تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حتي يتضح قول النسفي جيدا للقارئ:" قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ " وقوله تعالي:" فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66) " لفظ الله مرفوع في الآتين ولكن في الأولي (المائدة) فاعل وفي (يوسف) مبتدأ ولنقرأ كلام النسفي في سورة يوسف" {فَلَمَّا ءاتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ} قيل: حلفوا بالله رب محمد عليه السلام {قَالَ} بعضهم يسكت عليه لأن المعنى قال يعقوب {الله على مَا نَقُولُ} من طلب الموثق وإعطائه {وَكِيلٌ} رقيب مطلع غير أن السكتة تفصل بين القول والمقول وذا لا يجوز، فالأولى يأن يفرق بينهما بالصوت فيقصد بقوة النغمة اسم الله." ا. هـ فقول النسفي "، فالأولى يأن يفرق بينهما بالصوت فيقصد بقوة النغمة اسم الله " يقصد إظهار لفظ الجلالة الله وإلقائه بطريقة تشعر بان القصد منه الابتداء لأن الفاعل في الآية هو يعقوب عليه السلام وكلمة وكيل خبر للفظ الجلالة فالتفريق بقوة النغمة رفع الصوت به إذ لا معني لقوة النغمة هنا إلا النبرلأنه رفع بضغط،قد خصص هذا النبر بلفظ الجلالة بقوله (فيقصد ... ).انظر تحقيقات في التلقي والأداء د/ جبل وكتاب الدراسات الصوتية لغانم قدوري. ويتضح مما سبق أن المفسرين كانوا يهتمون بطريقة الإلقاء، وقال السمرقندي في قوله تعالي:" وَإِذَا كَالُوهُم وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) " {وَإِذَا كَالُوهُمْ} يعني: إذا باعوا من غيرهم ينقصون الكيل {أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} يعني: ينقصون الكيل وقال بعضهم كالوهم حرفان يعني: كالوا ثم قال: هم وكذلك وزنوا ثم قال: هم يخسرون وذكر عن حمزة الزيات أنه قال هكذا ومعناه هم إذا كالوا أو وزنوا ينقصون وكان الكسائي يجعلها حرفاً واحداً كالوهم أي: كالوا لهم وكذلك وزنوا لهم وقال أبو عبيدة وهذه هي القراءة لأنهم كتبوها في المصاحف بغير ألف ولو كان مقطوعاً لكتبوا كالواهم بالألف " 587

ٍولفظ حرفين في كلام أبي عبيد معناه كلمتين ذلك أن لفظ (هم) علي هذه القراءة مؤكد لضمير الفاعل،واللفظ التوكيدي كالزائد عن بناء الجملة لأنه ينصب علي مفردة فيها لا علي مبناها كله في حين أن المفعول هو من تمام بناء الجملة الفعلية في الفعل المتعدي لأن الكلام يتطلبه ومن هنا عدُّوا قراءة (كالوهم) في حالة تنغيم (هم) مفعولا كلمة واحدة وفي حالة تنغيمها توكيدا =حرفين أي كلمتين وكذلك الأمر في (وزنوهم).والنبر هنا يتمثل في ضغط النطق بالضمير ضغطا يشعر يتميزه عما قبله ويرتفع به صوته عما قبله وبعده في كل من القراءتين وكذلك الأمر في جعل الضمير (هم) في (هم يخسرون) مبتدأ وهذا الضمير يعد لغويا كلمة ويعد صوتيا مقطعا، وأبو عبيد عبّر عن ذلك التميز بالوقف فإن وقفا حقيقا فهو سريع جدا (كسكتات حفص) وهناك احتمال أن يكون قصد بالوقف ذلك التمييز النبريّ الذي ذكرناه "ينظر .. تحقيقات في التلقي د/جبل وقال الزمخشري:" {والذين يَجْتَنِبُونَ} عطف على الذين آمنوا، وكذلك ما بعده. ومعنى {كبائر الإثم} الكبائر من هذا الجنس. وقرىء «كبير الإثم» عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه: كبير الإثم هو الشرك {هُمْ يَغْفِرُونَ} أي هم الأخصاء بالغفران في حال الغضب، لا يغول الغضب أحلامهم كما يغول حلوم الناس، والمجيء بهم وإيقاعه مبتدأ، وإسناد {يَغْفِرُونَ} إليه لهذه الفائدة، ومثله: {هُمْ يَنتَصِرُونَ} [الشورى: 39].يقصد:" وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) " الذي برز كون (هم) المنفصلة في هذه الآيات هي رأس جملة أي مبتدأ هو نبرها بحيث تبرز ابتدائيتها وكونها ليست مضافة إلي اليوم في آيتي غافر بخلاف آيات الزخرف والمعارج والطور والذاريات ـ وكذلك الأمر وإن كان أقل حدة في آيتي الشوري فالنبر هو الذي يبرز التخصيص الذي ذكره الزمخشري" المصدر السابق

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير