرا،،،

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[21 Jul 2003, 04:47 م]ـ

الأخ الكريم عبد الله _ وفقه الله _

جوابا على سؤالك أقول مستعينا بالله تعالى:

إن القراءات متلقاة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن رب العزة سبحانه، فالقراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول، وليست القراءات من اختراع القراء ولا من اجتهاداتهم، بل القراءات هي التي وجهت الصحابة رضي الله عنهم في رسم المصحف، فقد كانوا يرسمون المصحف على وفق القراءات التي نزل بها القرآن،وليس الأمر كما توهم بعض المستشرقين من أن اختلاف رسوم المصاحف، وخاصية الخط العربي الذي رسم به المصحف و احتماله أن يقرأ على أوجه متعددة حيث لم يكن منقوطا ولا مشكولا، كان هو السبب في نشأة القراءات، وهذه الشبهة قد أشاعها المستشرق المجري اليهودي جولد تسيهر، وتبعه المستشرق آرثر جفري (2)، وقد حذا حذوهما بعض الباحثين المسلمين كالدكتور علي عبد الواحد وافي (3)، وخطورة هذه الشبهة هي أنها تجعل القراءات آراء واجتهادات بشرية قد تكون صوابا وقد تكون خطأ، وليست كلام الله الذي أوحاه إلى نبيه صلى الله عليه وسلم، وأنها تفتح الباب لمن أراد أن يخترع قراءات موافقة للرسم، وليست منقولة بالإسناد الصحيح المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي هذا من الضلال ما لا يخفى، وللجواب على هذه الشبهة نقول: إن الصحابة رضي الله عنهم كتبوا لفظ (قال) بحذف الألف في المواضع التي تنوعت فيها القراءات بين قال وقل، لأن هذا الرسم (قل) يحتمل القراءتين، بينما كتبوه (قال) بإثبات الألف في المواضع التي اتفقت فيها القراءات، ولهذا نظائر كثيرة، مما يدل على أن الرسم كان تابعا للقراءات لا العكس، وأيضا فقد أجمع العلماء على أنه لا تجوز القراءة بما يوافق العربية و رسم المصحف إذا لم يكن منقولا بالسند المتصل الصحيح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال ابن الجزري: و بقي قسم مردود أيضا و هو ما وافق العربية و الرسم و لم ينقل البتة فهذا رده أحق و منعه أشد و مرتكبه مرتكب لعظيم من الكبائر، و قد ذكر جواز ذلك عن أبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم البغدادي المقري النحوي و كان بعد الثلاثمائه، قال الإمام أبو طاهر بن أبي هاشم في كتابه البيان و قد: نبغ نابغ في عصرنا فزعم أن كل من صح عنده وجه في العربية بحرف من القرآن يوافق المصحف فقراءته جائزة في الصلاة و غيرها فابتدع بدعة ضل بها عن قصد السبيل، قلت: و قد عقد له بسبب ذلك مجلس ببغداد حضره الفقهاء و القراء و أجمعوا على منعه و أوقف للضرب فتاب و رجع و كتب عليه بذلك محضر كما ذكره الحافظ أبو

بكر الخطيب في تاريخ بغداد و أشرنا إليه في الطبقات و من ثم امتنعت القراءة بالقياس المطلق و هو الذي ليس له أصل في القراءة يرجع إليه و لا ركن وثيق في الأداء يعتمد عليه كما روينا عن عمر بن الخطاب و زيد بن ثابت رضي الله عنهما من الصحابة و عن ابن المنكدر و عروة بن الزبير و عمر بن عبد العزيز و عامر الشعبي من التابعين أنهم قالوا: القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول فاقرؤوا كما علمتموه، و لذلك كان كثير من أئمة القراءة كنافع و أبي عمرو يقول: لولا أنه ليس لي أن أقرأ إلا بما قرأت لقرأت حرف كذا كذا و حرف كذا كذا (4)،و قال الحافظ أبو عمرو الداني في كتابه (جامع البيان) بعد ذكره إسكان (بارئكم) و (يأمركم) لأبي عمرو و حكاية إنكار سيبويه له فقال - أعني الداني –: و الإسكان أصح في النقل و أكثر في الأداء وهو الذي أختاره وآخذ به، ثم لما ذكر نصوص رواته قال: و أئمة القراء لا تعمل في شيء من حروف القرآن على الأفشى في اللغة و الأقيس في العربية بل على الأثبت في الأثر و الأصح في النقل، و الرواية إذا ثبتت لم يردها قياس عربية و لا فشو لغة لأن القراءة سنة يلزم قبولها و المصير إليها (5)


(1) مناهل العرفان 1/ 260 - 261
(2) مقدمة كتاب المصاحف 70
(3) في حاشية كتابه فقه اللغة 119 الطبعة الأولى، ثم رجع عنه في الطبعات التالية.
(4) المقنع 10 - 11، الإتقان 2/ 167
(5) النشر 1/ 21

ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[21 Jul 2003, 05:04 م]ـ
الأخ الفاضل: كتبت اربع حلقات تحت عنوان: أركان القراءة المقبولة تجدها في فهرس الموضوعات وهذا أحد روابطها مما له تعلق بسؤالك مع تعليقات الأفاضل عليه: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=224

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير