[هل كل ما في القراءات السبعة متواتر؟]
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 Nov 2003, 08:59 م]ـ
قرأت رأياً لأحد المعاصرين (وليس بثقة) يزعم به أن القرآن كله متواتر بالجملة، لكن ليس كل حرف منه متواتر لا في قراءة عاصم ولا في غيرها!! وقال أن الدليل على ذلك أن إسناد المقرئين تجده مسلسلاً بالآحاد وليس عن جماعة. فهل من رد على هذا الزعم؟
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[09 Nov 2003, 07:48 ص]ـ
بعد بحث طويل في هذه المسألة الحساسة، خلصت لما يلي.
هناك جزء كبير جدا من القراءات العشر متواتر،
وأفضل كتاب تجد فيه بحث هذه القضية هو كتاب منجد المقرئين لخاتمة المحققين ابن الجزري في كتابه منجد المقرئين.
وأثبت فيه أن الشاطبية متواترة بل وغيرها كثير من الكتب المشهورة وأنكر على من لا يعتقد تواتر غيرها.
وساق الأدلة المقنعة جدا على هذا الرأي.
فالقراءت العشر تروى طبقة عن طبقة من مئات القراء بل الآلاف جيلا بعد جيل
أما الأسانيد فهي تذكر للاستئناس، فلا يعقل أبدا أن يذكروا أسماء أهل الناحية كلها من القراء في كل إجازة وإقراء.
فمن باب المحافظة على الإسناد فحسب دونت هذه السلاسل المباركة.
ولإثبات كثرة الأسانيد افتح كتاب الغاية في طبقات القراء وأكتب على لوحة كبيرة جدا في أعلاه اسم الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم ثم الأسانيد إلى القراء العشرة بخط صغير ثم دون أشجار الأسانيد لأسماء كل من قرأ عنهم وهكذا وسترى العجب العجاب.
علما أن هذا الكتاب فقط ذكر من تصل إليهم الأسانيد المشهورة.
أما لإكمال التحقيق فافتح كتب التراجم والتواريخ ودون أسماء كل من قرأ على غيره
وأضف أسماء القراء من أهل النواحي المختلفة
وسترى ما هو أعجب وأعجب
=================
لكن ابن الجزري في كتابه الأخير النشر في القراءات العشر نحى منحى آخر في ظاهره التعارض مع ما سبق
لكن عند النظر تجده هنا يبحث صحة ما تجوز به القراءة
فوضع الشروط الثلاثة المعروفة
صحة السند، وموافقة اللغة ولو بوجه فصيح، وموافقة احتمال الرسم العثماني
فهذه الأسانيد يعبر عنها بالمشهور وليس التواتر.
لكني أرى الجمع بين القولين
فالذي خلصت له.
أن هناك ما هو متواتر كالشاطبية وغيرها من كتب في السبع والعشر
أما ما تصح به القراءة مما في النشر منه ما هو متواتر ومنه ما هو مشهور تلقته الأمة بالقبول.
أما الأسانيد التي في إجازاتنا اليوم ويرويها الأفراد عن الأفراد فهي تذكر لبركة الاتصال بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بل بجبريل ثم برب العزة جل وعلا وهي وإن كانت تروى عن أعلام وجبال في العدالة والضبط لكن أصلها أن تكون جيلا عن جيل والذي منع ذكر المئات من الأسماء في إسناد الإقراء والإجازات هو الصعوبة بل الاستحالة كما أن ذلك مما لا يطلب شرعا ولا عقلا
طبعا هناك من ألف الكتب في ترجيح القول الأول لابن الجزري في منجد المقرئين
وأفضل ما وقفت عليه كتاب اسمه
القراءات القرآنية
لعبد الحليم بن محمد بن الهادي قابة
ط دار المغرب الإسلامي 1999
وهو كتاب جدير بالاقتناء، ولابد لكل مهتم بأمر القراءات من الاطلاع عليه
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 Nov 2003, 11:31 م]ـ
أخي الفاضل جزاك الله خيرا
وأنا لا أشك في صحة وصول هذه القراءات إلينا وتواترها عن القراء العشرة. لكن هل نقلها هؤلاء القراء بأسانيد فردية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أم متواترة؟ فمثلاً نافع ذكروا أنه أخذ عن سبعين شيخاً وهذا متواتر بلا شك. وعاصم نقل قراءته عن ابن مسعود وعن علي، وهذا يعتبره ابن حزم تواتراً. لكن هل كان هذا حال جميع القراء؟
وأهم من ذلك من باب التفسير، هل كل اختلاف في حرف المصحف مما جاء بالقراءات العشرة متواتر؟ بعضه يبدو متوتراً مثل "ملك يوم الدين" و "مالك يوم الدين". فماذا عن باقي الاختلافات؟
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[10 Nov 2003, 05:19 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذا المبحث استكمال لنقاش المشايخ الفضلاء حول تواتر أسانيد القراءات العشر، وجواب على ما طرح من إشكالات، واستجابة لطلب الشيخ الفاضل محمد الأمين _ حفظه الله _ حيث طلب ذكر أسانيد كل قارئ من العشرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأقول _وبالله تعالى التوفيق _:
إن أسانيد القراءات تنقسم حالياً إلى أربعة أجزاء:
¥