[تعلم أصول قراءة إمام أهل البصرة، مع تمييز رواييه بطريقة ميسرة جدا]
ـ[د. أنمار]ــــــــ[27 May 2004, 08:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ها نحن اليوم مع الإمام أبي عمرو البصري نتعلم أصول قراءته على يد العلامة الضباع رحمه الله تعالى من كتابه الرائع: "الإضاءة في بيان أصول القراءة"، يشرح ذلك من طريق العشر الصغرى
وقبل الشروع أذكّر بما سبق من كلام الضباع إذ قال:
واعلم أني جعلتها (أي رواية حفص عن عاصم) أصلا تترتب عليه أصول غيره من رواة القراء العشرة، يعني أني سأقتصر عن كل منهم على ذكر أصوله التي خالف فيها أصول رواية حفص وأترك الأصول التي وافقوه عليها اتكالا على العلم بها منها وطلبا للاختصار.
وتجد رواية حفص على الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1828
تنبيه:
العناوين بين [] من زياداتي، وقد أبقيتها على نسق ترتيب رواية حفص حتى لو لم يذكر الضباع أي خلاف في ذلك الباب، تنبيها على عدم ذكره لشيء من ذلك.
ولم أتتبع ما قد يدخل تحت العناوين المذكورة أو أشير إلى وجود استدراك ما على ندرته، ولعلي أنشط لذلك فيما بعد.
وقد قمت بتمييز الخلاف بين الروايتين بتلوين ما انفرد به الدوري باللون الأخضر، والسوسي بالأصفر كما تراه هنا، ليسهل استحضار أصول كل رواية على حدة. أما ما اشتركا فيه فهو منسوب للإمام أبي عمرو فهو على حاله في باقي الشرح.
========================
أصول قراءة أبي عمرو البصري
هو الإمام أبي عمرو زبان بن العلاء المازني البصري أول قارئي البصرة
وله راويان:
أحدهما، أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز الدوري
وثانيهما، أبو شعيب صالح بن زياد السوسي.
رويا عنه القراءة بواسطة أبي محمد يحيى بن المبارك اليزيدي. والدوري مقدم في الأداء. والخلاف بينهما يسير، واعلم أنهما متى اتفقا على كلمة الخلاف عزوت إلى أبي عمرو ومتى اختلفا اقتصرت على ذكر المخالف فقط
وعلى ذلك قلت:
[باب الاستعاذة والبسملة]
زاد أبو عمرو بين السورتين السكت والوصل بلا بسملة
واختار بعض أهل الأداء لمن يسكت بين السورتين البسملة في الأربع الزهر، ولمن يصل بينهما السكت فيهن ومعلوم أنه لا سكت ولا وصل لأحد بين الناس والفاتحة ولا بسملة لأحد بين الأنفال وبراءة
[باب الإدغام الكبير]
وروى السوسي وحده على المشهور إدغام الأول في الثاني من كل حرفين متماثلين متحركين التقيا في الخط:
1 - من كلمتين بشرط أن لا يكون أولهما تاء متكلم أو مخاطب أو تاء خطاب أو منونا أو مشددا أو مسبوقا بحرف خفي وإلا وجب الإظهار.
واختلف عنه في يبتغ غير، ويخل لكم، وإن يك كاذبا. وصححوا عنه فيهن الوجهين.
واختلف عنه أيضا في آل لوط، وواو هو المضموم هاء نحو: هو والذين. والعمل على الإدغام فيهما.
2 - وإذا التقيا، من كلمة أدغم الأول في الثاني، في: مناسككم بالبقرة، وما سلككم بالمدثر، فقط دون غيرهما.
3 - وإذا التقى في الخط أيضا حرفان متحركان متقاربان، فإن كانا من كلمة أدغم الأول في الثاني إذا كان الأول قافا والثاني كافا، بشرط:
أ-أن يكون ما قبل القاف متحركا
ب-وأن يكون بعد الكاف ميم جمع
نحو: يرزقكم. فإن فقد أحد هذين الشرطين كما في: ما خلقكم، ونرزقك، فلا بد من إظهاره.
واختلف أهل الأداء عنه في طلقكن، وصحح المحقق فيه الوجهين.
4 - وإن كانا من كلمتين، أدغم الأول في الثاني على التفصيل الآتي، بشرط أن لا يكون أول الحرفين
? منونا، نحو: نذير لكم.
? أو مشددا، نحو: أشد ذكرا.
? أو تاء مخاطب، نحو كنت ثاويا.
? أو مجزوما، نحو: يؤت سعة.
والواقع من المتقاربين من كلمتين في القرآن ستة عشر حرفا جمعها الشاطبي في أوائل كلم قوله:
شفَا لَمْ تُضِقْ نَفْسًا بِهَا رُمْ دَوَاضنٍ ... ثَوَى كانَ ذَا حُسْنٍ سَأى مِنْهُ قَدْ جَلاَ
فالحاء تدغم في العين في زحزح عن النار فقط
والقاف تدغم في الكاف والكاف تدغم في القاف إذا تحرك ما قبلهما، نحو: لك قال، ينفق كيف.
فإن سكن ما قبلهما أظهرتا، نحو: وفوق كل، وتركوك قائما.
والجيم تدغم في التاء في ذي المعارج تعرج، وفي الشين من أخرج شطأه
والشين تدغم في السين في ذي العرش سبيلا فقط
والضاد تدغم في الشين من لبعض شأنهم لا غير
¥