تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[موضوع للنقاش في علم التجويد (الإلزام بالنبر في قراءة القرآن)]

ـ[شعبة بن عياش]ــــــــ[01 Nov 2003, 01:56 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:

فإني أطرح هذا الموضوع للنقاش العلمي من خلال رأي الأخوة المتخصصين في علم القراءات وعلم التجويد حتى نصل إلى تقريب وجهات النظر في هذه المسألة ..... مستمدين العون والتوفيق من الله سبحانه.

وأعرض ابتداءً رأي فضيلة الشيخ المقرئ أكرم بن يوسف الحريري وهو من مشايخنا في المنطقة الشرقية بالسعودية.

وكان قد طلب مني عرض وجهة نظره على الأساتذة المتخصصين في ملتقاكم المبارك حتى نستنير بآرائكم وإضافاتكم حول هذا الموضوع وإليكم الآن ما كتبه الشيخ:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله منزل الكتاب على عبده ليكون للعالمين نذيرا ويسره بقوله ولقد يسرنا القرآن للذكر وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين الذي علم صحابته وبشرهم أيما بشارة وسهله عليهم فانقادوا لمعالمه انقيادا كان فيه ذكرهم في العالمين، أما بعد فإني أجد من اللازم عرض قضية قراءة القرآن الكريم وتعلمه وتعليمه، بعدما اعتد قوم بآرائهم، واستبدوا بتوجهاتهم، وبالغوا بتجريحاتهم، وتمادوا بعدوانهم، يعيشون بغمرة من الهوى، يرضى و يرضي بعضهم بعضا، بل ويسترق بعضهم السمع تنقصا من قراءة الآخرين، ودعوة لاعتماد مذهبهم، وهكذا، فلابد من قول يميط اللثام، ويريح الأنام، ويحقق مع كتاب الله الوئام ... متجاوزين مطايا الغلو والتنطع تحت مظلة تعليم القرآن، متجاوزين قيم السياق ومعاييره وسلامة إقبال المسلم على كتاب ربه، دون أن نخطر في باله معان يأباها السياق أو السباق ولا الإعراب ن وسيكون العرض من خلال مجموعة من الوقفات.

الوقفة الأولى:

القرآن الكريم أمانة الله في أعناقنا قمين بأن نذب عنه، وندعو أليه ونرغب فيه، وننشر قراءته، ونطلق حملة إسلامية لنشر الثقافة القرآنية القرائية، للتمتع بسماعه، والتدبر في كلماته ومعانيه، بل ولتمتلئ أفواهنا ولتستمتع حناجرنا وشفاهنا بترنيمات الكلمة القرآنية، لتكون منطلقا لمتعة العقل والروح بعدما أخذت عيوننا من رسمه حقها من المتعة والتدبر .. نعم ننشر ذلك ترغيبا وتحفيزا وتيسيرا من منطلق الحب في الله واللقاء على كتاب الله، مهما كان مستوى المشارك المقبل عليه فلنقبل عليه بحب وشوق وثناء .. بما أنه وجه من وجوه سنة و منهج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه، ومن محاسن ذلك التأديب توفيق الله نبيه لاستشفاف حاجات النفوس المدعوة لهذا الخير ومن ثم اصطفاء مفاتيح تلك النفوس، وفق ما يناسبها، تمشيا مع المعاني التي يلمح إليها قوله تعالى: (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)، وقوله تعالى (الرحمن * علم القرآن ... )، نعم تلمح إلى أن على القارئ المعلم أن ييسر لا أن يعسر ولا أن يشعر الناس بجهلهم أو يستشفون منه التعالي والاعتداد بالنفس ... بل أن يكون رفيقا رحيما يقرب البعيد ويسهل الصعب ويقبل ما عسر ويبشر بالخير والتقدم في الأداء، فالله تعالى قال: (ولقد يسرنا .. )، وهذا يلمح إلى الأمر بالتيسير، فالله تعالى يعلم، سبحانه وتعالى، أن المسلمين بعمومهم لن يبلغوا حد الإتقان في تلاوة كتابه، سبحانه، فمنهم الأعجمي، ومنهم الأمي، ومنهم المشغول، ومنهم غير المتخصص ....

الوقفة الثانية:

إن منطق الرحمة يقتضي عدم وضع الناس على قدم التسوية التعلمية التعليمية ... فليكن الإقبال حدا في الثناء على صاحبه، ولو تعسر الأمر على لسانه ... لقد جاء هذا التلميح العجيب في إطار لغة الجمع في نون يسرنا التي تحمل عظمة رحمة الله، من طرف، كما تحمل إشارة للرحمة المطلوبة من قبل معلم القرآن الكريم إذ إنه سيواجه ألسنة كثيرة، ونفوسا متعددة المستويات والقدرات واللهجات، وبما أنه تعالى قد بارك التلاقي على كتاب الله فقد يسر هذا التجمع ويسر تعليمه، فلابد أن نيسر لهم وجوه الأداء على قدر طاقتهم وما يعرفون ... وما الأحرف السبعة إلا دليل واضح على التيسير والإعجاز الباهر لتعميمٍ تعليمي ونشرٍ ثقافي يستوعب طبقات الناس، مادام القرآن مائدة الجميع.

الوقفة الثالثة:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير