تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نظرات في "غاية النهاية" (3)]

ـ[الجكني]ــــــــ[02 Oct 2006, 02:44 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

مسألة اليوم؛رغم كونها غير متعلقة بعلَم –بفتح اللام- معيّن،فإنها "مهمة " في دراسة هذا الكتاب والمصطلحات التي سلكها مؤلفه فيه0

معلوم أن الإمام ابن الجزري رحمه الله،كان "مشاركاً " في علم الحديث دراسة وتأليفاً،وأن هذه "المشاركة"أثرت عليه في كتابه هذا حيث بقيت آثارها بادية عليه في بعضها 0

ومن "بقايا" تأثير الصنعة الحديثية على شخصيته تلك ألفاظ "التوثيق " التي استخدمها في كتابه في الحكم على الشيخ المراد ترجمته،كقوله:"مقرئ"و"مجوّد" و"ضابط" و"ماهر" و" صالح " و"عارف" و"أستاذ كامل " الخ وهي ألفاظ لها دلالاتها عنده رحمه الله،لم يأت بها عبثاً أو "مجاملة " لأهل القراءات،وإلا لكانت عامة لكل من له ترجمة في هذا الكتاب،ولما وجدنا عبارات تعكسها كقوله "لم يكن بالضابط "و00الخ

وحقيقة لم تستوقفني هذه المسألة-أعني مصطلحات التوثيق عند ابن الجزري – حتى اطلعت على ثلاث رسائل علمية (ماجستير ودكتوراه) تحقيقاً لكتاب من أهم كتب القراءات فوجدت المحققين الثلاثة اعتمدوا على كتاب "الغاية" وكتاب "التقريب " للإمام ابن حجر رحمه الله،ومن ثَمّ حكموا على "رجال القراءات " بمصطلح "رجال الحديث" فأداهم ذلك إلى:الطعن "و " التضعيف " وأحياناً "الشذوذ" في الحكم على قراءات " صحيحة " وهذه آفة من يدخل "مصطلحات " علمٍ ما " على "مصطلحات " علم آخر وكأن لا فوارق "جوهرية " بين العلمين،وليس هذا من باب "الطعن " و" التقليل " من "منهج " المحدثين في "الجرح والتعديل " فهذا لا يقول به من يعلم ويدري ما يتفوه به،وإنما هو من باب "بيان " أن "منهج" المحدثين لا يصلح بحال من الأحوال أن يطبق على "علم القراءات "و "التفسير " لما بين هذه العلوم الثلاثة من فوارق "جوهرية" في "ضابط " المقبول وغير المقبول" فيها 0

أقول: عندما اطلعت على التحقيق المذكور للرسائل الثلاثة وتعليق المحققين في بعض المواضع أدركت ساعتها "وجوب " إعادة النظر في "المصطلحات" ودلائلها عند ابن الجزري،بمعنى: هل "ثقة " عنده هي بنفس المدلول عند المحدثين من أهل الجرح والتعديل المحدثين؟

وهكذا000

وقد توصلت – حسب الجهد – إلى أن لا علاقة بين ما يريده ابن الجزري وبين ما هو معروف عند المحدثين،وكان ما استوقفني أكثر من غيره هو مصطلح استخدمه ابن الجزري كثيراً وهو " صالح " و " الصالح "التي ذهب بعض الباحثين إلى أن معناها عند ابن الجزري هو ما هو معروف عند المحدثين أنه "صالح " هو طبقة من طبقات الجرح والتعديل وأن من يوصف به صالح للاحتجاج أو غير صالح 000

وهذا – والله أعلم – يظهر أنه ليس هو مراد ابن الجزري،بل ظهر لي أن ابن الجزري عندما يقول عن رجل " صالح " أو " الصالح " فإنه يقصد أنه "صوفي " و " زاهد" وما شابه ذلك 0

وهنا قد يسأل سائل فيقول: ما الدليل على هذا الكلام؟

فأقول مستعيناً بالله:

ظهر لي هذا من خلال مصدر "خفي" ينقل عنه ابن الجزري كثيراً دون تسميته، وكل التراجم الموجود عنده ولها ذكر في "الغاية" أجد الأوصاف تتفق،حتى إذا جاء وصف " صوفي " في المصدر أجد ابن الجزري يقول بدلها " صالح " أو " الصالح" ثم يتفق الكلام بعد ذلك 0

وهنا يسأل آخر: وما هو هذا المصدر؟

أقول: هو كتاب " طبقات الشافعية الكبرى " للإمام تاج الدين السبكي رحمه الله،وكلنا نعرف أنه من شيوخ ابن الجزري رحمه الله 0

أكتفي بهذا الآن على أن أذكر في المسألة القادمة إن شاء الله بعض التراجم التي دلتني على ذلك 0

والمسألة قابلة للطرح والرأي والتقويم والتسديد 0

ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[11 Oct 2006, 08:37 ص]ـ

بحث رائع، واستنتاج مفيد

أثابك الله خيرا ياأخي الفاضل المفضال

وننتظر منك المزيد، مع هذه الآراء السديدة

ـ[نورة]ــــــــ[11 Oct 2006, 10:25 م]ـ

جزاك الله خيرا شيخنا المقرئ

على هذه الدرر التي تنثرها لنا

ومن ثمة

ماهي المراجع المعتمدة في التراجم

والحكم على رجال القراءات؟!

ومعكم متابعون ..

ـ[الجكني]ــــــــ[28 Dec 2006, 05:13 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

ذكر الشيخ المؤلف رحمه الله في ترجمة:أحمد بن الحسن بن عبد الله أبو العباس (1/ 46):روى القراءة عنه:الحسن بن سعيد البزاز و "رحمة بن محمد":لا أعرفهما؛شيخا الرهاوي0انتهى0

والعجب:أنه رحمه الله تعالى ترجم للاثنين ترجمة توحي بأنه "يعرفهما " حيث قال رحمه الله:

1 - الحسن بن سعيد أبو علي البزاز المقرئ،قرأ على ابن شنبوذ وأحمد بن الحسن بن عبد الله المقرئ ومحمد بن أحمد بن عمر البابي،قرأ عليه أبو علي الرهاوي0انتهى (1/ 215) وهنا لم يقل "إنه في عداد المجهولين 0

2 - رحمة بن محمد بن أحمد بن سعيد القاسم أبو الصقر الكفرتوثي،مقرئ دمشق،أخذ القراءة عن علي بن عبد الله الأزدي وإبراهيم بن حميد الكلابزي وإدريس بن عبد الكريم وأحمد بن الحسن عبد الله ومحمد بن أحمد بن عمر البابي وأحمد بن محمد الفيل،روى القراءة عنه أبو علي الرهاوي،قال الحافظ أبو العلاء:وأبو الصقر في عداد المجهولين 0انتهى (1/ 283 - 284) 0

3 - وذكر في ترجمة الرهاوي قراءته على الشيخين المذكورين وقال: "وأكثر –الرهاوي- من الشيوخ وأكثرهم لا يعرفون قال الحافظ أبو العلاء في كتابه "مفردة يعقوب":وفي بعض ما رويت عن الرهاوي نظر وأنا أبوء إلى الله من عهدته،ولا أقر بصحته ‘فإنه روى عن رجال لا يعرفون ولطالما استقريت كتب القراءات والتواريخ على أني أرى أحداً من العلماء روى عنهم أو ذكرهم فلم أقف على ذلك 0انتهى (1/ 245 - 246)

فاتضح من هذا أن الإمام ابن الجزري رحمه الله بقصد بقوله "لا أعرفهما " أنه لا يعرفهما في رواية من غير طريق الرهاوي رحمه الله فهو المنفرد بذكرهما،لا أنه لا يعرف أسماءهما 0

والبحث جار إن شاء الله عن هذين العلمين،لعل الله يقيض لنا كتاباً يذكرا فيه لم يقف عليهما أبو العلاء رحمه الله 0

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير