[من روائع التراث المخطوط: (1) مسألة (بسطت) والجواب [عليها]]
ـ[الملثم]ــــــــ[12 Sep 2003, 06:56 م]ـ
تخريج الشيخ الإمام العالم العلامة الصدر الكبير الفهامة ... ... ...
الحمد لله على نعمه.
سألت أرشدنا الله وإياك إلى الصواب، وأعاننا على هول يوم الحساب، عن قوله تعالى: (لئن بسطت) في سورة المائدة، الآذنة بكل فائدة .. هل هو إخفاء أم إدغام .. وأنا ذاكر لك على التمام، فأقول ـ وبالله التوفيق ـ ما قاله أهل البحث والتحقيق راجيًا من الله الكريم الثواب وحسنَ المآب، مصليًا على البشير النذير، مستعيذًا به من عذاب السعير، لأنه سبحانه وتعالى نعم المجيب، وعليه توكلي، ولا أخيب.
أقول وبالله المستعان: ذهب بعضهم إلى أنه إخفاءٌ، وعلله بعلل لا فائدة في ذكرها؛ إذ ما قاله ضعيف مردود (ب/148) مخالف لما عليه المحققون من أئمة هذا الشأن والصواب الذي عليه الحذاق، أنه إدغامٌ لكنه غير مستكمل؛ إذ حقيقة الإدغام المستكمل في المتقاربين، هو: أن تقلب الأول إلى لفظ الثاني، ثم تدغمه فيه حتى لا يبقى له أثرٌ، ولا لصفته.
والصفة ههنا موجودة، وهي الإطباق.
وللمسألة صلة .. إن شاء الله تعالى.
ـ[الملثم]ــــــــ[13 Sep 2003, 04:38 ص]ـ
قال الشيخ الإمام المحقق أبو محمد مكي: "إذا وقعت الطاء مدغمة في تاء بعدها، وجب على القارئ: أن يبين التشديد متوسطًا، ويبين الإدغام، ويظهر الإطباق الذي كان في الطاء؛ لئلا تذهب الطاء في الإدغام ويذهب إطباقها معها، كما يظهر الغنة من النون الساكنة ومن التنوين إذا أدغما في أحد هجاء (يؤمن) فالغنة باقية في هذا كله، كالإدغام عند إدغام الطاء في التاء، وذلك نحو قوله تعالى: (لئن بسطت)، تدغم الطاء في التاء، ويبقى لفظ الإطباق ظاهرًا، كما يترك لفظ الغنة عند إدغامك النون والتنوين، فالتشديد في هذا النوع متوسط غير مشبع (148/أ)؛ لبقاء ما كان في الحرف المدغم". اهـ.
وللمسألة صلة .. إن شاء الله تعالى.
ـ[الملثم]ــــــــ[14 Sep 2003, 12:03 ص]ـ
قلت: وما قاله حسنٌ متينٌ.
وقال الشيخ ـ علامة هذا الفن ومحققه ـ أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني ـ صاحب التصانيف الفائقة، والأبحاث اللائقة ـ: " فإن التقت الطاء وهي ساكنة بتاءٍ أُدغمت فيها بيُسرٍ، نحو قوله تعالى: (بسطت) وبُيِّن إطباقها مع الإدغام، وإذا بُيِّن امتنعت من أن تقلب تاءً خالصة؛ لأنها بمثابة النون والتنوين إذا أدغما وبقيت غنتهما .. هذا مذهب القراء". اهـ.
قال: " ويجوز إدغامها مع إذهاب صوتها كما جاز ذلك في النون والتنوين، فيكون اللفظ حينئذ (بست)، لكن هذا جائز في اللغة لا في القراءة؛ لئن القراء يأبون ذلك" اهـ.
وللمسألة صلة .. إن شاء الله تعالى.
ـ[الملثم]ــــــــ[16 Sep 2003, 05:35 ص]ـ
قلت: وقد حكا غير واحدٍ إجماع القراء على إبقاء الإطباق.
واستشكل ابن الحاجب ـ رحمه الله تعالى ـ إبقاء الإطباق مع الإدغام؛ لأن الإدغام صفة للمطبق لا يتأتى إلا به، فلو بقي الإطباق مع الإدغام لزم اجتلاب طاءٍ أُخرى لتُدغم في التاء، غير الطاء التي قام (149/ب) بها وصف الإطباق، وفي ذلك جمعٌ بين ساكنين ( ... ) نحو (بسطت).
فالإطباق ليس فيه إدغامٌ ولكن لما اشتد التقارب وأمكن النطق بالثاني بعد الأول من غير ثقل اللسان، أطلق عليه إدغام مجازًا.
وللمسألة صلة .. إن شاء الله تعالى.
ـ[الملثم]ــــــــ[17 Sep 2003, 11:56 م]ـ
كما أشار إليه الشيخ أبو محمد مكي، وأبو عمرو الداني وغيرهما، من أن أئمة الإتقان.
ولو كان على ما ذكره ابن الحاجب لم يكن فيه تشديد.
ولا يمتنع إبقاء الإطباق ( ... ) ببعض صوت الطاء؛ لأن الطاء لم يستشكل إدغامه في التاء، ولا يلزم من ذلك اجتلاب طاء أُخرى، ولا جمع بين ساكنين.
والله سبحانه وتعالى أعلم بكتابه .. ونسأله أن يجعلنا من خواصه وأحبابه.
وهذا ما يسر الله الكبير المتعال من الجواب على هذا السؤال.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[الملثم]ــــــــ[29 Sep 2003, 01:32 م]ـ
وقع في الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط
علوم القرآن
مخطوطات التجويد
47 ـ مسألة ((لئن بسطت) (المائدة 31) والجواب عليها ـ الصدر الكبير (لعله: محمد بن إبراهيم، ت 903هـ).
جامعة برنستون (جاريت/يهودا) 28 [(298) 4346] (و130 ب ـ 132 أ).
قلت: كذا وقع في مطلع المسألة لم يسم مؤلفها وإنما اكتفي بنعته (الصدر الكبير) .. وعندي في نسبتها للمذكور نظر .. والأمر متاح للتحرير من القراء (بارك الله فيهم) .. وخاصة من لهم عناية بمخطوطات التجويد وعلوم القرآن.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 Sep 2003, 06:19 ص]ـ
بسم الله
أولاً - نرحب بالشيخ الملثم، ونسأل الله تعالى أن ينفع به وبمشاركاته، فهناك من يحرص على متابعتها.
ثانياً - حبذا لو حرصت أكثر على توضيح ما أوردته في الحلقات الماضية في هذه المشاركة؛ هل جميع ما فيها منقول من المخطوط؟ ولمن العبارات المصدرة بـ: قلت؟
ولو استعنت بعلامات التنصيص لكان ذلك معيناً لنا على فصل قولك عن منقولك وفقك الله.
ثالثاً - وجدت تفصيلاً جيداً للمسألة التي جاءت في المخطوط في كتاب الدراسات الصوتية عند علماء التجويد للدكتور غانم قدوري الحمد ص419 - 425، فلمن أراد التوسع الرجوع إلى ما ذكره ففيه تحرير جيد.
¥