[ما حكم من ينكر القراءات القرآنية؟]
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[09 Jun 2006, 04:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وجدت بعض الاخوة في بعض المنتديات ينكرون القراءات القرآنية المخالفة لرسم المصحف الحالي ويقولون أن هذه القراءات ليست من القرآن في شيء
فيقولون مثلا أن قراءة قوله تعالى " وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته " بالنون بدلا من الباء " نشرا " يعد تحريفا ولا تعد هذه القراءة من القرآن بأي حال.
ويقولون أن ما ورد في المصحف منصوبا وجاء في القراءة مرفوعا فهذه القراءة لا محالة باطلة وقس على ذلك كل ما خالف الرسم الحالي أي مخالفة
ونحن نعلم أن العلماء اشترطوا أن تكون القراءة موافقة للرسم العثماني
ولكن الرسم العثماني كان خاليا من التنقيط بخلاف الرسم الحالي المشتمل على التنقيط والتشكيل وخلافه من علامات الضبط
فما حكم هؤلاء الذين لا يقبلون إلا ما وافق الرسم الحالي تنقيط وتشكيلا ويقولون أن القراءات ما هي إلا محاولات للتحريف؟
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[09 Jun 2006, 07:51 م]ـ
لعمر أبيك إنّا في زمان ٍ** أصول الدين ليس لها قرارُ
عجيبٌ أمر هؤلاء يا أخي الفاضل! إن القراءات التي ينكرونها قد أجمعت عليها الأمة سلفا وخلفا وتلقتها بالقبول، لكن من تكلم في غير فنّه أتى بالعجائب والله المستعان!
أما قولهم: "ونحن نعلم أن العلماء اشترطوا أن تكون القراءة موافقة للرسم العثماني ولكن الرسم العثماني كان خاليا من التنقيط بخلاف الرسم الحالي المشتمل على التنقيط والتشكيل وخلافه من علامات الضبط "
إن علماء هذا الفن قد بسطوا الحديث حول هذه المسألة، وخلاصة كلامهم أن من شروط قبول القراءة - بالإضافة إلى الشروط الأخرى - أن تكونَ موافقة للرسم العثماني ولو احتمالا.
ومعنى قولهم "ولو احتمالا "أي ما يحتمله الرسم تحقيقا أو تقديرا.
ومثال الأول: قوله تعالى: " يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثمٌ كبير ومنافع للناس " {سورة البقرة، الأية: 219}
قرأ حمزة والكسائي بالثاء المثلثة، والباقون بالباء الموحدة. فهاتان القراءتان يحتملهما الرسم تحقيقا، لأن كلمة "كبير" لم تكن منقوطة ولا مشكولة.
ومثال الثاني: رسم الألف واوا في مثل: الصلاة، والزكاة .. للدلالة على أن أصلها الواو، والقراءة في مثل هذا يحتملها الرسم تقديرا.
ولا أدري ماذا يقصدون بـ" الرسم الحالي"! هل هو رسم مصحف المدينة المعروف الذي يصدره مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف؟ لأن هذا المصحف قد كتب وضبط على ما يوافق رواية حفص عن عاصم، وهي طبعة مشهورة ومتداولة بين الناس.
أم أنهم يقصدون طبعة مصحف الجماهيرية (الليبية) برواية قالون عن نافع؟! أم .. أم .. أم؟؟
والحل بسيط إن شاء الله، نصدرُ لهم مصحفا يحوي القراءات العشر!
ألا ليتَ أيام درة ابن الخطاب تعود!
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[12 Jun 2006, 06:18 ص]ـ
أين الردود اخواني في الله أنا أعرف كيفية الرد
ولكن أنا أسأل عن حكم من ينكر القراءات المخالفة لرسم المصحف الحالي المتداول بين المسلمين في عصرنا هذا؟
ـ[د. أنمار]ــــــــ[12 Jun 2006, 10:31 ص]ـ
حكمه أنه يعلم ويؤمر بالتوبة فإن تاب وإلا فهو في حكم المرتد.
ولعله من المناسب أن نورد ما توجه به ابن الجزري من السؤال لقاضي القضاة أبي نصر عبد الوهاب ابن السبكي بقوله:
(ما تقول السادة العلماء أئمة الدين في القراءات العشر التي يُقرأ بها اليوم هل هي متواترة أو غير متواترة؟ وهل كل ما انفرد به واحد من العشرة بحرف من الحروف متواتر أم لا؟ وإذا كانت متواترة فما يجب على من جحدها أو حرفاً منها؟)
قال العلامة خاتمة المحققين ابن الجزري رحمه الله تعالى: فأجابني ومن خطه نقلت:
(الحمد لله، القراءات السبع التي اقتصر عليها الشاطبي، والثلاث التي هي قراءة أبي جعفر وقراءة يعقوب، وقراءة خلف متواترة معلومة من الدين بالضرورة، وكل حرف انفرد به واحد من العشرة معلوم من الدين بالضرورة أنه مُنزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يكابر في شيء من ذلك إلاَّ جاهل وليس تواتر شيء منها مقصوراً على من قرأ بالروايات، بل هي متواترة عند كل مسلم يقول: أشهد أن لا إله إلاَّ الله، وأن محمداً رسول الله، ولو كان مع ذلك عامياً جلفاً لا يحفظ من القرآن حرفاً، ولهذا تقرير طويل، وبرهان عريض لا يسع هذه الورقة شرحه، وحظ كل مسلم وحقه أن يدين الله تعالى ويجزم بأن ما ذكرناه متواتر معلوم باليقين، لا يتطرق الظنون ولا الارتياب إلى شيء منه، والله أعلم ا. هـ
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[12 Jun 2006, 12:12 م]ـ
قال الإمام ابن عبد البر- رحمنا الله وإياه - في التمهيد: (وإنما حل مصحف عثمان رضي الله عنعه هذا المحل لإجماع الصحابة وسائر الأمة عليه , ولم يجمعوا على ما سواه وبالله التوفيق.
ويبين لك هذا أن من دفع شيئا مما في مصحف عثمان كفر) 4/ 279