القول الأول:يشترطون التواتر حيث نصوا على أن التواتر شرط في ثبوت القرآن، وممن اشترط ذلك الغزالي وابن قدامة وابن الحاجب وصدر الشريعة والنويري ,وقالو:عدم اشتراط التواتر في ثبوت القرآن، قول حادث لإجماع الفقهاء والمحدثين وغيرهم ولم يخالف من المتأخرين إلا مكي وتبعه بعض المتأخرين،وقالوا لا يقدح في ثبوت التواتر اختلاف القراءة فقد تتواتر القراءة
عند قوم دون قوم. (2)
القول الثاني:أنه لايشترط التواتر وإنما يكتفي بصحة السند.
وإليه ذهب ابن الجزري وأشار إلى أنه مذهب أئمة السلف والخلف وقال راداً على القول الأول: أنه إذا أثبت التواتر لايحتاج فيه إلى الركنين ا لسابقين من الرسم وغيره إذ ما ثبت من أحرف الخلاف متواتراً عن النبي صلى الله عليه وسلم وجب قبوله وقطع بكونه قرآناً سواء وافق الرسم أم خالفه وإذا أشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف أنتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء السبعة وغيرهم. (3)
وقال الطاهر بن عاشور:وهذه الشروط الثلاثة هي شروط قبول القراءة إذا كانت غير متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن كانت صحيحة السند إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولكنها لم تبلغ حد التواتر فهي بمنزلة الحديث الصحيح واما القراءة المتواترة فهي غنية عن هذه الشروط لأن تواترها يجعلها حجة في
العربية ويغنيها عن الاعتضاد بموافقة المصحف عليه (1).
قلت: وعند تأمل هذين القولين فإننا لانجد بينهما فرق في إفادة القراءة للعلم لأن من لم يشترط التواتر وإنما اشترط صحة السند لم يكتف به وإنما اشترط قرائن بمجموعها تفيد العلم وتقوم مقام التواتر ولذا قال مكي بن أبي طالب: فإذا اجتمعت هذه الخلال الثلاث قرئ به وقطع على مغيبه وصحته و صدقه لأنه أخذ عن إجماع من جهة موافقته لخط المصحف وكفر من جحده (2).
وقال الزرقاني:إن هذه الأركان الثلاثة تكاد تكون مساوية للتواتر في إفادة العلم القاطع بالقراءات المقبولة بيان هذه المساواة أن ما بين دفتي المصحف متواتر ومجمع عليه من هذه الأمة في أفضل عهودها وهو عهد الصحابة فإذا صح سند القراءة ووافقت عليه قواعد اللغة ثم جاء ت موافقة لخط المصحف المتواتر كانت هذه الموافقة قرينة على إفادة هذه الرواية للعلم القاطع وإن كانت آحاداً ..... فكأن التواتر كان يطلب تحصيله في الإسناد قبل أن يقوم المصحف وثيقة متواترة بالقرآن أما بعد وجودهذا المصحف المجمع عليه فيكفي في الرواية صحتها وشهرتها متى ماوافقت رسم هذا المصحف ولسان العرب ........ وهذا التوجيه الذي وجهنا به الضابط السالف يجعل الخلاف كأنه لفظي ويسير بجماعات القراء جدد الطريق في تواترالقرآن (3).
ـ[أبو محمد أحمد قاسم]ــــــــ[08 Jun 2008, 01:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حتى ابن الجزري كان يذهب قبل كتابه النشر أن التواتر شرط في قبول القراءة! وتجد ذلك في كتابه منجد المقرئين
ـ[حمدي عزت]ــــــــ[09 Jun 2008, 01:03 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ أحمد ونفعنا الله بعلمكم ونرجوا المزيد من هذه الأبحاث القيمة
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[19 Jun 2008, 02:55 م]ـ
الأخ أبو محمد: نعم ابن الجزري كان يرى ذلك وقد أشار في النشر إلى أنه تراجع عنه بعد أن كان يراه.
الأخ حمدي: بارك الله فيك.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[22 Jul 2008, 05:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
به حولي واعتصامي وقوتي
د. حسن عبد الجليل العبادلة [email protected] [email protected]
إخوتي الأحبّة إن أمر أركان القراءة القرآنية أو ضوابط القراءة القرآنية ليس كما يظنه كثير من الناس وقد قرأت العديد من البحوث التي تتعلق بهذه المسألة لكن دون أن يحيط باحثوها بمسألة نشأة القراءات والسبب في وضع هذه الضوابط. وأنا الآن في طور إعداد بحث أفصّل فيه حقيقة المراد بهذه الضوابط أو الأركان ولماذا وضعت وفي أي عصر خصوصا أننا نقرأ الآن بما يخالف هذه الأركان المشار إليها أنظروا أحبتي إلى الآية23 من سورة الكهف حيث كتبت لام شين ألف ياء ثم همزة ولا يوجد من قرأ على نحو المرسوم من القرّاء رحمة الله عليهم أجمعين ولا يعني ذلك أن هذه الأركان وضعت خطأ ومن أحب أن يشاركني بحثي من الأساتذة الكرام أرجو أن يتواصل معي على الإيميل المذكور أو على هاتف 777717312/ 962+
ورجائي الحار من أهل القرآن والذين يؤلفون في القراءات القرآنية أن لايأخذوا علمهم من كتب علوم القراءات فقط، فهنالك الكثير من أسس علوم القراءات القرآنية ورسم المصحف ونقطه حمل على غير وجهه الصحيح وأسيء تفسير عبارات العلماء المتقدمين وحملت على غير أوجهها ثم قعّدت على الخطأ الشائع وعلى سبيل المثال ينظر بحثي الموسوم أبو الأسود الدؤلي ومنهجه في نقط المصحف وهو منشور في مجلّة دراسات - الجامعة الأردنية، ولبعض المتخصصين في الإقراء الذين ينقلون عبارة كتب المصحف على مراد الوقف وضبط على مراد الوصل أن يقرؤا بحثي الموسوم توجيهات الداني لظواهر الرسم القرآني وهو منشور في مجلة جامعة غزّة ولها موقع على الإنترنت. وأرجوا أن يتواصل أهل العلم ليثوروا علوم المتقدمين ويعلموا حقيقة مرادهم. والله الموفق الفقير إليه سبحانه د. حسن عبد الجليل عبد الرحيم علي العبادلة
¥