تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قراءات الصحابة الخارجة عن مصحف عثمان رضي الله عنه]

ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[05 Dec 2003, 04:36 م]ـ

قراءات الصحابة الخارجة عن مصحف عثمان رضي الله عنه.

نعلم جميعا أن هناك قراءات لبعض الصحابة لم يشملها المصحف العثماني كقراءة ابن مسعود رضي الله عنه (فصيام ثلاثة أيام متتابعات) – على القول بقرآنيتها -، فهل اعتنى أحد بجمع هذه القراءات، والنظر في ثبوتها عمن قرأ بها؟

أرجو الإفادة لأهمية هذه المسألة من جهتين:

1. الاحتجاج بهذه القراءات واستنباط الأحكام منها، كما يبحثه الأصوليون في حجية القراءة الشاذة.

2. القراءة بها في الصلاة إذا ثبتت، على القول بصحة الصلاة بقراءة خارجة عن مصحف عثمان، وهو الأظهر.

وجزاكم الله خيرا،،،

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[05 Dec 2003, 06:13 م]ـ

جواب الشق الثاني من السؤال

قال شيخ الإسلام رحمه الله:

(وأما القراءة الشاذة الخارجة عن رسم المصحف العثماني؛ مثل قراءة ابن مسعود وأبى الدرداء رضى الله عنهما: (والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى. والذكر والأنثى)؛كما قد ثبت ذلك في الصحيحين، ومثل قراءة عبد الله: (فصيام ثلاثة أيام متتابعات)، وكقراءته: (إن كانت إلاَّ زقية واحدة)، ونحو ذلك فهذه إذا ثبتت عن بعض الصحابة فهل يجوز أن يقرأ بها في الصلاة على قولين للعلماء - هما روايتان مشهورتان عن الإمام أحمد، وروايتان عن مالك-:

إحداهما: يجوز ذلك؛ لأن الصحابة، والتابعين كانوا يقرؤون بهذه الحروف في الصلاة.

والثانية: لا يجوز ذلك، وهو قول أكثر العلماء؛ لأن هذه القراءات لم تثبت متواترة عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وان ثبتت فإنها منسوخة بالعرضة الآخرة، فانه قد ثبت في الصحاح عن عائشة، وابن عباس، رضي الله عنهم: ((أن جبريل عليه السلام كان يعارض النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بالقرآن في كل عام مرة، فلما كان العام الذي قبض فيه: عارضه به مرتين)).

والعرضة الآخرة: هي قراءة زيد بن ثابت، وغيره وهي التي أمر الخلفاء الراشدون أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي؛ بكتابتها في المصاحف، وكتبها أبو بكر، وعمر في خلافة أبى بكر في صحفٍ أمر زيد بن ثابت بكتابتها، ثم أمر عثمان في خلافته بكتابتها في المصاحف، وإرسالها إلى الأمصار، وجمع الناس عليها باتفاق من الصحابة على وغيره، وعلى هذا النزاع لابد أن يبنى على الأصل الذي سأل عنه السائل وهو: أن القراءات السبعة هل هي حرف من الحروف السبعة أم لا؟؟

فالذي عليه جمهور العلماء من السلف والأئمة: أنها حرف من الحروف السبعة؛ بل يقولون إن مصحف عثمان:

1 - هو أحد الحروف السبعة، وهو متضمن للعرضة الآخرة التي عرضها النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - على جبريل، والأحاديث، والآثار المشهورة المستفيضة تدل على هذا القول.

2 - وذهب طوائف من الفقهاء، والقراء، وأهل الكلام إلى أن هذا المصحف مشتمل على الأحرف السبعة، وقرر ذلك طوائف من أهل الكلام؛ كالقاضي أبى بكر الباقلاني، وغيره بناء على أنه لا يجوز على الأمة أن تهمل نقل شيء من الأحرف السبعة، وقد اتفقوا على نقل هذا المصحف الإمام العثماني، وترك ما سواه؛ حيث أمر عثمان بنقل القرآن من الصحف التي كان أبو بكر وعمر كَتَبَا القرآن فيها، ثم أرسل عثمان بمشاورة الصحابة إلى كل مِصْرٍ من أمصار المسلمين بمصحف، وأمر بترك ما سوى ذلك.

- قال هؤلاء: ولا يجوز أن ينهى عن القراءة ببعض الأحرف السبعة.

- ومن نصر قول الأولين يجيب تارة:- بما ذكر محمد بن جرير وغيره: من أن القراءة على الأحرف السبعة لم يكن واجباً على الأمة، وإنما كان جائزاً لهم، مُرَخَّصَاً لهم فيه، وقد جعل إليهم الاختيار في أي حرف اختاروه.

كما أن ترتيب السور لم يكن واجبا عليهم منصوصا بل مفوضا إلى اجتهادهم، ولهذا كان ترتيب مصحف عبد الله على غير ترتيب مصحف زيد، وكذلك مصحف غيره.

وأما ترتيب آيات السور فهو منزل منصوص عليه فلم يكن لهم أن يقدموا آية على آية في الرسم؛ كما قدموا سورة على سورة؛ لأن ترتيب الآيات مأمورٌ به نصاً، وأما ترتيب السور؛ فمفوض إلى اجتهادهم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير