تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قراءة: لا اله الا هو اليه المصير]

ـ[موراني]ــــــــ[12 Jul 2005, 10:36 م]ـ

عثرت بين أوراقي المتعددة على جريدة بالعنوان: (مجلة الأبحاث) لجامعة ولاية سارلند الألمانية من عام 1999 فيها تقارير ودراسة قصيرة حول المصاحف التي قام بترتيبها والبحث فيها فرقة من المستشرقين والباحثين المحلّيين بصنعاء بين عامي 1987 و1992 وعام 1996 و1997. كذلك تمّ ترميم عدد كبير من القطع القرآنية وتصويرها على أفلام. وجدير بالذكر أنّ جميع المصاحف قد كتب على الرق وبمختلف الخطوط , منه بالخط الحجازي المائل ومنه بالخطوط الكوفية على يد نساخ وخطاطين عدة. كثير من هذه المصاحف قد نسخ في النصف الثاني من القرن الأول الهجري.

لقد عثر أحد الباحثين المقيمين في صنعاء في تلك الفترة على قطعة من مصحف فيها , على اللوحة (الرق) التي تهمنا هنا , آخر سورة الزمر وتليه مباشرة بداية سورة غافر بعدم ذكر اسم السورة وبدون غير فاصل ما بين الآيات. وأشار الباحث في تعليقاته على هذه القطعة الى العبارات التالية في آخر الآية 3:

لا اله الاّ هو اليه المصير

وجاءت هذه العبارات بالخط الحجازي بالرسم التالي:

لا اليه الاّ هو اليه المصير

مشيرا في ذلك الى أن في (لا اله) زيادة الياء وشكله كما جاء في (اليه المصير) , بالمعني أن كلتا العبارتين (اله) و (اليه) قد كتبتا على نفس الشكل , بنفس الرسم ,كما يتبين ذلك واضحا على الصورة الضوئية التي أضافه الباحث في هذا الموضع.

هذا , ولا يستبعد هذا الباحث , الذي قضى أربع سنوات في صنعاء , أنّ الرسم في كلتا الحالتين (اليه ــ بالياء) قد يجعل القراءة التالية من باب الاحتمال:

لا اله الا هو اله المصير,

بدلا من:

(اليه المصير)

غير أنه يشير الى آيات أخرى التي تثبت صحة القراءة: (اليه المصير). فمن هنا يقترح أنّ البحث يجب أن يرجع الى هذه الرسوم القديمة , أي الى المصاحف في صنعاء والى دراسة طبيعتها والقراءات فيها.

هذا ما ذكر الباحث حول القراءة المحتملة للآية 3 في سورة غافر.

فأقول: لا شكّ في أنّ الرسم قد جاء كما ذكرنا (لا اليه الا هو اليه المصير) , غير أنّ العبارة (لا اليه الا هو) لا معنى له من قريب أو بعيد , فمن هنا تم التسوية عند هذا الباحث بين (اله) و (اليه) وقرأهما (اله) في كلتا الحالتين , أي قرأ (اله المصير).

غير أنه قد غفل أمرا بالغ الأهمية ولم يطرحه للمناقشة كما لم يضعه في عين الاعتبار.

اذ انه من الملاحظ أنّ بين العبارتين (لا اليه) و (اليه المصير) ليس هناك الا كلمتان قصيرتان فحسب وهما: (الاّّ هو). أما الناسخ فانه , كما يبدو لي , لم يكتب الآية من حفظه, بل نسخها من نسخة أخرى .... فما حدث في هذا الموضع فهو يحدث عند غيره:

وهو ظاهرة انتقال النظر في القراءة من كلمة الى كلمة أخرى (أو حتى الى سطر آخر) بقزف عين الناسخ من كلمة , وفي هذه الآية: القزف عند الكتابة من (اله) الى الكلمة (اليه) المصير فكتب في كلا الموضعين سهوا: (اليه).

وهذه الظاهرة التي عرفها العلماء القدماء , منهم ابن خلكان , وكانوا يسمونها بالعبور من سطر الى سطر ـ (أنظر وفيات الأعيان , ج 4 , ص 183 بتحقيق احسان عباس) , هذه هي الظاهرة التي نواجهها في هذا الموضع أيضا في بداية سورة غافر , فلا داع اذا لاحتمالات أخرى لقراءة (اله المصير).

للأسف , لم يقدم هذا الباحث رسما للآيات الأخرى فيها (اليه المصير) الواردة ربما في مصاحف أخرى في صنعاء بنفس الخط المائل ومن نفس العصر: مثل المائدة , 18 و الشورى , 15 , التغابن , 3. ومن هنا بقي احتمال قراءته بغير دليل قاطع. وذلك حتى ولو نبّهنا الى أنّ كتابة الفتحة الطويلة في هذه المصاحف القديمة تتم بالياء , مثل: التورية (نعم , هكذا) بدلا من التوراة. أما كتابة (اليه) مرة بالمعنى (اله) ومرة بالمعنى (اليه) , أي بغير تمييز بينهما في الرسم , فذلك موضوع الشك فيه , فمن هنا لا أراه الا سهوا من الناسخ كما بيّنته.

لقد تم جمع القراءات القرآنية في 8 مجلدات (الكويت , ذات السلاسل. 1402 الى 1405 هـ) غير أنّ المصاحف في صنعاء تسجل قراءات أخرى غير واردة في هذا المعجم القيم , مثل:

قيل جا الحق (بدلا من: قل جاء الحق) , وهنا أيضا يتساءل القاريء بغير الطعن في القرآن , بل باحثا في تطور كتابة النص ,: ما هو (الدور) للياء في هذا المقام: وهو: قيل , هل هو (قال) , الفتحة الطويلة , أم قيل كما هو (ما لا يسمى اسمه) , وذلك الى جانب أمثلة أخرى في مصاحف صنعاء.

هذا , وانقطعت الأعمال قي صنعاء منذ مدة حسب علمي ولا أعلم شخصيا ما هو السبب لذلك. ربما يفيدنا الأعضاء المشاركون في هذا الملتقى بما لديهم من الأخبار حول الأنشطة العلمية المتركزة على هذه المصاحف القديمة في دار المخطوطات بصنعاء.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير