تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2 - وقال والقراءة التي لا نستجيز للقارئ أن يقرأ غيرها في ذلك النصب (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) بمعنى واتقوا الأرحام أن تقطعوها لما قد بينا أن العرب لا تعطف بظاهر من الأسماء على مكني في حال الخفض إلا في ضرورة شعر على ما قد وصفت قبل. اهـ

والكسائي قرأ (الأرحام ِ) بكسر الميم.

وقال: عند قوله تعالى {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُواْ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} (137) سورة الأنعام.

واختلفت القراء في قراءة ذلك فقرأته قراء الحجاز والعراق وكذلك زين بفتح الزاي من زين لكثير من المشركين قتل أولادهم بنصب القتل شركاؤهم بالرفع بمعنى أن شركاء هؤلاء المشركين الذين زينوا لهم قتل أولادهم فيرفعون الشركاء بفعلهم وينصبون القتل لأنه مفعول به وقرأ ذلك بعض قراء أهل الشام وكذلك زين بضم الزاي لكثير من المشركين قتل بالرفع أولادهم بالنصب شركائهم بالخفض بمعنى وكذلك زين لكثير من المشركين قتل شركائهم أولادهم ففرقوا بين الخافض والمخفوض بما عمل فيه من الاسم وذلك في كلام العرب فصيح وقد روى عن بعض أهل الحجاز بيت من الشعر يؤيد قراءة من قرأ بما ذكرت من قراءة أهل الشام رأيت رواة الشعر وأهل العلم بالعربية من أهل العراق ينكرونه وذلك قول قائلهم فزججته متمكنا زج القلوص أبي مزاده والقراءة التي لا أستجيز غيرها وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم بفتح الزاي من زين ونصب القتل بوقوع زين عليه وخفض أولادهم بإضافة القتل إليهم ورفع الشركاء بفعلهم لأنهم هم الذين زينوا للمشركين قتل أولادهم على ما ذكرت من التأويل وإنما قلت لا أستجيز القراءة بغيرها لإجماع الحجة من القراء عليه وأن تأويل أهل التأويل بذلك ورد ففي ذلك أوضح البيان على فساد ما خالفها من القراءة ولولا أن تأويل جميع أهل التأويل بذلك ورد ثم قرأ قارىء وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم بضم الزاي من زين ورفع القتل وخفض الأولاد والشركاء على أن الشركاء مخفوضون بالرد على الأولاد بأن الأولاد شركاء آبائهم في النسب والميراث كان جائزا ولو قرأه كذلك أنه رفع الشركاء وخفض الأولاد كما يقال ضرب عبد الله أخوك فيظهر الفاعل بعد أن جرى الخبر بما لم يسم فاعله كان ذلك صحيحا في العربية جائزا.

والذي قرأ القراءة التي أشار إليها ابن عامر الشامي.

فكيف توجه رد ابن جرير رحمه الله لهذه القراءات الصحيحة.

ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[15 Oct 2003, 10:48 م]ـ

قال محمد بن صالح: سمعت رجلاً يقول لأبي عمرو: كيف تقرأ {لا يعذب عذابه أحد * ولا يوثق وثاقه أحد}؟ , قال: {لا يعذِّب عذابه أحد} - بالكسر - , فقال له الرجل: كيف وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم {لا يعذَّب عذابه أحد} - بالفتح -؟ فقال أبو عمرو: لو سمعت الرجل الذي قال: (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم) ما أخذت عنه , وتدري لم ذاك؟! لأني أتهم الواحد الشاذ إذا كان على خلاف ما جاءت به العامة.أ. هـ جمال القراء للسخاوي 1/ 235 , وعقب السخاوي رحمه الله على ذلك بقوله:

وقراءة الفتح ثابتة أيضاً بالتواتر , وقد تواتر الخبر عند قوم دون قوم , وإنما أنكرها أبو عمرو لأنها لم تبلغه على وجه التواتر. أ. هـ

أقول وما أنكره أبو عمرو البصري هو قراءة الكسائي.

وهذا هو جواب ما يُورد على أنه طعن من ابن جرير رحمه الله في ما تواتر من القراءات , فقد تتواتر القراءة عند قوم دون قوم , وليس مثل ابن جرير من يطعن في ما تواتر من القرآن والسنة , وانظر كلامه على نفس آية سورة الفجر السابقة فقد ذكر إجماع قرأة قراء الأمصار على الفتح , ثم ذكر قراءة الكسائي بفتح الذال والثاء , وأنه قرأها كذلك (اعتلالاً منه بخبر رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قرأه كذلك - واهي الإسناد) ثم ذكره بإسناده.

فالقراءة لم تثبت عند ابن جرير الطبري , كما أنها لم تثبت عند أبي عمرو البصري , رحمة الله عليهما , وكلاهما من أئمة القراءة وعلمائها.

ولا بد أن تستحضر في هذا الموضوع دائماً أن:

ابن جرير انتهى من إملاء تفسيره سنة (290هـ) , وتوفي سنة (310هـ) , وابن مجاهد وهو أحد تلاميذ الطبري سبّع السبعة نحو سنة (300هـ) ولم يسبقه إلى ذلك أحد كما هو معلوم. والله الموفق.

وأدلك والإخوة القراء على رسالة لطيفة قيمة لـ د/ عبد الفتاح شلبي , بعنوان:

" الاختيار في القراءات منشؤه ومشروعيته وتبرئة الإمام الطبري من تهمة إنكار القراءات المتواترة.

طبع معهد البحوث بجامعة أم القرى.

ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[16 Oct 2003, 11:26 ص]ـ

أخي الشيخ نايف بارك الله فيك

أنا لم أطلع على الرسالة، ولكن الذي تبادر لذهني من العنوان أن القصد من الرسالة الدفاع عن هذه القراءات الصحيحة وبيان ثبوتها، وليس القصد هو اتهام الطبري رحمه الله، أو غيره، المهم هو أن يدافع عن ماصح، ويعتذر عن الأئمة فيما لم يبلغهم، كما حدث مع عمر بن الخطاب مع هشام بن حكيم رضي الله عنهما.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير