سلامة الصدر وسلامة القراءة وفق السياق الذي يلزمنا جميعا بنصه ومعناه.
الوقفة الثامنة عشرة:
السياق ملزم وليس الدخول في الظنون والظن الذي في ذهن الشيخ لم يخطر في بال سامعه ولما نوقش الشيخ احتاج وقتا طويلا لإيصال فكرته لمحاوره وهي الفكرة التي لم يسعفه فيها السياق لا معنى ولا إعرابا بل تحتاج ليا لأعناق الكلمات وحركاتها لتتناسب مع الوسوسة.
ومما يلزم في اعتبار السياق مرجعا في القراءة وإبعادا عن التنطع وحدة المعنى الذي يندرج في نسق من الكلمات، لاحظ مثلا ما يلي:
قرأ رجل ممن يتكسب بالقرآن آية (وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوا واتقوا لعلكم ترحمون) 55 الأنعام، قرأ منها بترا من السياق لإرضاء زعيم قادم إلى حفل دعي إليه التالي: مبارك فاتبعوه واتقوا .... )!، فالسياق معنى وإعرابا لابد من مراعاته في الأداء فهو المرجع، أما الاجتزاء وتخيل معان أخر يحاكم إليها أداء القارئ على نحو يشكك ويلبس، فهذا مما تأباه السليقة العربية والسلامة الفطرية التي يقرأ بها الناس، فدعوهم يقرؤون على سجيتهم بسلامة أداء، دون إقحام لتخيلات تخطر ببال مثل أصحاب هذه النظرة.
الوقفة التاسعة عشرة:
النبر قد يحتاج إليه في بعض المواقف رغم أنه لا يحتاج التكلف وذلك فيما إذا حذف حرف لالتقاء الساكنين وخشي من اللبس كما في قوله تعالى:" واستبقا الباب " وقوله تعلى:" وقالا الحمد لله " وقوله عز وجل:" فلما ذاقا الشجرة " ففي مثل هذه المواطن قد يحتاج القارئ إلى ضغطة خفيفة أو نبر ما بعد الألف المحذوفة إشعارا بالألف، رغم أن هذه النبرة قد تستغل، أو تحتاج تكلفا مبالغا فيه، وترك الأمر على ظاهر القراءة وفق الحروف والحركات أولى، وبخاصة عندما تكون القراءة حدرا، كما أن السياق هو المخرج فكون الألف ألف تثنية يحدده سياق القصة، قارن هذا مع قوله تعالى: " وقيل ادخلا النار " فألف التثنية ستحذف لالتقاء الساكنين ويصبح النطق هكذا: " ادخلنَّار" فأين ألف التثنية؟ لقد سقطت وسقوطها غير مخل بالمعنى رغم أن المبنى نقص ولكن المبنى يوضحه الإعراب الذي يشكل ركنا من أركان السياق فلو كان الفعل للمفرد لكان النطق هكذا:" ادخل النار " بكسر لام ادخل ..
الوقفة العشرون:
يرى البعض أن الوقف على الهمز يستلزم ضغطة أو نبرة تنهي النطق، لإعطاء الهمزة حقها من الظهور، كما في الوقف على همزة:" السماء، السوء، شئ .. " والحقيقة عندما ندقق في هذا ونبحث عن وظيفة المد قبل الهمزة لوجدنا المد فسحة لعضلات الأداء أن تغلق المخرج دون الكلفة التي يعبر عنها بالنبر، لأن الذي لا يحقق الهمز قد ترك مخرج الهمزة مفتوحا ويصبح النطق هكذا:" السما " دون همز، .. وهي قراءة بعض العرب.
إن النبر تكلف ولغة القرآن سهلة ميسورة وما مدودها و غننها إلا تجاوب مع جهاز النطق عند الإنسان، وعندما نلغي المد من مثل كلمة " السماء " فسوف نقع بالنبر وهي لغة مستثقلة، لأن انتقال القارئ من مخرج الميم إلى مخرج الهمزة دون منح المخرج زمنه الكافي سيؤدي إلى النبر فجرب بنفسك النطق ستجد النبر منضافا إلى قوة الهمزة مما يزيد قوتها ويخرجها عن حد السواء والنطق اللطيف، لأن المطلوب كما قال الإمام السخاوي في عمدة المجيد:
فإذا همزت فجئ به متلطفا من غير ما بهر وغير توان
إذا لابد من اللطف في الأداء وهذا المد قد أعاننا ويسر لنا الأمر، ومن هنا أجد الأمر أيسر من القول بالنبر والله أعلم.
الوقفة الحادية والعشرون:
مستوى القراءة: القراءة في عرف القراء مستويات ثلاثة التحقيق والتدوير والحدر ومعلوم أن القراءة بالحدر تعني الاختلاس في الحركات والمدود والغنن .... وبالتالي فما ينادي به أصحاب البدعة الجديدة في القراءة وأرجو قبول تسميتها بدعة بما أنها لم تبن على أصل عند أهل القراءة من السلف فهي جديدة كل الجدة ,, نعم ما ينادي به إخواننا لن تسعفهم به القراءة بالحدر ..
الوقفة الثانية والعشرون:
¥