تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[عرض لنشرات كتاب (معرفة القراء الكبار) للإمام الذهبي (ت748هـ)]

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Jul 2006, 12:35 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

من أهم ما يُعنى به طالب العلم الحريص الطبعة المتقنة المحققة للكتاب الذي يريد شرائه وقراءته، وقد دار بيني وبين أخي العزيز الدكتور يحيى الشهري حديث حول أجود طبعات كتاب الإمام الذهبي (معرفة القراء الكبار)، فأشار عليَّ حينها -كان ذلك في رمضان عام 1426هـ - أن أكتب ذلك في الملتقى العلمي لتعم الفائدة بذلك من يرغب في اقتناء هذا الكتاب الثمين، فاستعنت بالله وكتبت هذه المقالة التي أرجو أن ينفع الله بها من يطلع عليها، وألا يحرمنا أجر الكتابة في هذا الملتقى العلمي. ًعلم طبقات القراء فرع من فروع علم التاريخ، يعنى بالترجمة للقراء من عصر الصحابة فمن بعدهم حتى عصور المصنفين، يذكر فيه ترجمة القارئ وشيوخه وتلاميذه ومؤلفاته ونحو ذلك مما يتعلق بترجمته، وقد صنفت فيه مصنفات جليلة، ومن أجل تلك المصنفات كتاب (معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار) للإمام الذهبي. وقد صنف الإمام الذهبي كتابه (معرفة القراء الكبار) وفرغ من الصورة الأولى لتصنيفه مبكراً عام 718هـ وهو خطيب لجامع كفر بطنا بضواحي مدينة دمشق، واستنسخه منه على صورته تلك عدد من الطلاب، ثم زاد فيه ونقح بعد ذلك، وبعد أن زاد فيه عدداً من التراجم قرأه عليه آخرون، واستنسخوه منه، وبقيت نسخته الخاصة به معه يزيد فيها، وينقح حتى آخر أيام حياته عام 747هـ، أي قبل وفاته بعام واحد، فقد كان يضيف تواريخ وفاة بعض المترجمين الذين كانت وفاتهم ذلك العام. وقد انتشرت مخطوطات الكتاب لكل مرحلة من مراحل تصنيفه لهذا الكتاب، وكلها نُسخٌ صحيحةٌ للكتاب، وبعضُها قُرئ على الذهبيِّ، غير أَنَّ آخرَهنَّ أكملُهنَّ؛ لِما فيها من التراجم المزيدة، والاستدراكات المتممة. وكما تعددت نسخ هذا الكتاب المخطوطة بمراحلها المذكورة، فقد تعددت نشراته المطبوعة أيضاً، فقد نُشر عدة مرات، وكلُّ نشرةٍ منها اعتمدتْ على مخطوطةٍ تنتمي لمرحلةٍ من مراحل التصنيف الثلاث السابقة. وسأُفصِّلُ في هذه المقالة حالَ كل نشرة من النشرات، والمخطوطات التي اعتمدتْ عليها، وبيان قيمتها العلمية، ومزايا وعيوب كلِّ نشرةٍ من هذه النشرات، حتى يخرج القارئ وقد عرف قيمة كل نشرة من هذه النشرات، وأيها أجدر بالشراء والاعتماد في البحث.

* الإمام الذهبي وقيمة مصنفاته في التراجم:

هو محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز المعروف بالذهبي التركماني الأصل، المولود بدمشق عام 673هـ والمتوفى بها عام 748هـ، وهو من العلماء الذين رزقوا التوفيق والقبول في التصنيف والتأليف، وقد فتح الله عليه في التصنيف في تراجم العلماء وتواريخهم مصنفات صارت عمدةً للعلماء من القراء والمحدثين والمؤرخين بعد ذلك. وقد صنَّفَ الإمامُ الذهبي كتباً متعددة في تراجم الرجال، وكانت له عناية وتقدم في هذا الشأن، حتى عُدَّ من شيوخ المحدثين في الجرح والتعديل [انظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 216]، وقال السخاوي فيه: (وهو من أهل الاستقراء التام في نقد الرجال) [انظر: الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام لبشار عواد 127]. وقد بدأ الذهبي حياته العلمية بحفظ القرآن، والاشتغال بتعلم القراءات، وأخذها عن أهلها، حتى قرأ على شيوخ عصره بالقراءات العشر الكبرى، ورحل من أجل ذلك إلى القاهرة وغيرها من البلاد، وقد دعاه هذا إلى العناية بتراجم القراء الكبار، الذين دارت عليهم أسانيد القراءات في بلاد الإسلام، فَصَنَّفَ كتابَه الثمين (معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار).

* مفهوم الطبقة عند الذهبي:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير