تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[وقفة مع قول "ابن الجزري" - رحمه الله- "وحاذرن تفخيم لفظ الألف" .... أرجو إبداء الرأي]

ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[23 Feb 2005, 07:10 م]ـ

يقول ابن الجزري - رحمه الله - في المقدمة:

فرققنْ مستفلا من أحرفِ** وحاذرنْ تفخيم لفظ الألفِ

يستوقفني هذا البيت كثيرا كلما مررتُ به، فهل يعقل أن - ابن الجزري - رحمه الله لم يفطن

لقصور بيته؟ ربما ناسيا - وجلّ من لا يسهو - .... أم أنه كان يرى ترقيق الألف دائما!!

ما أعرفه أن الألف تتبعُ ما قبلها، فإن كان مفخما فُخّمتْ وإن كان مرققا رُققتْ.

وكما جاء في منظومة العلامة "السمنودي":

والروم كالوصل وتتبع الألفْ ** ما قبلها والعكسُ في الغنّ أُلِفْ

أقول كان بوسع "ابن الجزري" - رحمه الله - أن يقول مكملا بيته:

فرققنْ مستفلا من أحرفِ** وحاذرنْ تفخيم لفظ الألفِ

إذا أتى مرققا ما قبلها ** وإنْ مفخَّما فَفَخِمَنَّها (هذا من نظمي وفي الحقيقة كنتُ مترددا في نشره خوفا من التدليس!! ربما ينقله زيد ثم عمرو ثم ثم .... حتى يصل إلى "فلان" أن هذا البيت قد ضاع من الجزرية بسبب عوامل التعرية!!، ولقد تم العثور عليه وهو الآن في صحة جيدة ولله الحمد!! .... فأرجو الانتباه لهذا الأمر)

باستطاعتي أن أجد لهذا البيت أكثر من مخرج - إن اجتهدت - وبحسب ما تجود به القريحة!

إذا كان مثلي - العبد الفقير - قد وجد مخرجا فهل من المعقول أن ابن الجزري -رحمه الله - وهو شيخ القرّاء والمجودين قد نضبتْ قريحته عند هذا البيت فقط!!!

ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[24 Feb 2005, 08:47 ص]ـ

15 زيارة ولم أحظ برد واحد فقط!

يا قارئي الموضوع أين ردودكم؟؟ ** تشفي فؤاد السائل المسكين!

ألأنني قد قلتُ قولا مُبْهَما؟ ** أم أنّ موضوعي كسعر التين! 1

إن لم تردوا أرحلنَّ مودّعا ** والدمع يجري مثل نهر السين! 2

1 - "التين رخيص عندنا هذه الأيام"

2 - نهر في فرنسا

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Feb 2005, 09:14 ص]ـ

ابن الجزري لم يقصد هنا بيان حكم الألف من حيث التفخيم والترقيق؛ لأنه يرى أن الألف لا توصف بترقيق ولا تفخيم، بل هي بحسب ما يتقدمها؛ فإنها تتبعه تفخيماً وترقيقاً كما صرح بذلك في النشر 1/ 215.

وقوله في البيت المسؤول عنه: وحاذرن تفخيم لفظ الألف أراد به التنبيه على التحرز عن التفخيم الذي اشتهر عن بعض الأعاجم الذين يفخمون الألف إلى حيث يصيرونها كالواو؛ فأمر هنا بالتحرز عن مثل هذا التفخيم لا عن التفخيم مطلقاً.

وأما سكوته عن التحرز عن تفخيمه إذا كان بعد حرف مستفل فلأن ذلك أمر ظاهر لا يحتاج إلى التصريح بذكره ....

انظر شرح المقدمة الجزرية لطاش كبرى زاده ص120 - 121 بتحقيق الدكتور محمد سيدي محمد محمد الأمين. من منشورات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.

ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[24 Feb 2005, 05:40 م]ـ

جزاك الله خيرا يا شيخ .... لكن وجهة نظري المتواضعة أن يكونَ البيتُ جامعا مانعا ... فالمسألة ليست "ما قصَدَه" وإنما " ما سَيُفْهَمُ من قَوْله - رحمه الله - ".

فالقارئ لهذا البيت ربما يفهم أن الألف تكون مرققة دائما، وهذا ما أشكلَ عليّ مع أنني أنني أعرف مسبقا أن الألف تتبع ما قبلها.

وقولكم - جزاكم الله خيرا - "وأما سكوته عن التحرز عن تفخيمه إذا كان بعد حرف مستفل فلأن ذلك أمر ظاهر لا يحتاج إلى التصريح بذكره .... "

لا نستطيع أن نبني قاعدة معتمدين على ظننا أن الأمر ظاهر لا يحتاج إلى إيضاح، والدليل على كلامي أن القارئ العادي "وأعني من يفهم العربية ولا دراية له بعلم التجويد" يفهم من هذا

البيت ترقيق الألف دائما بسبب عدم الإيضاح ولو كان موجودا لقطع الشكّ باليقين.

ولو رجعتَ إلى شرح الجزرية للشيخ صفوت محمود سالم وهو تلميذ فضيلة الشيخ العلامة المحقق الدكتور أيمن سويد -حفظه الله- لقرأتَ ما نصه:

" علمنا من قبلُ أن صفة الاستفال حق، ومستحقَّها ترقيق الحرف المستفل، لذلك نبه هنا بقوله (فَرَقِّقَنْ مُسْتَفِلاً مِنْ أَحْرُفِ)، ثم قال: (وَحَاذِرَنْ تَفْخِيمَ لَفْظِ الأَلِفِ)، والحقيقة أن هذا القول فيه قصور؛ لأن الألف لا توصف بترقيق ولا بتفخيم، ولكنها تتبع ما قبلها، فإن كان مفخّماً فُخِّمَت وإن كان مرقّقاً رُقِّقَت.

وقد يفهم من هذا النص أن الألف مرققة دائماً وهذا هو القصور؛ كما بينّا آنفاً."

والشيخ صفوت -حفظه الله- مجاز بالجزرية وشرحها.

وجهة نظر متواضعة: أقول ربما لو كتب ابن الجزري - رحمه الله - مقدمته في عصرنا هذا لما ترك بيته هكذا ولأوضح وبالغ في الإيضاح بسبب ما آلت ليه لغتنا وسليقتنا العربية.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Feb 2005, 09:54 م]ـ

بارك الله فيكم أخي عمار على هذه الملحوظة. وهي وجهة نظر مقبولة، وابن الجزري رحمه الله هو الوحيد الذي يستطيع إجابتك عن سبب تركه لما ترى أنه كان يجب عليه أن يذكره. والأمر فيه سعة، وقد نبه بعض الشراح على هذه المسألة، والتمس له آخرون العذر كما في قول أبي مجاهد وكلُّ مجتهد مأجور إن شاء الله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير