[الإجازة في القرآن الكريم للشيخ المقرئ أسامة حجازي رحمه الله]
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[16 Sep 2005, 12:33 م]ـ
الإجازة
في
القرآن الكريم
بقلم الشيخ المقرئ: أسامة حجازي كيلاني – رحمه الله
معناها:
هي عملية النقل الصوتي للقرآن الكريم من جيل إلى جيل، وفيها يشهد المجيز أن تلاوة المجاز قد صارت صحيحة مئة بالمائة بالنسبة للرواية – أو الروايات – التي أجازه بها، ثم يأذن له بأن يقرأ ويُقرئ غيره القرآن الكريم.
مشروعيتها:
الأصل فيها: قول الله تعالى: ? وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم ?
[النمل: 6]
ومادة (تلقى) من اللقيا، فيها لقاء بين اثنين، هما المتلقي – بكسر القاف – والمتلقى منه – بفتحها – فأمرُ هذا القرآن في تلقيه مبني على ذلك، تلقى جبريل من الله تعالى، وتلقى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من جبريل، وتلقى الصحابة رضي الله عنهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرج البخاري في (فضائل القرآن) في ((صحيحهِ)) عن مسروق: ذكر عبد الله ابن عمرو، عبد الله بن مسعود فقال: لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ، وأُبي بن كعب ".
فهؤلاء المذكورون، اثنان منهم من المهاجرين، وهما: عبد الله بن مسعود، وسالم ابن معقل.
أما عبد الله بن مسعود الهذلي- رضي الله عنه- فهو الملقب بـ ((ابن أم عبد)) كما في الحديث: " من أحب أن يقرأ القرآن غضاَ كما أُنزل .... فليقرأه بقراءة ابن أم عبد ".
وذلك أنه تلقى القراءة مشافهة من في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتقنها، وكان مع ذلك حسن الصوت، قوي التأثير، بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمع منه آيات؛ منها قوله تعالى: ? فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ? [النساء: 41].
وثبت عنهُ في ((الصحيح)) أنه – رضي الله عنه- قال: " والله .... لقد أخذتُ من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعاً وسبعين سورة، والله ... لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله، وما أنا بخيرهم ".
فسيدنا عبدالله بن مسعود كان من أقرإ الصحابة وأعلمهم بالقرآن، وأحسنهم إتقاناً لقراءته، وأعلمهم بالعرضة الأخيرة، ولعل هذا هو السر في تقديم النبي صلى الله عليه وسلم له على باقي الأربعة.
وأما سالم بن معقل: فهو مولى أبي حذيفة بن عتبة، وكان سالم من السابقين الأولين، وقد روى البخاري أنه كان يؤم المهاجرين بقباء لما قدموا من مكة وفيهم عمر ابن الخطاب، واستدل البخاري بذلك على جواز إمامة العبد.
واثنان من المذكورين من الأنصار، وهما: معاذ، وأُبي.
أما معاذ: فهو ابن جبل الخزرجي الأنصاري أبو عبدالله الرحمن.
وأما أُبي: فهو ابن كعب النجاري الخزرجي الأنصاري، أبو المنذر، سيد القراء بعد رسول الله ?.
وقد مات ابن مسعود وأُبي في خلافة عثمان، ومات معاذ في خلافة عمر، واستشهد سالمُ مع مولاهُ أبي حذيفة في وقعة اليمامة في خلافة أبي بكر، رضي الله عن الجميع.
يدل هذا الحديثُ على ثلاثة أمور:
الأمر الأول: قراءة القرآن تؤخذ بالتلقي من أفواه المقرئين، وهذا معنى الإجازة الذي تقدم.
والأمر الثاني: مشروعية تحري الضابطين من أهل القرآن للأخذ عنهم والتلقي منهم؛ فهذا القرآن لا يؤخذ عن كل أحد.
والأمر الثالث: محبة أهل القرآن، القراء الحافظين المتقنين على وجه الخصوص؛ لأن صدورهم أوعية لكتاب الله تعالى، وهم في إتقانه وقراءته كالملائكة الكرام البررة.
وهنا يرد سؤال:
لم خص النبي ? هؤلاء الأربعة في الحديث السابق، بينما في الصحابة قراء كثيرون غيرهم؟
والجواب: أنه برز من الصحابة من القراء غير هؤلاء المذكورين كثيرون مثل: زيد بن ثابت، وأبي موسى الأشعري، وأبي الدرداء، ومن الخلفاء الأربعة قرأ الناس على يد عثمان بن عفان – ثم شغلته الخلافة – وعلى بن أبي طالب.
ولو نظرت في كتاب ((معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار)) للإمام الذهبي، المتوفي سنة (748) رحمه الله تعالى .... لرأيت الطبقة الأولى الذين عرضوا على رسول الله ?.
فذكر:
1 - عثمان بن عفان.
2 - على بن أبي طالب.
3 - أُبي بن كعب.
4 - عبدالله بن مسعود.
5 - زيد بن ثابت الأنصاري.
6 - أبا موسى الأشعري.
¥